لا تكرهوا المحن فهي التي تبني الإنسان.. ولا تسبوا الحزن فهو الذي يطهر المشاعره. هذا حزن لا تداريه الكتابة وجرح لا تداويه الكلمات.. عندما أكتب عمن لم أعرف بشكل إنساني مباشر أنسج صلة إنسانية افتراضية باللغة تعوضنا عما فاتنا في الواقع.. لكن أن أكتب عن خال, والخال والد, هذا تحد للتعبير اللغوي كل نفس ذائقة الموت.. لبي نداء ربه الكريم صباح يوم26 يناير2016 خالي الحبيب د. نبيل علي, صلة الرحم, والعيدية, والفكاهة, والمسئولية, والبهجة, والمعرفة, والمشاركة, والفخر, والسند في كل مرحلة من مراحل حياتي, طفلة, وفتاة, وباحثة, وأم, ودهشة اكتشاف العالم والثقافات الأخري, والماجستير والدكتوراه, والمنظومة المعرفية, وثنائية المعلم/ المتعلم, والعرب وعصر المعلومات, والتحدي المعلوماتي, وممالكنا المرتجاة, وأشياء كثيرة صغيرة وكبيرة لا تشتري.. . الحمد لله أننا التقينا في الحياة الدنيا وتقاربنا. أنكل نبيل كان خالي, والخال والد. عندما أسأل عن طبيعة صلة قرابتي بالدكتور نبيل علي, رائد الحوسبة العربية واللسانيات الحاسوبية الذي أنطق الكمبيوتر بالعربية أرتبك.. لأنه ببساطة أنكل نبيل هكذا أناديه مثل أي ابنة للطبقة المتوسطة القاهرية تنادي عمها أو خالها أو من هو في مقامهما, هو ابن إحدي شقيقات جدتي, ولكنه ليس أي ابن, ولا والدته هي أي شقيقة. هي الشقيقة الكبري بين مجموعة من الشقيقات وشقيق واحد, وأنكل نبيل الأقرب إلي قلب جدتي, لم أسألها عن سبب تلك المكانة لأنها ببساطة كانت جزءا من النسيج العائلي, صلة نبيل علي الوثيقة بخالته الصغري, التي لم يكن يناديها إلا باسم تدليل لا يناسب سيدة في الخمسين من عمرها وحتي وفاتها وهي تقترب من الثمانين!! كان أساس صلتهما أنها أمه البديلة, بل وصديقته, وشقيقته الصغري, وأحيانا ابنته!! وبالطبع كان بينهما تاريخ من الحكايا والثقة والحنو الذي جعله بارا بها حتي لحظة وفاتها. لماذا أبدأ بعلاقة عالم مصري كبير بخالته الصغري( جدتي)؟! لأن هذه العلاقة تعكس جانبا انسانيا تميز به نبيل علي وربما كان السبب في تميزه العلمي, لأنه كان يحمل قلبا سليما, بارا بوالديه وأصحاب الحقوق عليه, سمحا, شرسا, فكها, جادا, ومقاتلا مخلصا. لا تعبر عنه صوره المتجهمة التي تنشر في وسائل الإعلام العربية, ولا تفيه حقه, ضحكته الشهيرة, نطقه لاسمك وتداخل بعض الحروف وهو يقاطعك لتتوقف عن الكلام وتستسلم لهيمنة خطابه الثقافي. نبيل علي كبير عائلة من العائلات المصرية القاهرية الذي كانت تسبقه ضحكته, وتميزه ابتسامته, واستبداده اللذيذ وسيطرته الدكتاتورية علي أي لقاء أسري أو ندوة أو مؤتمر علمي. نبيل علي الذي أنجب الطبيبة والمخرج السينمائي والباحثة بالسوربون.. أبي الروحي وكذلك الأب الروحي لأبناء أخوته وأخواته وللعشرات ربما المئات- من تلاميذه من الفنانين والمبرمجين والأطباء والمهندسين الذين طبق عليهم مبدأه التعليمي التربوي في تعليمهم