ساد الهدوء الحذر أغلب المناطق السورية عقب ساعات من بدء سريان وقف الأعمال القتالية والعدائية، فى الوقت الذى لقى فيه جنديان من قوات الجيش السورى مصرعهما فى تفجير انتحارى لتنظيم داعش الإرهابى بمحافظة حماة، وسط تأكيدات بعض فصائل المعارضة باستمرار هجمات القوات الحكومية على مواقعها. فيما حذر ستافان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة للأزمة من أن القوة ستكون بمثابة الملاذ الأخير إذا حدث انتهاك للهدنة. وفى غضون ذلك، أعلن التليفزيون السورى عن مقتل جنديين وإصابة 7آخرين من قوات الجيش السورى بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحارى عند أحد الحواجز الأمنية التابعة له على بعد كيلومتر واحد من مدخل مدينة السلمية الشرقى فى ريف محافظة حماة. وأوضح التليفزيون أن»مجموعات إرهابية تابعة لتنظيمى داعش وجبهة النصرة المدرجين على لائحة الإرهاب الدولية تنتشر فى ريف السلمية»، حيث فجر انتحارى نفسه بدراجة نارية مفخخة على مدخل قرية الطيبة ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح. كما تسبب تفجير إرهابيين عبوة ناسفة على طريق سلمية خنيفس بإصابة شخص آخر بجروح. ومن جانبها، ذكرت شبكة «خبر تورك» أن مسلحين من تنظيم داعش شنوا هجوما بالأسلحة الثقيلة بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، استهدف تل أبيض وبعض المناطق التابعة فى ريف الرقة الخاضعة لسيطرة وإشراف حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى السوري. فى المقابل، اتهمت فصائل المعارضة الحكومة السورية بخرق الهدنة ومواصلة هجماتها على مواقعها، حيث أكد فادى أحمد المتحدث باسم جماعة ما يسمى ب«الفرقة الأولى والثانية الساحلية» التابعة للجيش السورى الحر أن ثلاثة من مقاتلى الفرقة الثانية قتلوا أثناء صد الهجوم بمنطقة جبل التركمان فى محافظة اللاذقية قرب الحدود مع تركيا، واصفا الأمر بأنه انتهاك لوقف الأعمال القتالية. ومن جانبه، قال إسلام علوش المتحدث باسم «جيش الإسلام» إن القوات الحكومية أسقطت برميلين متفجرين وفتحت النار على مواقعها فى الغوطة الشرقية القريبة من دمشق، لكن تم التصدى لها بالرشاشات. وأضاف أنه» إذا استمرت هذه الخروقات فقد تؤدى إلى إنهيار الهدنة». وفى جنيف، حذر ستافان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا جميع الأطراف من خرق الهدنة ، مشيرا إلى أن القوة ستكون بمثابة الملاذ الأخير إذا حدث انتهاك لوقف العمليات القتالية. وأعلن دى ميستورا أن اجتماعا جديدا لفريق العمل الخاص بوقف إطلاق النار سيعقد خلال ساعات لتقييم إلتزام الأطراف المختلفة بالاتفاق، مشيرا إلى وقوع حوادث فى دمشق ودرعا فى غضون الدقائق القليلة الأولى من وقف القتال، لكن هاتين المدينتين هدأتا بسرعة. وتابع أن فريق العمل المشكل من 17دولة «سيراقب أى حوادث يمكن أن تقع وما يجب فعله لاحتوائها»، موضحا أن الولاياتالمتحدة وروسيا اللتين تترأسان فريق العمل لتقييم وقف إطلاق النار»أقامتا مراكز عمليات منفصلة فى موسكو وواشنطن واللاذقية وعمان»، إلى جانب مركز عمليات للأمم المتحدة يعمل بلا توقف فى جنيف. وقال دى ميستورا إن فريق العمل سيعالج أى خرق بالوسائل الدبلوماسية، موضحا أن «ردا عسكريا سيكون الحل الأخير». وأكد أن إستخدام القوة يمثل ملاذا أخيرا إذا حدث انتهاك لوقف العمليات القتالية. وفى موسكو، صرح سيرجى رودسكو ممثل القيادة العامة للقوات المسلحة بأن «الطيران الروسى لم يقم بطلعات فوق سوريا على أى من القطاعات التى توجد فيها مجموعات مسلحة تقدمت بطلبات لوقف إطلاق النار، وذلك لتفادى أى أخطاء ممكنة فى الأهداف ودعما لاتفاق الهدنة». وأشار إلى أن 70طائرة بدون طيار تقوم بمراقبة وقف إطلاق النار. وفى بغداد، صرح الكولونيل كريس جارفر المتحدث باسم القوات المشتركة لعملية «العزم الصلب» بأن قوات العمليات المشتركة لن تلعب دورا فى اتفاق وقف النار فى سوريا. وأشار إلى أن قوات عمليات العزم الصلب ستواصل مهمتها لهزيمة تنظيم داعش عسكريا فى سوريا والعراق، مؤكدا أن قوات التحالف الدولى ستواصل ضرب عناصر تنظيم داعش بكل دقة للتقليل من حجم الخسائر وسط المدنيين. وفى بيروت، قال رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى إن إطفاء النار السورية وإبعاد شظاياها وعودة أهلها إلى ربوعها يرسخ سلام لبنان ويمكنه من عبور أزماته وإنجاز استحقاقاته الوطنية. وأضاف برى إننا نؤكد دعمنا لهدنة وقف إطلاق النار فى سوريا ولتكن هذه الهدنة مقدمة لبناء وصنع سلام سوريا واستقرارها وإعادة إعمار ما هدمته الحرب واطلاق عملية سياسية لصناعة ديمقراطية وطنيا، حيث إن سلام سوريا يشكل ضرورة عربية وإسلامية وشرق أوسطية قصوى وضمانا للأمن والسلام الدوليين والإقليميين لأن سوريا كما أثبت التاريخ والحاضر هى بوابة السلام والحرب فى الشرق الأوسط.