يأتي اليوم العالمي للسرطان هذا العام تحت شعار "نحن نستطيع.. أنا أستطيع"، وبحسب إحصائيات المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، فان السرطان في تزايد مستمر عالمياً وإقليمياً بسبب أنماط الحياة غير الصحية وقلة فرص الحصول على العلاج أو الرعاية للمرضى. ويقول د. آمال سامى إبراهيم أستاذ وبائيات السرطان والإحصاء بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة ومدير البرنامج القومي لتسجيل السرطان، انه حتى وقت قريب لم يكن لدينا إحصائيات لبيان حجم المشكلة فى مصر، وفى عام 2014 نشرت نتائج أول إحصائيات للسجل القومى للأورام وبحسب هذه الإحصائيات فهناك 115 حالة إصابة أورام جديدة سنويا لكل 100 ألف نسمة، وتعد نسب الإصابة فى مصر فى معدلات متوسطة بين الدول النامية والمتقدمة، وترتفع الإصابة بالرجال بنسبة قليلة عن السيدات. ويأتي سرطان الكبد فى مقدمة الأورام التى تصيب الرجال بنسبة 34% من حالات الإصابة بالسرطان، وذلك نتيجة إنتشار الإصابة بالفيروسات الكبدية. وبالسيدات يأتي سرطان الثدى فى المقدمة بنسبة 32% من أعداد المصابات. وأضافت أن المؤشرات تؤكد زيادة أعداد المرضى وذلك فى حالة استمرار نفس معدلات الإصابة بفئات العمر المختلفة، ويتوقع بحلول عام 2050 وصول الإصابة إلى ثلاثة أضعاف الوضع الحالى حيث ستظهر340 ألف حالة جديدة، وحاليا هناك حالة أورام جديدة تكتشف كل 5 دقائق، ستصل إلى 3 حالات كل 5 دقائق بحلول عام 2050. وطالبت د. آمال بدعم جهود السجل القومى ودمجه ضمن الروتين اليومى بالمستشفيات وتسجيل الحالات الجديدة على موقع www.canceregistry.gov.eg ويقول د. حسين خالد أستاذ طب الأورام بجامعة القاهرة إن السرطان مشكلة قومية وعالمية لأنه ثاني مسبب للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، ومع تزايد أعداد المرضى فى مصر تطلب إنشاء منظومة قومية للعلاج حيث تم إنشاء اللجنة العليا لمكافحة الأورام لدعم وتقوية السجل القومى للأورام ووضع خطوط إرشادية للعلاج وتشخيص مختلف الأورام كوسيلة لتوحيد العلاج المدعم من الدولة، ويؤكد د. حسين أن الوقاية والاكتشاف المبكر تأتى ضمن أولويات المنظومة القومية لمكافحة الأورام ومنها ضرورة مكافحة التدخين بجميع أنواعه، وممارسة الرياضة والإكثار من تناول الخضر والفاكهة. ويقول د.محمد لطيف عميد المعهد القومى للأورام، إن المعهد يعمل على تعميم الخدمة العلاجية للأورام حيث تم توقيع عدة برتوكولات مع المستشفيات والمعاهد التعليمية، ومراكز الأورام بهدف تدريب الكوادر الطبية، كما تم توقيع بروتوكول لتشغيل قسم الأورام بمستشفى دار السلام "هرمل" الذي يعد احدث أقسام علاج الأورام، وسيتم توقيع بروتوكول آخر لتشغيل وتدريب الكوادر اللازمة لمستشفى أورام الإسماعيلية التابع لوزارة الصحة، ويدعم المعهد الجمعيات الخيرية الأهلية التى تعالج السرطان.