الصيد بدلا من اعطائهم سمكة. ماذا فعل نبيل علي في حياة طفلة مصرية أصبحت فيما بعد أستاذا جامعيا كانت المرة الأولي التي تسمع فيها كلمات معرفة ومعرفية وابستمولوجيا من خالها نبيل وهي طفلة؟!! تفرض شخصية نبيل علي وكاريزمته الإنسانية والعلمية علي هذا النص أن يتحول إلي نص تشعبي يحتشد بالتالي بروابط تشعبية فيحيل القاريء إلي فضاءات ممتدة. هكذا كانت حياته, وهكذا كان عمله, وكذلك كان خطابه لمن يعرفه من المقربين. نبيل علي مهندس اللغة وطبيبها القادر علي تشخيص أمراض الحداثة المعلوماتية وما بعدها.ذو الأصل الطيب الذي متعه الله بزوجة صالحة, وأبناء صالحين, وتلاميذ أوفياء, الذي تعلم العلم وعلمه, واستثمر موهبة النهل من مجالات معرفية متنوعة ليبرع في الربط بينها وتبسيطها ونقلها للآخرين. ما يقوله كبار الكتاب والمفكرين الحداثيين القوميين والدوليين في الكتب والمؤتمرات المهمة عن التحدي المعلوماتي والفجوة المعرفية سبقه إليهم أنكل نبيلفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي فيما هو في جلسة عائلية يرشف من كوب شاي ويأكل من طبق فطائر البوريك بالعجوة. سينسي كعادته أن يكمل كوب الشاي وسيتركه باردا ويفتت قشرة البوريك المقرمشة واحدة واحدة مستهدفا كتلة التمر( العجوة) الكامنة في القلب. مثل نبيل علي لنا تجسيدا لمنظومة ثقافية معرفية متكاملة جمع فيها بين هندسة الطيران والفن التشكيلي والحاسوب والمعلوماتية وهندسة اللغة ووحدة المجالات المعرفية الأصيلة. شاهدته بقامته الفارعة مرتديا زي القوات الجوية, وعندما كنا نمر بشارع العروبة في الطريق إلي المطار كنا كأطفال نشير بفخر إلي مبني مستقل أنيق الحاسب الآلي لمصر للطيران الذي كان يديره. أول زيارة لي لأتيلييه القاهرة كانت لحضور افتتاح أول معرض تشكيلي له, هو أيضا يرسم!! لوحات كثيرة تطوع الأشكال الهندسية لتعيد اكتشاف جوهر الفن الإسلامي, لوحتي المفضلة تصور جوادا عربيا يقف معتدا بجماليات رشاقة جسده, تتوج قوس ظهره نجمة إسلامية. لخصت لي تلك اللوحة فيما بعد الحضارة الاسلامية والهوية. اختفت كل لوحاته بعد المعرض ولم تبق سوي تلك اللوحة, لوحتي المفضلة التي رأيتها بعد ذلك في بيته القديم ثم انتقلت معه إلي بيته الجديد, ومع كل زيارة كانت تتنقل من غرفة إلي أخري حسب رغبته وتغير مكانه المفضل له بالبيت. قبل أن نمتلك جهاز كمبيوتر بسنوات أهدانا نبيل علي برنامج القرآن الكريم.. علبة بلاستيك مستطيلة خضراء بطول الذراع عليها زخارف كالمصحف بداخلها متوازي مستطيلات بحجم الكف أكثر استطالة من المكعب البلاستيك المقوي يشبه شريط الكاسيت لكنه أكثر سمكا. نقلبه بين أيدينا, لا نعرف كيف نعبر عن مشاعرنا ونستجيب لمثل هذه الهدية! لم أكن أدري أنه يهديني المستقبل في علبة خضراء بزخارف اسلامية حفظ داخلها القرآن الكريم كاملا!! وبكامل بخصائصه وتطبيقاته من بحث وتجويد وترتيل؟! هل هذا معقول؟!. أبدي