فى جلسة اجرائية عقدت بمجلس الوزراء فازت بمنصب الرئيس بعد ان حصلت على 17 صوتا من اجمالى 30 صوتا .. لتصبح بعدها ثالث رئيس للمجلس القومى للمراة تتحمل عبء النهوض بأوضاع حواء المصرية متسلحة بخبرة قرابة 22 عاما فى خدمة قضايا المرأة والتنمية وبعزيمة شابة مثابرة ..هى الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة .. فى حوار لصفحة المرأة والطفل د.مايا : راضية عن احوال المرأة المصرية ؟ إذا رضينا بالموجود لن نتقدم للأمام، لدينا تمثيل جيد للمرأة فى البرلمان ،وسيصبح لدينا 13500سيدة فى المحليات، ، القيادة السياسية وأعلى جهة تنفيذية فى الدولة تهتم بتحسين اوضاع النساء.. اذا البيئة مواتية لتحسين أوضاع المرأة المصرية بصورة كبيرة فى الفترة القادمة .. اعتقد ان الفرصة سانحة ويجب استغلالها للانطلاق لتحسين القوانين والتشريعات .. الموضوع ليس سهلا .. سنسطدم بالفكر المجتمعى الذى غالبا ما يكون ذكوريا ..ومع هذا أنا متفائلة . «الثقافة الذكورية».. كلمة ترددت كثيرا باعتبارها حائط سد أمام حصول المرأة على حقوقها .. تغيير فكر المجتمع وثقافتة الذكورية صعب ويحتاج لسنوات .. كيف سيتغلب المجلس على هذة الإشكالية ؟ التعديل صعب عندما يكون فكر الناس قد تحددت معالمه .. لكنه ممكن تماما من خلال اصلاح الاعلام والتعليم ..اذا ما ضمنتى حقوقا متساوية للاناث والذكور فى المناهج الدراسية وتربية جيل جديد من الطلاب على احترام الطرف الاخر ، فى خلال 15 سنة سيصبح لديك شباب واع ثقافته مختلفة يحترم المرأة ويقدر دورها ويعى حقوقها. هل هناك نية للتعاون مع وزارة التربية والتعليم لإحداث هذا التطوير المرجو فى المناهج؟ المجلس على استعداد تام للتعاون مع كل الوزارات لإدماج احتياجات النساء فى الخطط القطاعية للوزارات.. المجلس لدية لجان - أحب ان أطلق عليها فرق عمل - يقودها السادة اعضاء المجلس المعينون من قبل رئيس الجمهورية ولدينا لجنة للتعليم وهى معنية بوضع رؤية لإدماج حقوق النساء فى المناهج التعليمية بالتعاون مع مفكرين وعندما تصل اللجنة لتصور نهائى سيتم طلب لقاء السيد وزير التعليم لنعرض عليه مقترحات فريق العمل. . هل تتوقعى تجاوبا من الوزارات ؟ اتوقع تجاوبا ومساندة ليس فقط من السادة الوزراء والوزيرات بل من مختلف الجهات التنفيذية والهيئات الحكومية .. لأن دور المجلس وضع سياسات لادماج احتياجات النساء ودور الجهات التنفيذية ان تضمن تلك السياسات فى خططها . كان هناك لقاء جمعك مؤخرا مع وزير الثقافة ..حدثينا عن كواليسه؟ معالى وزير الثقافة مشكورا كان يحتفل برئيس المجلس السابق السفيرة مرفت تلاوى ويرحب بالرئيس الحالى ومن اعظم ما قاله إن قصور الثقافة تفتح ابوابها على الرحب والسعة لانشطة المجلس حتى نصل لاكبر قاعدة من النساء والشباب للتنوير والتثقيف ، وخلق روح جديدة على الارض لتغيير الفكر المجتمعى الخاطئ والسائد. ما هى أهم الملفات التى سيعمل عليها المجلس فى المرحلة المقبلة ؟ سنهتم برفع الوعى والتثقيف لتغيير الصورة النمطية عن المرأة فى المجتمع .. كما سنهتم بملفات التمكين الاقتصادى والاجتماعى والسياسى للمرأة .. وبخروج إحصائيات ومؤشرات دقيقة عن المرأة لتدمج فى التقارير الدولية لتغيير صورة مصر فى الخارج .. وادماج احتياجات النساء فى الخطط القومية وفى رؤية مصر 2030 ، وسنتواصل مع القاعدة العامة من نساء مصر عن طريق فروع مكتب شكاوى المرأة التابع للمجلس وفروع المجلس بالمحافظات . هل لديك نية للتغيير فى بعض مقررات الفروع؟ بالطبع سيحدث نوع من التقييم لأداء الفروع بالإضافة للمقررات و«أكيد سيضخ دما جديدا». أسلوبك فى الإدارة ؟ سر نجاح أى مؤسسة هو العمل الجماعى .. وهذا اسلوبى الذى اؤمن به و اتمنى النجاح فيه ..اعتمد على روح الفريق ، فريق عمل مع العاملين بالمجلس ،وفريق عمل مع الاعضاء، وفريق عمل مع الجمعيات النسائية، وفريق عمل مع الفروع.. ومساند وشريك اساسى مع الوزارات، ليس هناك سبيل للنجاح فى النهوض بأوضاع المرأة بدون تعاون مع كل الجهات السابق ذكرها . بعد 30 يوما فى المنصب الجديد .. ما هى العوائق التى قد تعرقل مسيرتك ؟ قوبلت بترحيب شديد من جميع موظفى وأعضاء المجلس . . كما ألمس مساندة غير مسبوقة من الحركات النسائية على الارض .. ليس من المعقول ان اترك تلك الايجابيات لاتوقف امام مشكلات انا على ثقة بأنها ستحل بالوقت حين الانتهاء من اختيار امين عام للمجلس يختص بالشئون الادارية والمالية حتى اتفرغ لوضع السياسات والبرامج والرؤى..» أنا محاربة ولن اخضع لاى احباطات» . كثيرات لم يسمعن بوجود دور ايواء للنساء المعنفات فى مصر ، والبقية عازفات . فى رأيك لماذا فشلت التجربة ؟ انا برفض كلمة إيواء «ما بتخليش حد يروحها بصراحة».. نسميها دور استضافة، دور رعاية ،دور حماية ، انا مع تلك المفردات لان هذا ما يقدم بداخلها.. يجب ايضا نبقى فاهمين فكر المجتمع، السيدة عندنا لما تعنف بتفضل الذهاب لاهلها ولا تفضل دور الحماية تجنبا للفضيحة، واعتقد ان منظومة تلك الدور يجب ان يعاد التفكير فيها بداية من الاسم وحتى نظرة المجتمع والنساء انفسهن لتلك الخدمة التى تقدم لهن . قوانين الأحوال الشخصية تحتاج لإعادة نظر .. هل بدأتى العمل عليها ؟ نحن الآن ندرس الأجندة التشريعية بصفة عامة استعدادا لاول اجتماع لنا مع البرلمانيات بعد عدة ايام لمناقشة بعض القوانين وعلى رأسها قانون الاحوال الشخصية وقانون العنف ضد المرأة وقانون المواريث وقانون الادارة المحلية. لدينا ثلاثة قوانين مقدمة لمواجهة العنف ضد المرأة واحد من المجلس وآخر من وزارة العدل وثالث من الجمعيات الاهلية ، من الافضل العمل كفريق كل الجهات تجلس مع بعضها البعض تتحاور وتصل لمسودة واحدة بمشروع قانون موحد نتقدم به للبرلمان عن طريق النائبات بعد مناقشتهن فيه لتدافعن عنه . بين حين وآخر ، يواجه المجلس هجوما ، فتارة يقولون « مجلس هوانم « وتارة أخرى يتهمونه بأن «أجندتة اجنبية» اويتلقى تمويلا اجنبيا .. تعليقك؟ ارفض تسميتة ب « مجلس للهوانم» وكلمة هوانم التى اطلقت على المجلس فى العشر سنوات الاولى من انشائة ظلم .. لان المجلس اخرج قوانين نحن حاربنا بعد ثورة يناير بشدة حتى لا تأخذ منا.. فى كل دول العالم السياسة تقودها نخبة، تسمع من على الارض، وتحرك القضية .. لماذا لم يسموه مجلس النخبة قالوا هوانم لان السيدة الاولى كانت ترأسه . . أما قصة التمويل الاجنبى .. فيجب أن نعرف جميعا أنه لا تستطيع اى جهة حكومية تلقى اى تمويل اجنبى بدون ان توافق عليه وزارة الخارجية ووزارة التعاون الدولى وذلك بعد التقدم بمشروع تقره الخارجية ولا تستطيعى ان تحيدى عن المشروع والعقد المتفق علية ويشرف على صرف التمويل الهيئة الدولية المانحة والدولة عن طريق وزارة المالية فالموضوع ليس عبثا». أخيرا «الاجندة الاجنبية» .. هل كون المجلس مثلا يطالب بحماية وتشريع للحد من العنف ضد النساء يعد هذا تنفيذا لاجندة اجنبية ، أليست مشكلة يعانى منها مجتمعنا واحتياجا نلمسه من المعايشة على ارض الواقع، ألم يزر الرئيس السيسى ضحية التحرش بالمستشفى .. لا تستطيع جهة مانحة او شريكة ان تفرض على مصر اى قضية فى اى مجال . كيف ينظر الآخرون للمرأة المصرية ؟ بعد وصول المراة للبرلمان بنسبة 15 %، تحسنت صورة المصريات فى الخارج كثيرا . .. وماذا لديك من افكار خارج الصندوق لتحسين أوضاع وصورة المراة المصرية ؟ صورة المراة فى الخارج جزء من صورة مصر كلها وتقدم الشعوب يقاس بتقدم اوضاع نسائها «الست مضطرة فى بلدنا تطلع تشتغل» و دورنا نوفر لها السياسة التى تراعى دورها الاسرى بناء على الدستور الذى ينص على « تلتزم الدولة بتوفيق الرعاية والحماية للامومة والطفولة والمراة المعيلة والمسنة والنساء الاشد احتياجا «. لذا سأعمل على توافر سياسات مساندة للمراة فى سوق العمل الرسمى كوجود حضانات بالقرب من اماكن العمل او داخلها . و لدى فكر ان تفتح سيدات تلك الحضانات كنوع من المشروعات الصغيرة لتمكينها اقتصاديا على ان تراعى مواصفات ومعايير معينة تضعها وترعاها وزارة التضامن الاجتماعى . اما لو كانت فى القطاع غير الرسمى وليس لديها تامين صحى او اجتماعى ،لدى فكر ان نفتح فكرة التامين الصحى والاجتماعى بحيث يصبح الاشتراك فية متاح عن طريق الافراد وليس اصحاب العمل فقط . بعد 3 سنوات من الان ستنتهى مدة رئاستك للمجلس .. «شايفة الست المصرية فين» ؟ « شايفة» سيدات فى منصب محافظ ورئيس وزراء وشايفة تشريعات وقوانين منصفة للنساء بصورة مكتملة بمعنى انها ليست كلام على ورق ولكن بصفة تنفيذية..