أصدر الأزهر الشريف بيانا صحفيا الأربعاء حول أحداث العنف بالعباسية أكد فيه أن الأزهر فجع بما شاهدناه وقرأناه من أنباء العنف المروع في العباسية وحول " مسجد النور "، وهو بيت من بيوت الله - عز وجل- التي أعدّها الله للعبادة وللسلم والأمن والحفاظ على حرمة الأرواح والدماء.. وقد فوجئ بسقوط الأبرياء من أبناء مصر العزيزة. وناشد الأزهر الجميع أن يوقفوا فورًا ودون إبطاء أي عمل من أعمال العنف، التي تمس بدن المصري أو تودي بروحه، ويُحذِّر الجميع من إراقة الدماء والدخول في هذا النفق المظلم المشؤوم " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " {4/93}. ووجه الزهر نداء للمصريين قال فيه: أيها المصريون: هل وصلنا إلى التقاتل واستباحة دماء بعضنا البعض، ورسولنا e يقول: " إِذَا التَقَى المُسلِمَان بسَيْفَيهِمَا فالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ في النّارِ، قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، هذا القَاتِلُ فَمَا بَالُ المقْتُولِ ؟ قَالَ : إنَّهُ كَانَ حَريصاً عَلَى قتلِ صَاحِبهِ " مُتَّفَقٌ عليهِ . وناشد علماء الأزهر وطلابه وشيوخه العلماء والحكماء والسياسيين وقوى المجتمع المصري أن يتدخلوا فورًا لإنهاء هذه الفجيعة التي تشوه المشهد الوطني كله، وأن يبذلوا كل الجهود وبأقصى سرعة لوقف هذا النزيف، أولاً وبلا قيد ولا شرط، ثم العمل الدائب المسؤول أمام الله وأمام الضمير، للقضاء على أسبابه، ولإعلاء مطالب الوطن ومصالحه العليا على كل المطالب الأخرى. وفي سياق منفصل، أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب - شيخ الأزهر- أن هناك فرصًا كثيرةً أمام البرلمان الأوروبي لربط الشعوب بعضها ببعض، خصوصا أن دول الاتحاد الأوربي قد لعبت دورًا سلبيًّا في العقود الماضية من خلال تقديمها الدعم المالي؛ لتفتيت بعض الدول العربية والشرقية، بل وصل الأمر إلى مرحلة التدخل العسكري المباشر لفرض بعض الأجندات على تلك الدول تحت حجج واهية؛ مما يعتبر احتلالاً عسكريًّا، وقد أدى هذا التدخل السافر إلى تحويل العالم الغربي للعالم العربي إلى مسرح للاعبين كُثُر لهم أجندات خاصة؛ مثل أمريكا وإيران وحتى أوروبا، وللأسف أصبح الدور الأوربي تابعًا للسياسة الأمريكية مع أنه يمتلك من المقومات التي تجعل له فلسفة مستقلة عن أمريكا؛ مما يعزز الدور الأوربي ومكانته لدى العالم العربي والشرقي، والذي سيؤدي في النهاية إلى تدعيم أواصر العلاقة بين الجانبين . جاء ذلك خلال استقبال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر للسيد / ديفيد ماريو رئيس لجنة المشرق في البرلمان الأوربي والوفد المرافق لسيادته . وحول سؤال رئيس الوفد حول هل هناك تخوف من ضعف التمويل المقدم للأزهر من الحكومة في الفترة القادمة بسبب المواقف القوية للأزهر على الساحة الداخلية، أجاب فضيلة الإمام الأكبر: ليس هناك تخوف من ذلك؛ لأن دور الأزهر ليس سياسيًّا بل وطنيًّا؛ لأنه لو كان سياسيًّا لاصطدم بأفكار بعض الأحزاب والتيارات، ولأنه وطني يعبر عن ضمير الشعب بمختلف أطيافه، فقد استطاع أن يجمع كل الأحزاب والتيارات المختلفة في توجهاتها وأيدلوجياتها في رحاب الأزهر الشريف، والذين اتفقوا جميعًا على وثائق الأزهر التي حددت الملامح الرئيسية للدولة المصرية التي يتطلع إليها جماهير الشعب المصري. وأضاف فضيلة الإمام الأكبر: أن الأزهر الشريف بصدد إصدار وثيقة عن المرأة، والتي توضح المكانة السامية للمرأة في الإسلام، وكيف أحاطها الإسلام بسياج العزة والكرامة والتي لا يوجد لها مثيل في أي مجتمع آخر سواء في الشرق أو الغرب؛ مما جعل المفكرين الغربيين المنصفين يشيدوا بذلك.