احتراما لاختياري التخصص في المسرح الإنجليزي, وأعرب عن اعجاب حقيقي بالعلوم الانسانية وهو الذي بلغ قمة الهرم العلمي بتخصص هندسة الطيران والحاسوب!! بل في وقت مبكر اعتبرت فيه العلوم الإنسانية بالجامعة علوما من الدرجة الثانية تنبأ لي بعودتها لتصدر المشهد المعرفي لأن مادتها هي الإنسان وهي السبيل إلي تربية مواطن صالح مسئول يتحقق به العدل الاجتماعي. وبأسلوبه الفكاهي يوصيني خيرا ب ويليام شيكسبير وجين أوستين ويذكرهما لي بالخير لأنهما بالنسبة له يمثلان قلب الثقافة وجوهرها, لأن تخصص الأدب هو روح العمل الثقافي. شجعني صابرا- علي تحولات كتابة الرسالة العلمية بقلم حبر جاف إلي آلة كاتبة ثم بواسطة الحاسوب, سخر من اهداري المال بشرائي آلة كاتبة وأظهر فخرا طفوليا عندما أريته أنني-أخيرا- أستعين بالحاسوب. نصحني ألا أرهق ذهني بمعلومات يمكن أن تحفظها الآلة عني, كي أوفر طاقاتي الذهنية لتحويل المعلومات التي توفرها الآلة إلي معرفة مثلما حول رمبلستلتسكين القش إلي حرير. لا تحملي ذاكرتك فوق طاقتها, دعي للآلة المعلومات ولك المعرفة, ووفري جهد الذاكرة للتحليل والربط. علمني أن عدد انتصارات نابليون واسم الموقعة التي هزم فيها لا قيمة له مقارنة باستخلاص عقيدته العسكرية وايديولوجيته. اقتناص المعلومة وتوظيفها في منظومة معرفية نافعة هو ما يحدث الفرق بين الباحث الحقيقي الفنان والباحث المكتبي!. تميز مشواره بكثرة التنقلات والسفريات ما بين مصر والولايات المتحدة واليونان والكويت للعمل وللدراسة. في احتلال العراق للكويت عام1990 كان نبيل علي يعمل علي أحد مشروعاته البرمجية ولم يفر مثل الآخرين بل ظل حتي أكمل عمله. لماذا عاد نبيل علي إلي قاهرة المعز بعد اتمام كل مرحلة فاصلة من مشواره المهني؟ لماذا اختار بكامل رغبته وارادته العودة إلي هنا رغم أن هناك يقدم يده بآلاف الفرص السهلة للعقلية العربية المتميزة فإذا اختارت العودة اعتبرها عدوا وحاربها؟!! عاد نبيل علي بهدوء, ودون مزايدة أو صخب أو ضجيج لكي لا تصنف سلالة العرب التي ينتمي إليها في أسفار التاريخ في فئة الدرجة الثالثة أو فئة لم يصنف بعد!! لكي تصبح مصر مجتمع معرفة وليس وطنا من المستهلكين( مستهلك/مستهلك) بفتح اللام تارة وكسرها تارة أخري, أو دولة مصدرة لعمالة رخيصة مغتربة تقف في خنوع علي خط التجميع بالمصانع المنتجة للعلامات التجارية الدولية!. أحببت في أستاذي عبدالوهاب المسيري رحمه الله عندما التقيته للمرة الأولي في سبتمبر1992 في محاضرة ضمن دورة تنمية قدرات المدرس الجامعي بجامعة عين شمس أحببت التشابه المدهش بينه ونبيل علي في الأساليب المعرفية والحيل ورفضه مثله ل الموضوعية المتلقية التي تعني في واقع الأمر الإذعان والخضوع أمام الأمر الواقع المادي, ورفض فكرة أن العقل يقوم بترتيب وصياغة المعطيات الحسية التي تصله.