فى جلسة عاصفة شهدت مشادات وخلافات بين النواب انتهت بقيام النائب كمال أحمد بخلع الحذاء وضرب النائب توفيق عكاشة على رأسه اعتراضا على لقاء عكاشة مع السفير الاسرائيلى ، وهو ما أحدث حالة من الفوضى والهرج داخل قاعة المجلس ، أسرع عدد من النواب للالتفاف حول النائب كمال أحمد لإبعاده عن عكاشة للحيلولة دون تشابك النائبين. جاء ذلك فى الوقت الذى أجمع فيه النواب خلال المناقشات على رفضهم تصرف عكاشة لما مثله من خروج على الأعراف والتقاليد البرلمانية ، وانتقص به من السيادة الوطنية ومثل اختراقا للأمن القومى المصرى والعربى ، وإهانة للشعب المصرى والدماء المصرية والعربية التى سالت منذ حرب 48 حتى الآن ، ووافق مجلس النواب فى جلسته أمس باجماع الحاضرين على إحالة النائب توفيق عكاشة الى لجنة خاصة للتحقيق معه بشأن لقائه السفير الاسرائيلى والتحدث معه فى أمور تتعلق بالأمن القومى وتدخل بذلك فى أعمال السلطة التنفيذية ، يأتى ذلك فى الوقت الذى طالب فيه جانب من النواب بإسقاط عضويته مباشرة. كان مجلس النواب قد ناقش فى بداية جلسته أمس عددا من البيانات العاجلة قدمها عدد كبير من النواب بشأن لقاء النائب توفيق عكاشة للسفير الإسرائيلي. وعقب الانتهاء من مناقشة الموضوع والانتقال لجدول أعمال المجلس ، وأثناء مناقشة مواد لائحة المجلس دخل النائب توفيق عكاشة الى قاعة المجلس حيث توجه الى المستشار أحمد سعد الدين الأمين العام للمجلس وفى أثناء تحدثه معه لاحظه النائب المستقل كمال أحمد فقام بخلع حذائه وتوجه لعكاشة وقام بالاعتداء عليه حيث قام بضربه بحذائه فوق رأسه ، فاندفع عدد كبير من النواب وقاموا بإعادة كمال أحمد الى مقعده ، بينما التف عدد آخر من النواب حول عكاشة للفصل بينهما ، واندفع عدد آخر من النواب لمحاولة الاشتباك معه ، مما أحدث حالة من الهرج داخل القاعة فقرر الدكتور على عبد العال طرد النائبين كمال أحمد وتوفيق عكاشة خارج القاعة، وأصطحب عدد من النواب كمال للخارج ، وأصطحب النائب السيد الشريف وكيل المجلس ومرتضى منصور عكاشة للخارج ، واضطر رئيس المجلس لرفع الجلسة لمدة نصف ساعة. وفى بداية الجلسة أوضح الدكتور على عبد العال رئيس المجلس أنه تلقى عددا كبيرا من الطلبات من أعضاء المجلس لإلقاء بيانات عاجلة بشأن تلك الواقعة ، حيث طالب عدد من النواب بإحالته للتحقيق مباشرة فى الواقعة ، بينما طالب آخرون فى مذكراتهم بإسقاط عضويته مباشرة . وأشار عبد العال إلى أن هناك مذكرات أخرى قدمت تطالب بإتخاذ الإجراءات القانونية ضد النائب توفيق عكاشة لتقديمه شهادة مزورة تفيد حصوله على درجة الدكتوراه من الجامعة الأمريكية وذلك على خلاف الحقيقة. وأوضح رئيس المجلس أنه تلقى أيضا مذكرة من النائب عكاشة ضد بعض الأعضاء يشكوهم فى الموضوع نفسه. وقبل بدء المناقشات دعا الدكتور على عبد العال أعضاء المجلس إلى مراعاة خصوصية العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين مصر والدول الأجنبية خلال المناقشات، ومراعاة المصلحة العليا للبلاد ، وشدد على حرصه على محاسبة كل مخطئ ومسئ لهذا