قال المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إن الانتخابات الرئاسية في سوريا ستجري في غضون 18 شهرا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية أمس عن دي ميستورا قوله إن سوريا ستجري انتخابات رئاسية في غضون 18 شهرا. وقال لوكالة الإعلام الروسية في مقابلة إن وقت انطلاق الانتخابات سيطرح في أحدث جولات محادثات السلام المقرر أن تعقد بعد غد «الاثنين» فى العاصمة السويسرية «جنيف». من جانبه، أعرب رئيس مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات السورية، أسعد الزعبي، عن تشاؤمه من استئناف محادثات السلام في جنيف، قائلا إن تردي الأوضاع الإنسانية واستمرار العمليات العسكرية للقوات الحكومية السورية وحلفائها، لا يتركان مجالا للتفاؤل. واتهم الزعبي المجتمع الدولي بالتآمر والتستر على المجازر التي ترتكبها روسيا، وتغطية الرئيس بشار الأسد. وكان «دي ميستورا» قد أعلن ، قبل أيام، أن جولة جديدة من المحادثات الهادفة لوقف النزاع في سوريا ستعقد في جنيف من بعد غد «الاثنين» 14 إلى 24 مارس تحت إشراف المنظمة الدولية. وقال إن مشاورات الجولة الجديدة لن تشمل الحديث عن المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار، بل ستركز على الحكومة الانتقالية والانتخابات. وقال وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف إنه مقتنع بضرورة أن يتخذ مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قرارا بإشراك الأكراد في محادثات السلام السورية. وقال «لافروف» في إفادة صحفية إن إجراء محادثات السلام السورية دون مشاركة الأكراد سيعكس ضعف المجتمع الدولي. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد قالت إن ممثلين عنها سيحضرون محادثات السلام المقررة أن تبدأ في جنيف الأسبوع المقبل. ولم تؤكد دمشق علانية بعد مشاركتها في المحادثات. وردا على سؤال عما إذا كانت روسيا تشجع دمشق على الحضور قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية «إنهم لا يرفضون». وتابعت «قالوا بشكل مباشر إنهم سيشاركون.هم مستعدون. سيكونون أول من يصل حيثما تكون هناك حاجة». ومن المتوقع أن يعلن وزير الخارجية السوري رسميا موقف حكومته من محادثات جنيف في مؤتمر صحفي اليوم. من جهة أخرى، قال دبلوماسيون إن قوى كبرى قريبة من محادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة بشأن سوريا تبحث إمكانية تقسيم الدولة التي مزقتها الحرب تقسيماً اتحادياً يحافظ على وحدتها كدولة واحدة بينما يمنح السلطات الإقليمية حكماً ذاتيًا موسعًا. وفي حين يستعد وسيط الأممالمتحدة للسلام ستافان دي ميستورا للاجتماع مع وفود من النظام السوري والمعارضة فإن فكرة تقسيم سوريا على أساس اتحادي تعد من بين الأفكار التي تحظى باهتمام جاد في الوقت الراهن. وقال دبلوماسي بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه إن بعض القوى الغربية الكبرى وليست روسيا فحسب تبحث أيضا إمكانية إقامة نظام اتحادي لسوريا وعرضت الفكرة على دي ميستورا. وأضاف الدبلوماسي «مع التأكيد على الحفاظ على سلامة أراضي سوريا من أجل بقائها كدولة واحدة، يوجد بالطبع جميع أنواع النماذج المختلفة لنظام اتحادي سيكون - كما في بعض هذه النماذج- متحررا للغاية من المركزية ويعطي الكثير من الحكم الذاتي لمختلف المناطق». ولم يقدم أي تفاصيل عن نماذج تقسيم اتحادي للسلطة يمكن تطبيقه على سوريا. وقد أكد دبلوماسي آخر بالمجلس التصريحات. يذكر أن المعارضة السورية رفضت هذا الأسبوع اقتراحا قدمته روسيا بأن توافق محادثات السلام على نظام اتحادي للبلاد. وقال منسق المعارضة السورية رياض حجاب إن أي حديث عن هذه الاتحادية أو شيء قد يمثل توجهًا لتقسيم سوريا غير مقبول على الإطلاق. لكن فكرة الاتحادية بالنسبة لسوريا ليست مستبعدة. ففي حديث صحفي أمس الأول قال «دي ميستورا» «السوريون كلهم رفضوا تقسيم سوريا ويمكن مناقشة مسألة الاتحادية في المفاوضات». ولم يستبعد الأسد في مقابلة أجريت معه في سبتمبر الماضي فكرة الاتحادية عندما سئل عنها، لكنه قال إن أي تغيير يجب أن يكون عبر استفتاء لإدخال التغييرات الضرورية على الدستور. من جهته، أوضح صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا الذي يتمتع بنفوذ واسع على المناطق الكردية في سوريا أن الحزب منفتح على الفكرة. وقال مسلم «ما تصفونه ليس مهما.. قلنا مرارا وتكرار إننا نريد سوريا لا مركزية.. فلنسمها إدارات أو لنسمها اتحادية .. كل شيء ممكن». وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل أكثر من 20 عنصراً من تنظيم داعش في غارات شنتها طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام على مواقع التنظيم في مدينة تدمر شرق سوريا. وذكر المرصد أن نحو 35 غارة استهدفت أحياء المدينة، أسفرت عن مقتل نحو 20 عنصراً من تنظيم داعش الإرهابي إضافة إلى إصابة 50 آخرين، فيما اندلعت معارك على الأرض بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام السوري بالقرب من المناطق التي طالتها الغارات، تزامنا مع معلومات عن استعداد النظام وحلفائه لشن هجوم واسع بهدف استعادة المدينة بغطاء جوي روسي.