( المسيري رحلتي الفكرية322) امتد التشابه بينهما وهما ابنا جيل واحد ومصر واحدة(!!) في قرارهما بالعودة للمشاركة في بناء الوطن: لقد بدأت كتابة رسالتي للدكتوراه يوم9 من يونيو عام1967 حين أدركت حجم الكارثة التي حاقت بنا. ساعتها قررت الانتهاء من دراستي حتي نعود لنسهم بما عندنا في إعادة بناء الوطن الجريح.( المسيري رحلتي الفكرية151) تخلي الاثنان عن برج المثقف العاجي وانطلقا إلي الميدان ينال منهما ما ينال من أبناء أمتهما. وأخيرا تجسد التشابه في كونهما فردين يعملان بطاقة مؤسسية, ولديهما القدرة علي تحويل جهدهما الفردي إلي عمل مؤسسي مثل رفاعة الطهطاوي وعبدالله النديم ويحيي حقي, بل وإلي نموذج لخطط دفاع وآليات مقاومة ثقافية. ترسخ عناوين مؤلفات نبيل علي لمنظومة فكرية ترابطية تلتحم جزيئاتها ارتباطا عضويا, دلالاتها مفردات تلك العناوين وكلماتها المفتاحية وهي العرب/اللغة العربية والمعلومات والثقافة والمستقبل. لم يكن جوهر عمله هو اللسانيات الحاسوبية فحسب بل الأهم هو الجانب الثقافي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي تقع في قلبه اللغة العربية مما يضع عمله الفكري في صلب جميع الممارسات المرتبطة بحاضر الثقافة العربية ومستقبلها. بدأت نذر العولمة مع افتتاح أول فرع لماكدونالدز بمصر عام1994, وقفت طوابير الشباب في شارع السيد الميرغني تنتظر أن تتذوق ال بيج ماك, في ذلك الوقت وعلي الجانب الآخر من شارع الميرغني كان نبيل علي ينشئ عولمة مضادة, أو عولمة من منظور عربي, رشيدة, حميدة, متأنية, قادرة علي التواصل بثقة واعتداد بذاتها مع الآخر دون أن تمس قيم القومية واللغة العربية والهوية.يوم أن بدأت هوية المواطن المصري في التفكك وسار كالمنوم مغناطيسيا وراء قيم الكومبو الثقافية كان نبيل علي قد أطلق بالفعل مشروعه الثقافي الذي استهله عمليا بدراسة اللسانيات بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجيليسUCLA في1986-.1987 ومالبث أن أصبح شغله الشاغل هو اعتمار العالم العربي معلوماتيا من حيث تصميم التطبيقات الرقمية للغة العربية وثقافتها, ودراسة طبقات التحول المعرفي, والتخطيط الرقمي المعلوماتي لمستقبلنا المعرفي في ظاهره وباطنه. توليت ريادة اللجنة الثقافية باتحاد طلاب كلية الألسن فطلبت منه أن يحاضر طلابي بكلية الألسن عن المعلوماتية. رحب بطلبي رغم كثرة ارتباطاته وفي شهر نوفمبر من العام الجامعي2001/2000 أوفي بوعده لي. اختار للمحاضرة عنوان الشباب والتحدي المعلوماتي, لم تكن محاضرة بالمعني التقليدي. حمل مساعده الشاشة, وحاسوبه المحمول, وجهاز عرضdatashow من مكتبه إلي المدرج بالكلية حتي يشاهد طلاب الجامعة المصرية بأعينهم كيف يوظف دكتور مهندس نبيل علي الرسوم البيانية الدائرية والمخططات الشجرية والجرافيك والكبسولات والأشكال الهندسية ليلخص بها رحلة المعرفة, والعلاقات بين المجالات المعرفية من منظور معلوماتي مركزا علي مستقبلياتها في أول عرض تكاملي بالوسائط الايضاحية المتعددة. كانت محاضرة تاريخية استمد مضمونها من كتابه الرئيس الثقافة العربية وعصر المعلومات: رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي الذي صدر بعد ذلك في يناير.2001 شرح لأبناء رفاعة طبيعة العلاقة بين الثقافة والمعلوماتية ومهد لهم طريق المستقبل بشرح العنوان الفرعي للكتاب الذي يمثل خطورة تتجاوز العنوان الرئيس.