أكد السفير الروماني جورجي دوميترو, أن هناك مستقبلا كبيرا للعلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر ورومانيا, يستند علي تاريخ طويل, حيث أتم عمر العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين106 أعوام مطلع شهر أبريل الماضي. واعتبر أن إنشاء هذه العلاقات جاء نتيجة طبيعية وتتويجا للتعاون الذي كان قائما بين البلدين. وأوضح سفير رومانيا, في تصريحات خاصة ل الأهرام بمناسبة انتهاء فترة عمله بالقاهرة, أن التقارب الجغرافي بين مصر ورومانيا كان سببا في تميز العلاقات بينهما. وأشار دوميترو إلي أن التبادل الثقافي بين البلدين بدأ منذ سنوات طويلة, وذكر أن أحد زوار دير سانت كاترين الرومانيين بلغ من شدة إعجابه بالمكان في شبه جزيرة سيناء أنه عندما عاد إلي رومانيا بحث عن مكان مشابه في المنطقة الجبلية ليقيم فيه وأطلق عليه اسم سيناء, التي أصبحت الآن من أهم المدن الرومانية. وأضاف السفير الروماني أن التبادل التجاري بين مصر ورومانيا بدأ أيضا قبل نشأة العلاقات الدبلوماسية بينهما, حيث استعانت مصر خلال حفر قناة السويس منذ أكثر من140 عاما بالأخشاب المستوردة من رومانيا لحجز الرمال, وإلي الآن تمثل الأخشاب الرومانية ما يقرب من80% من الأخشاب المستعملة في صناعة الأثاث بمصر- حسب قوله- خصوصا في مدينة دمياط. وعن رؤيته حول تأثير تحقيق التيار الإسلامي الأغلبية في البرلمان المصري علي مستقبل علاقات مصر برومانيا وأوروبا بشكل عام, خصوصا مع وجود تراث كبير من التخوفات لدي الأوروبيين من سيطرة التيار الإسلامي علي الحكم في المنطقة, قال السفير جورجي دوميترو: خلال أسابيع قليلة سيكون لديكم في مصر حكومة جديدة, بعد انتخاب الرئيس, ومن المؤكد أن التيار الإسلامي سيكون جزءا منها, ولذلك أجرينا مقابلات مع قادة هذا التيار للتعرف علي طريقة تفكيرهم فيما يتعلق بالاقتصاد والعلاقات الخارجية, وأود أن أقول إنه لا توجد الآن مخاوف أوروبية من وصول التيار الإسلامي, فهناك ثورة إيجابية في هذا الإطار. بانتهاء فترة عمله بمصر يكون السفير الروماني جورجي دوميترو قد أتم ثلاثين عاما منذ بداية عمله في الشرق الأوسط وإفريقيا, حيث بدأ عمله الدبلوماسي في سفارة بلاده بسوريا, ثم خدم لست سنوات في نيجيريا, وبعدها عين سفيرا لبلاده بالقاهرة, وقد اكتسب خلال هذه الفترة خبرة واسعة بالمنطقة, ساعدته عليها معرفته باللغة العربية. وفي رده علي سؤال حول رؤيته لمستقبل ثورة يناير في ظل ما يحدث من تلاحق للأحداث, اعتبر دوميترو أن الثورة المصرية مازالت مستمرة, وأن نجاحها مرتبط بشكل أساسي بنجاح الشعب المصري في إدارتها, لأن هناك خطوات كبيرة يتطلبها التغيير, وهذه الخطوات تمثل ثورة في حد ذاتها. وأضاف السفير الروماني أن نجاح الثورة يحتاج إلي تعاون من جميع القوي السياسية وحوار بناء يضع مصلحة الوطن في المقدمة, وأن تصبح الديمقراطية هي الأساس في كل الانتخابات العامة والمحلية, ليكون كل مسئول منتخبا من المواطنين, خصوصا في المحليات, التي تعتبر حلقة الوصل بين الحكومة والناس في جميع مناطق البلاد.