الشعب، مشيرا إلى أن جميع وسائل الإعلام الداخلية والخارجية تتابع جلسة المجلس خلال مناقشة البرلمان لذلك الموضوع باهتمام شديد، ودعا النواب للتعبير عن آرائهم بحرية فى إطار المسئولية الوطنية. فى بداية المناقشات أكد النائب مصطفى بكرى أن النائب توفيق عكاشة أخل بواجبات العضوية وخالف الدستور والأعراف البرلمانية بلقائه السفير الإسرائيلى ، كما أهان الشعب المصرى عندما وصفه بأنه يعانى «انفصاما فى الشخصية» . وقال بكرى إنه لا مجال هنا لفتح ملف العلاقات بين مصر وأى دولة أجنبية ، مشيرا الى أن ما نتحدث عنه استند للمادة 110 من الدستور ، والمادة 365 من اللائحة الداخلية للمجلس ، وأوضح أنه وفقا للتسجيلات التليفزيونية والوثائق المتوافرة لديه فإن النائب عكاشة قد أخل بواجبات العضوية بأن وجه اتهاما للشعب المصرى بأنه شعب لديه انفصام فى الشخصية لانه يرفض التطبيع فى وقت ويؤيد التعامل مع إسرائيل فى وقت آخر. كما قام عكاشة بالتأكيد للسفير الاسرائيلى على استعداد الحكومة المصرية لتقديم مليار متر مكعب من مياه النيل لإسرائيل مقابل تدخلها لحل أزمة سد النهضة الأثيوبى بعد فشل المفاوض المصري، كما أنه اتهم عدد كبير من أعضاء البرلمان بأنهم متطرفون وناصريون ولا يوافقون على التطبيع مع اسرائيل، وقال بكرى أن عكاشة تمادى فى لقائه ، مطالبا السفير الإسرائيلى ببناء 10 مدارس ممولة من إسرائيل تعويضا للمصريين عن مجزرة بحر البقر. وقال بكرى إن عكاشة تمادى فى تصرفاته ودعا الجماهير للزحف نحو مجلس النواب للتأثير على قرار المجلس نحوه ، وطالب بكرى بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق معه. ومن جانبه أكد النائب إيهاب غطاطى أن الشعب المصرى يحترم اتفاقياته وتعاهداته ، إلا أن تصرف النائب عكاشة قد أخل بالأمن القومى المصرى ، وأوضح أن مصر هى قلب الوطن العربى النابض وتحمل مشكلات المنطقة بالأكمل، مشيرا الى أن موافقتنا على التطبيع مع اسرائيل تأتى فى هذا الدور دفاعا عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى ولولا هذة القضية فإن الشعب المصرى يرفض التطبيع. وطالب بإسقاط عضوية عكاشة استنادا للمادة 110 ، وأشار غطاطى إلى أنه قام خلال الايام السابقة بزيارة دائرة عكاشة وألتقى العديد من أبنائهم الذين أكد ما يقرب من 90% منهم فقد عكاشة شعبيته بعد تلك الواقعة. بينما أكد النائب محمود بدر أن عكاشة قد أهان الدستور المصرى واعتدى على أهم مبادئه وهى الفصل بين سلطات الدولة ، مشيرا الى أنه لا يحق لنائب فى البرلمان أن يلتقى سفير أى دولة ويطالبه بالتدخل فى الشئون الداخلية للوطن، مشيرا الى أن ذلك التصرف يمثل تدخلا فى أعمال السلطة التنفيذية ويفتح الباب لتداخل السلطات، كما أنه يخالف الأعراف البرلمانية المستقرة. ورفض بدر اتهام عكاشة الشعب المصرى «بالغوغائية» وقال إذا لم ندافع عن شعبنا لا نستحق تمثيله. وأضاف «أنه عندما كسر كل الأعراف والتقاليد البرلمانية، يؤكد ضرورة الوقوف إزاء ذلك، وتساءل عن أسباب تحدثه بأسلوب غير لائق ضد رئيس الجمهورية ، وطالب بتحويله