نحت لمترجمي المستقبل مصطلحات تكونت من مجالات معرفية مختلفة. خففت مشاغباته ودعاباته وإشارته إلي صلة القرابة بيننا من وطأة المضمون وشدته. احتار الحضور الشباب في طبيعة المحاضر هل هو مهندس؟ أم مبرمج؟ أم خبير موارد بشرية؟ أم مؤد؟ أم مفكر؟ أم معلم؟!! تحولت محاضرة نبيل علي إلي حوار سرعان ما أزهر بدوره في شكل عرض تفاعلي متكامل لم يعد فيه المتلقي مستقبل أعزل بل شريك في التجربة المعرفية الثرية الممتعة. لكنها أيضا كانت جزءا من أهدافه الاستراتيجية لنشر فكره ورؤيته المعلوماتية لتحقيق التنمية العربية والحفاظ علي الهوية. طالب علي الشباب بالتخلي عن النمطية في التفكير والاستسلام لقيود القوالب الجامدة, دعاهم إلي اكتشاف قدراتهم وابتكار تخصصات تمنحهم تميزا يأتي بالفرص راكعة تحت أقدامهم. نبيل علي هو الذي حاول بدأب وصبر أن يوقظ المثقفين في الوطن العربي من سباتهم بالقوائم والأرقام والإحصاءات والعرض المعرفي المتكامل يريهم ضآلة المحتوي العربي علي شبكة المعلومات وتهمش موقعنا علي الخريطة المعرفية. هو الذي حذر من سعي اسرائيل إلي هندسة صورتها الثقافية علي أنها موزاييك من الناس والأفكار والثقافات واللغات.( علي الثقافة العربية وعصر المعلومات158) هو الذي نذر نفسه ليكون من جنود الله في الآرض ليصون اللغة العربية التي أصبحت غريبة في ديار الاسلام ويسلحها بأدوات الغد. جسد مفهوم قيمة العمل الذي يأتي بالنفع المادي والمعنوي الأخلاقي والقيمي. ما ينفع الناس فيمكث في الأرض, امض في مسعاك لا شأن لك بفشل الآخرين أو تقاعسهم. من هندسة الطيران إلي الحاسوبيات إلي اللغة إلي المنظومة الثقافية تنوع الطائر في نسج عشه ليستعد لمواجهة شراسة الانفجار المعرفي. تضافرت فيه عقلية الفنان البصرية مع قدرات المفكر الذهنية وضمير المثقف. عالم أظهر لنا دلائل قدرة الله, والدليل علي أن زمننا لم يكن عاجزا أو قاصرا!! نصف قرن من الجهاد المعرفيحاز فيها علي الجوائز, ونال الوظائف, وصمم البرامج, وحقق الانجازات, وسبر أغوار الجوهر المعرفي للغة محرك السرد في المعارف البشرية. وقام بدراسة أركيولوجيا الأسطورة المعرفية وقام بتفكيكها ثم تجميعها. نبيل علي كان يحب العمل حبا مقدسا, كان يزهد التحدث عن عمله لأن في الحديث إهدارا لطاقاته من الأفضل أن يكرسها لعمل جديد. كان يعمل لمستقبل مصر, وعندما يصل أبناؤنا للمستقبل سيكون تراثه وأعماله التي سبقتنا إلي هناك في انتظارهم, بل سيكون نبيل علي نفسه في انتظارهم.