محمد نبيل معروف أن الجماهير في مدرجات ملاعب كرة القدم هي أحد العوامل التي تساعد أي فريق في تحقيق الانتصارات وتخطي المنافسين, حتي أن قوة الجماهير أصبحت أحد المعايير التي تقاس بها قوة أي فريق وحجمه, وتمر الفرق المصرية هذه الأيام بظروف صعبة بحرمانها من جماهيرها ولعب مبارياتها الإفريقية بدون جمهور لعدم موافقة الأمن علي حضورهم, ورغم أن هناك حالة تفهم لموقف الجهات الأمنية بعدم حضور الجماهير للمباريات, إلا أن الأهلي والزمالك وأنبي سيكونون في أشد الحاجة إلي جماهيرهم خلال المرحلة المقبلة. وينتظر الاهلي والزمالك يومي12 و13 مايو الجاري إقامة مباراتي العودة أمام الملعب المالي والمغرب الفاسي في إياب دور ال16 لبطولة الأندية الإفريقية بينما يخرج أنبي لخوض لقاء العودة أمام سيركل بطل مالي, كما أن المنتخب الوطني سيجد نفسه في نفس الموقف بعدما أعلنت الجهات الأمنية أقامة أولي مبارياته في تصفيات المونديال أمام موزامبيق في الاول من يوينو المقبل بدون جمهور قبل أن يواجه غينيا في الثامن من يونيو وهما اللقائين الأقرب للمنتخب وكلاهما حتي الأن بدون جمهور. وقد أعلن الأمن رفضه حضور جماهير الاهلي والزمالك للمباراتين, ولو وضعنا في الاعتبار أن مباريات القطبين في دور ال16 ستكون سهلة نسبيا لا سيما الزمالك الذي قطع شوطا كبيرا نحو التأهل لدور المجموعات بالفوز ذهابا بهدفين نظيفين علي المغرب الفاسي خارج ملعبه وبطبيعة الحال سيكون لقاء العودة أسهل, ورغم خسارة الأهلي ذهابا أمام الملعب المالي بهدف إلا أن مستوي المنافس وتواضع مهاراته ترجح كفة الأهلي في لقاء العودة, ونفس الأمر لانبي الذي فاز3-1 علي سيركل المالي ولن يكون لقاء العودة صعب علي بطل مصر في الكونفيدرالية للفارق الفني لصالح أنبي. وفي ظل هذا الموقف وارتفاع أسهم الفرق المصرية الثلاثة في بطولات إفريقيا واقترابهم من التأهل وعدم حاجتهم نظريا إلي جماهيرهم لصناعة الضغط علي المنافسين, فالوضع سيكون مختلف في الدور المقبل بعد تأهل ثلاثتهم بمشيئة الله تعالي, فدوري المجموعات لن يكون بنفس سهولة لقاءات الأدوار التي لعبتها الفرق الثلاثة حتي الأن, والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف تواصل الفرق مشوارها في البطولات الإفريقية وبنفس النجاح والتي يلعب بها كل فريق6 مباريات تقريبا مع حرمانها من جماهيرها؟ يقول حسن الشاذلي أحد خبراء الكرة في مصر إن أي فريق تحيطه ظروف خاصة ومتطلبات لاستكمال مشواره في أي بطولة يشارك بها, ولخص الشاذلي تلك المتطلبات في أربع نقاط هي: ملعب الفريق, وجمهوره, وحالة الطقس, ومستوي التحكيم. فبطبيعة الحال يكون أداء أي فريق أفضل علي ملعبه الذي تعود عليه وعلي أبعاده, إضافة إلي قوة الدفع من جماهيره وما تصنعه من تحفيز للاعبين وضغط علي المنافسين في نفس الوقت, وهذه هي الظروف الطبيعية التي يعيش فيها أي فريق خلال البطولات, وبالنسبة للحرمان من الجماهير فهذا أمر صعب جدا ويقلل من فرص الفرق الكبري التي أعتادت علي تواجد جماهيرها خلفها في أي مكان, حتي أن الجماهير تعتبر الفارق بين فريق كبير وأخر صغير, ويجب أن يكون هناك حل أخر غير حرمان الفرق من جماهيرها, فهذه الحالة أعاقب فريقي وأمنح فرصة كبيرة لمنافسيهم باللعب في مصر بدون أي ضغوط من جماهير القطبين الذين يمثلون أكثر من نصف قوة فريقيهما. ورغم أعتراض ورفض البعض عدم حضور الجماهير إلا أن حسن الدالي أكد أن الجهات الأمنية معذورة في قرارها هذا لأن الأوضاع لا تعكس أي أستقرار داخل الشارع المصري حاليا, وقد يكون الحل الأفضل هو تقنين عدد الجماهير التي تحضر المباريات بأن نسمح بطباعة عشرة ألاف تذكرة فقط لكل مباراة للفرق الثلاثة والمنتخب الوطني حتي لا يفقد أحدهما أهم ميزة علي ملعبه, وحتي يواصلوا المشوار الإفريقي بنجاح وصولا للمباراة النهائية.