للجنة خاصة لإسقاط عضويته. بيمنا أكد النائب ضياء الدين داود أن الضرب فى الثوابت الوطنية غير مرخص به لأحد، والشعب المصرى لا يزال يحفظ دماء الشهداء المصريين والعرب فى المواجهات مع إسرائيل من 48 حتى الآن، ثم يأتى نائب ويعرض الأمن القومى للخطر، وأكد أن المجلس يعبر بشكل حقيقى عن آمال الأمة، والنائب فرط فى كرامة المصريين، وعرض سلامة البرلمان للخطر، وأهان المجلس أيضا أكثر من مرة مما يستوجب مساءلته. واستنكر أن تكون دماء شهداء بحر البقر تساوى 10 مدارس، وطالب بتحويله للجنة القيم أو تشكيل لجنة خاصة للتحقيق معه إلى أن ينتهى الأمر. ومن جانبه قال سلامة الجوهرى إن عكاشة أراد أن يجرى مسرحية هزلية للفت النظر إليه، وأهان المجلس بتصرفاته غير المسئولة، وأكد أنه كان فى حالة عدم اتزان وأنه يبحث عن بطولة زائفة، وطالب بتطبيق المادة 365 من اللائحة الداخلية للمجلس. وبدوره أكد النائب علاء عبدالمنعم، أن هناك من يريد أن «يميت المجلس» بتلك التصرفات ، مشيرا الى المجلس أمامه مهام جسام أمام الشعب وأمام الدولة، ودعا لعدم الانجراف وراء المهاترات والتصرفات غير المسئولة للنائب عكاشة. وقال: إن النائب أقحم نفسه فى اختصاصات السلطة التنفيذية، وأكد أن النواب مسئولون عن الوفاء باختصاصاته أمام الشعب، لافتا إلى أن المجلس لم يقر لائحته حتى الآن وهى الاساس لمباشرة أعماله. .. والتحقيق مع كمال أحمد وافق مجلس النواب فى جلسته المسائية أمس على إحالة النائب كمال أحمد للجنة خاصة للتحقيق معه بشأن واقعة اعتدائه بالضرب بالحذاء على النائب توفيق عكاشة. وأوضح الدكتور على عبد العال رئيس المجلس أنه وفقا للائحة المجلس فإنه المعنى بالحفاظ على النظام العام داخل قاعة المجلس وحماية هيبته ، مشيرا الى أن المادة 177 من اللائحة نصت على أنه لا يجوز توقيع أى جزاءات على الأعضاء إلا بعد سماع أقوالهم ، وذلك ردا على مطالبات عدد من النواب بتوقيع جزاءات فورية على النائب كمال أحمد. وقد شهدت الواقعة اختلافا فى وجهات النظر بين أعضاء المجلس فمنهم من أيد ما حدث ومنهم من رفض ذلك باعتبارها واقعة مؤسفة وغريبة على التقاليد البرلمانية. ومن جانبه أكد النائب مرتضى منصور أنه يرفض التصرف الذى قام به النائب كمال أحمد ، مشيرا الى أن ضرب عكاشة بالحذاء طال كل نواب المجلس ، وأوضح أنه يرفض التطبيع مع إسرائيل وتصرف عكاشة بلقائه للسفير الاسرائيلى إلا أنه يرفض الاعتداء عليه بهذه الصورة مشيرا الى أن معاقبته تكون وفقا للقانون وليس وفقا لتصرف شخص.
شرشر يطالب بإحالة عكاشة للطب النفسى طالب النائب أسامة شرشر بإحالة توفيق عكاشة إلى الأطباء النفسيين للكشف على قواه العقلية بعد التصرفات التى صدرت منه خلال الأونة الأخيرة. وأكد النائب أسامة شرشر أن مصر دولة مؤسسات تحترم الاتفاقات الدولية، وما فعله عكاشة خروج على كل الاتفاقات الدولية، وعبر عن خشيته حال عدم اتخاذ قرار حيال هذا التصرف أن يقوم عكاشة بلقاء القائم بالأعمال الإيرانى أو السفير التركي، أو أن يطلب حق اللجوء السياسى من خلال السفارة الأمريكية بالقاهرة.