خاص جدا جعلت من التفكير في التفكير مدرسة عالمية, ومن الصحافة المصرية.. صحافة عالمية.. حينما أخذت نفسك بقسوة لتصنع من الإنسان الذي بداخلك هرما منسقا كبيرا من أهرامات مصر العظيمة.. إضافة خالدة. ورقة خاصة بخط يدك هذه ورقة خاصة بخط يدك الصفحة رقم31 من مقال لك في السبعينيات من القرن العشرين الذي فات تتحدث عن أحوال العالم التي لا تهدأ وكأنك كنت تعرف ماذا سيحدث الآن بالتمام والكمال في عالم اليوم.. تقول فيها: الشعوب تتمني ذلك... ونحن نتمني وأنتم تتمنونه... كل الشعوب تريد السلام ولكن السلام لن يأتي بهذه البساطة. السلام لن يجيء لمجرد إننا نريده. ولكن السلام يمكن أن يجيء إذا استطعنا أن نحميه.. ويقول نص الوثيقة بخط يد الأستاذ هيكل: إن أحوال العالم لن تهدأ إن الشعوب تتمني ذلك... نحن نتمناه وأنتم تتمنونه... كل الشعوب: تريد السلام ولكن السلام لن يأتي بهذه البساطة السلام لن يجيء لمجرد أننا نريده ولكن السلام يمكن أن يجيء إذا استطعنا أن نحميه إن حماية السلام لا تتحقق بمجرد الخوف من الحرب بالعكس نحن نعتقد أن مجرد الخوف من الحرب عامل يراد استغلاله ضد السلام. هذه هي نقطة ضعفهم الرئيسية في الاتحاد السوفيتي عندما يسمعون كلمة الحرب يخافون. وقد استغلت الولاياتالمتحدة هذا الخوف من جانبهم ولعبت عليه. لماذا لا نجد أمريكا خائفة... ولماذا يخاف الاتحاد السوفيتي بدعوي حرصه علي السلام؟. إنهم يدعون إجابة أمام الكل: لو تحركوا بقوة فإن الحرب العالمية الثالثة سوف تنشب... لا تصدق أن الحرب العالمية الثالثة سوف تنشب! إن الحرب العالمية الثالثة قد تنشب علي الأعصاب وتسقط المواقع بدعوي الخوف علي السلام. إن الروس يقولون أحيانا إن الأمريكيين يغارون وأنا نحن هم أصدق. صفحة من مقال الأستاذ هيكل بخط يده بالصفحة هنا يتحدث عن الاتحاد السوفيتي وكيف ينظرون إلي الحرب بخوف عند سماع هذه الكلمة وكيف استغلت للولايات المتحدة هذا الخوف جانبهم واشتغلت عليه. خط الأستاذ هنا يشير إلي الخوف من حروب اللغة فيبدو صغيرا هو يعرف أهمية الحرف ولا يطلقه علي الورق إلا بحساب.. خط صغير الحروف لأنه مقروء. قراءة هذه الصفحة مقال يصلح لصفحة كاملة الآن. أسألك من أنت؟ قلت لي: أنا رجل منضبط للغاية.. وأعتقد أنه لايمكن أن يتم شيء إلا إذا كان منضبطا حتي في الفهم! استيقظ كل يوم في الخامسة صباحا وأقضي حوالي ثلاثة أرباع ساعة في الاستماع إلي الإذاعات أو الإطلاع علي آخر ما أرسلته وكالات الأنباء.. مكتبي ملاصق لمنزلي.. وهناك باب يصل بين الشقتين.. ولهذا أخرج لألعب الجولف من السادسة لاتمشي حتي السابعة والنصف وأثناء التدريب أمشي مسافة من خمسة إلي ستة كيلو مترات ثم أرجع إلي المنزل لتناول الإفطار وارتداء ملابسي وأكون في المكتب بدءا من الثامنة والنصف فأعمل ثماني ساعات متصلة.. ولا يمكن أن أعيش دون ممارسة