توقع ستيفان دى ميستورا، مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، أمس إجراء انتخابات رئاسية فى سوريا فى غضون 18 شهراً، مشيراً إلى أن موعد الانتخابات سيكون على طاولة مفاوضات السلام فى جنيف الأثنين المقبل. وجاءت تصريحات دى ميستورا لتزيد سقف التوقعات من نتائج مباحثات جنيف التى تجيء بعد نجاح الهدنة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة فى الصمود لأسبوعين. وفى السياق نفسه، قال دبلوماسيون غربيون إن قوى دولية تبحث إمكانية تقسيم الدولة التى مزقتها الحرب تقسيماً اتحادياً "فيدرالياً" يحافظ على وحدتها كدولة واحدة بينما يمنح السلطات الإقليمية حكماً ذاتياً موسعاً. ويتزامن استئناف محادثات السلام فى جنيف مع الذكرى الخامسة لصراع بدأ باحتجاجات ضد الرئيس السورى بشار الأسد ثم انزلق إلى حرب متعددة الأطراف. وتراجع القتال فى سوريا بشكل كبير منذ أن دخل "اتفاق وقف العمليات القتالية" الهش الذى توسطت فيه الولاياتالمتحدةوروسيا حيز التنفيذ. وفى حين يستعد وسيط الأممالمتحدة للسلام ستافان دى ميستورا للاجتماع مع وفود من الحكومة السورية والمعارضة فإن فكرة تقسيم سوريا على أساس اتحادى تعد من بين الأفكار التى تحظى باهتمام جاد فى الوقت الراهن. وقال دبلوماسى بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه إن بعض القوى الغربية الكبرى وليست روسيا فحسب تبحث أيضا إمكانية إقامة نظام اتحادى لسوريا وعرضت الفكرة على دى ميستورا. وأضاف الدبلوماسى "مع التأكيد على الحفاظ على سلامة أراضى سوريا من أجل بقائها كدولة واحدة، يوجد بالطبع جميع أنواع النماذج المختلفة لنظام اتحادى سيكون -كما فى بعض هذه النماذج- متحررا للغاية من المركزية ويعطى الكثير من الحكم الذاتى لمختلف المناطق". ورفضت المعارضة السورية قبل أيام اقتراحاً قدمته روسيا بأن توافق محادثات السلام على نظام اتحادى لسوريا. ولم يستبعد الأسد فى مقابلة أجريت معه فى سبتمبر الماضى فكرة الاتحادية عندما سئل عنها لكنه قال إن أى تغيير يجب أن يكون عبر الحوار بين السوريين وإجراء استفتاء لإدخال التغييرات الضرورية على الدستور. فى الوقت نفسه، أكد الكرملين أن الحفاظ على وحدة أراضى سوريا مسألة أساسية بالنسبة لروسيا وأن موسكو تتوقع مشاركة كل الأطراف المعنية فى محادثات جنيف. وذكر ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن الحفاظ على وحدة سوريا هو على الأرجح "حجر زاوية" لكثير من الدول كما أنه أولوية بالنسبة لروسيا. ومن جانبه، قال سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسية، إنه مقتنع بضرورة أن يتخذ دى ميستورا قراراً بإشراك الأكراد فى محادثات السلام السورية. وقال لافروف إن إجراء محادثات السلام السورية دون مشاركة الأكراد سيعكس ضعف المجتمع الدولي، مضيفاً أن استبعاد الأكراد من مفاوضات السلام حول سوريا "سيغذى طموحات الذين لا يريدون البقاء ضمن سوريا بل يريدون تقسيمها". واستبعد الاكراد السوريون الذين باتوا يسيطرون على أكثر من 10٪ من الأراضى السورية وثلاثة أرباع الحدود السورية والتركية من الجولة الأولى من مفاوضات السلام فى فبراير الماضى بجنيف.