تنطلق مباحثات «جنيف 3» اليوم لوضع حد للأزمة السورية بمشاركة كل من الحكومة والمعارضة السورية وسط خلافات جوهرية بين الطرفين والدول الداعمة لكل منهما حول عدة قضايا أبرزها مصير الرئيس السورى بشار الأسد. ووصل الوفد الحكومى السورى المفاوض برئاسة سفير دمشق لدى الأممالمتحدة بشار الجعفرى أمس إلى جنيف عشية بدء المفاوضات، وذلك وسط تدابير أمنية مشددة. وامتنع الجعفرى وأعضاء الوفد الحكومى الذين وصلوا تباعا عن الإدلاء بأى تصريح. وكان وزير الخارجية السورى وليد المعلم قد استبق انطلاق المحادثات بتأكيده على أن الرئيس الأسد «خط أحمر» وأنه ملك للشعب السوري، مؤكدا أنه إذا استمرت المعارضة فى هذا النهج فلا داعى لقدومهم إلى جنيف من الأساس. وفى المقابل، تمسكت المعارضة السورية بموقفها حيث شدد محمد علوش عضو وفد المعارضة فى مباحثات السلام السورية فى مؤتمر صحفى فور وصوله جنيف على أن الفترة الانتقالية لا يمكن أن تبدأ فى ظل وجود الأسد فى السلطة. وقال علوش إن المعارضة تعتبر أن الفترة الانتقالية تبدأ بسقوط الأسد أو موته، مستنكرا تصريحات المعلم التى قال فيها فى وقت سابق إن قضية الرئاسة لن تطرح خلال المباحثات، ووصف هذه التصريحات بأنها «بهلوانية». ومن جانبه، أكد المبعوث الدولى إلى سوريا ستافان دى ميستورا أنه لا يوجد بديل لحل الأزمة السورية فى حالة فشل مفاوضات جنيف.وأوضح دى ميستورا أنه لا يوجد خطة بديلة للمفاوضات، التى كانت قد أعلنت عنها واشنطن فى وقت سابق، وأن الأطراف التى ستشارك فى المفاوضات هى نفسها التى شاركت المرة الماضية. وأضاف أن وقف إطلاق النار غير مرتبط بمدة زمنية محددة، وأنه كلما استمر وقف إطلاق النار توفر وقت وإمكانيات أكثر لفرص التسوية السياسية. وكان المبعوث الدولى قد أعلن الجمعة الماضية أن المفاوضات ستتركز على ثلاث مسائل هى تشكيل حكومة جامعة ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية برعاية الأممالمتحدة فى مهلة 18 شهرا تبدأ مع انطلاق المفاوضات وهى نقطة ترفضها حكومة دمشق التى تؤكد أنه لا يحق لميستورا ولا لغيره أن يتحدث عن انتخابات رئاسية فهى حق حصرى للشعب السوري. وفى غضون ذلك، طالب أليكسى بورودافكين مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأممالمتحدة فى جنيف المعارضة السورية بالتخلى عن مطالبها بالتنحى الفورى للرئيس الأسد. وقال بورودافكين إن هذه المطالب غير الواقعية ولا يمكن أن تتحقق على الصعيد العملى وهذا يدل على أن هؤلاء المعارضين غير جاهزين لخوض مفاوضات والتوصل إلى اتفاق. ومن نقاط الخلاف أيضا بين الحكومة السورية والمعارضة هى رؤيتهما للمرحلة الانتقالية ففى حين تتحدث دمشق عن حكومة وحدة وطنية موسعة تضم أطيافا من المعارضة، تريد المعارضة هيئة حكم انتقالى كاملة الصلاحيات التنفيذية بدون أن يكون للأسد أى دور فيها. أما نقطة التفاهم الوحيدة بين دمشق والمعارضة فهى الرفض الكامل لمشروع التقسيم. ومن جانبه أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن موسكو لديها ادلة علي وجود قوات تركية علي الاراضي السورية، مشيرا الي ان موسكو ستصر علي دعوة الاممالمتحدة للاكراد في جنيف.