الرياضة.. ويعمل معي في المكتب سبعة و ثمانية أفراد وأنا أقول إنني تركت الأهرام وفتحت دكانا صغيرا وأنا سعيد به والحمد لله. هنا أتذكر مقولة أنتوني ناتنج وزير خارجية بريطانيا عنه: عندما كان هيكل قرب القمة كان الكل يهتمون بما يعرفه. وعندما ابتعد عن القمة تحول اهتمام الكل إلي فيم يفكر فيه ويصدر عنه. هيكل مؤسسة عالمية في رجل يمشي علي قدمين يتقدمه عقله ويقول إن المعلومات في جهاز الكمبيوتر الآن لديه كل ما تتخيل من فرع من فروع المعرفة فهو أغني مكتبة في العالم.. وكل هذا متاح للجميع ولكن المهم هو كيف يمكن أن نستفيد من هذه المعلومات. هيكل حول قانون تنظيم الصحافة في مصر من قانون لتأميم الصحف وإتباعها للعمل الحكومي.. إلي حالة خاصة استطاع من خلالها بناء مبني الأهرام في شارع الجلاء ليصبح أكبر منارة صحفية في العالم العربي له مركز دراسات سياسية واستراتيجية ويصدر إلي جانب الجريدة اليومية أخري مسائية وجورنال انجليزي الأهرام ويكلي واهرام فرنسي هو الابدو وغيره من المجلات المتخصصة. الصحافة الآن واقفة علي أرجلها تبحث عن وضع قانوني جديد تحت عنوان حرية الصحافة وحرية الصحفيين ومع إنشاء الصحف الخاصة والصحف الحزبية أصبح الموضوع الأساسي هو كيف ننظم صحافة خاصة تبني قواعد وتنظيم الصحف الحكومية.. وهل هي حرية صاحب الجريدة ومدي توافق ذلك مع المجتمع المصري الذي لم يعد يعرف للصحافة قانونا.. هيكل قالها من زمان: الصحف القومية هي صحف تتحول بسرعة إلي شركات مساهمة للعاملين فيها حق الملكية بجدولة وهكذا أيضا الصحف الحزبية والصحف الخاصة وقنوات الرأي في التليفزيون. إن أقوي دستور في العالم هو الدستور الانجليزي لأنه لايوجد في بريطانيا دستور الموجود هو قواعد وتقاليد راسخة ومحترمة وشفوية كتبها الشعب الانجليزي لنفسه. هيكل له إحساس هائل بالتاريخ وعرف كيف يحدد لنفسه موقعا في التاريخ. كل كلامه أخبار قال عبدالناصر عرض ترك الحكم للوفد مقابل الموافقة علي الإصلاح الزراعي. قال هيكل الديك يصيح لأنه يري طلوع الفجر ولكن الفجر لا يتوقف طلوعه في انتظار صياح الديك الفجر يطلع دائما. انتقدت عبدالناصر لأنه أكثر من الاعتماد علي السلطة في الداخل والقوة في الخارج. هناك خط دقيق يفصل بين التاريخ والماضي يجب أن يراه العميل السياسي. نعم أنا الذي كتبت فلسفة الثورة والميثاق الوطني لعبدالناصر. مصر تستطيع الاستغناء عن أمريكا لكن أمريكا لاتستطيع الاستغناء عن مصر. عبدالناصر قال للسادات لا أريد لأحد أن يذل هذا البلد من بعدي. بل نريد مجتمعا لا يتعامل مع قوي خفية لأن القوي الخفية تصنع الخوف.. والخوف هو صانع الطغاة والهزائم. أستاذ هيكل عرفت منك قيمة العمل وكان هذا ووحده.. كل ما أخذت وأخذ الدم يجري في عروقي حبرا وورقا وحروفا حتي هذه السن لهذا أقول لوجه الله: الحقيقة هي ما تتركه من عمل له ذكري.