(1) لا أريد أن أخرج من البيت هذه الليلة. كلما فتحت بابا أطلت علي وحدتي كالعفريت. الأغطية ثقيلة علي صدري وأحمالي لا تبدو زائلة. أترك الأرق يتنفس. أستمع بدقة لخطوات قلبي الخافتة. حلمت أن أبي يحملني في عربة خشبية صغيرة تطوف بي أماكن تبدو وكأن بها البيت. حلمت أن عيني تجذب مساحات الأرض الشاسعة, أطفالا تائهين, أعقاب سجائر وغمازات. نظرة تجذبني إلي خيال جديد وجغرافيا تبدو صامدة فقط كلما أبتعدت. أحارب الاكتئاب بقوة وهو يرتفع بي مثل مراجيح الطفولة. أتشبث برغبة بك ثم أمقتها بعد حين. أحدثك عن القمر بينما عابر ضرير يتعثر بلا ضوء. الكلمات الأكثر عادية تخيفني, تصبح كالأغلال في قلبي. أريد أن أذهب إلي البحر. أراقب ذلك الغياب القاسي وهو يعتصرني. (2) كتبت بطاقة صغيرة ووضعتها في جيبي كي أتعرف بها إلي نفسي. عجلة كبيرة أدور علي الأرض لا أري يد المقود ولا الفرامل ولا سائق يركض أثري حتي اللغة ذاتها معطوبة ملايين اللعنات تضرب في أذني بلغات ظننت أني لا أعرفها ووجدت أني أتكلمها وحدي العالم الذي بلا أسماء يقتلني كي أري القسوة يارب يصبح لنا وطن يارب ترجع لنا الأيام الوحدة تركض طويلا علي الطريق الخالي تنقطع منها الأنفاس تخبرني أن هناك أملا رغم أن لا أحدا يحدثها. (3) عندما أعود لا أريد أن أكون فراشة أو مطرا. لا أريد أن أبعث من جديد إلا إذا كنت أنت هناك واقف تنتظر.