يعيش في ايران الآن ثمانية ملايين عربي (ما يعادل سكان خمس دول عربية خليجية ليست السعودية من بينها)، من اجمالي سكان ايران البالغ عددهم 80 مليونا (تعداد 2014)، وقد قرر المرشد الأعلي علي خامنئي مضاعفة سكان بلاده خلال سنوات قليلة، وذلك بكثرة الإنجاب ورفع معدلات الخصوبة وعلاج العقم عند الرجال والسيدات، رغم الانتقادات الواسعة، الا ان خامنئي يهدف من ذلك الي تلبية المتطلبات والاحتياجات من القوي البشرية والسكانية لزيادة المد الفارسي الشيعي والنفوذ الإيراني والتدخلات في الشئون الداخلية لدول المنطقة أن لم يكن خوض حروب مستقبلية متوقعة. ومن بين عرب ايران يقطن خمسة ملايين منهم بمحافظتين هما «خوزستان» التي يوجد بها 90% من حقول النفط و«بوشهر» التي توجد بها اهم المواني. وقد كانت توجد امارات عربية خالصة علي الساحل الشرقي للخليج العربي يقطنها العرب من بينها: القواسم، كندة، المرازيق، النصوري، كعب، العباسية، والحمادية بينما يقطن باقي عرب ايران في الشمال لاسيما محافظات ايلام علي الحدود مع العراق والعاصمة طهران، ولعرب ايران حارة في قلب العاصمة اسمها «كوجة كوري» يتخذونها مكانا لتجمعهم، يقدم اليها كل عربي، املا في ان يتولي اخوانه العرب استقباله وحل مشكلته كما يوجد بجنوب طهران «حي دولة اباد» السكاني الكبير الذي تسكنه اكثرية عربية ويشاهد فيه العرب رجالا ونساء وهم يتحدثون لغة الضاد ويرتدون الازياء الشعبية العربية. وقد هاجر العرب من شبه الجزيرة العربية بعد معركة القادسية وفتح فارس عام 15ه بقيادة سعد بن ابي وقاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب واستوطنوا بلاد فارس حيث ترجع اصولهم الي قبائل الخوز العربية: منها بنو تميم، كعب، عبس، كنده، بكر وآل كثير، وتركز وجودهم في منطقة «خوزستان» التي اطلق عليها الشاه رضا بهلوي هذا الاسم بعد ان كانت تعرف ب»عربستان» لكثرة العرب بها حتي 1925 والتي كانت تسمي قبل ذلك «الاحواز» التي افتتحها ابو موسي الاشعري بعد انتصار القادسية. ومن اشهر الشخصيات العربية التي شهدتها عربستان (الاحواز العربية) في ثلاثينيات القرن الماضي أميرها وحاكمها الشيخ «خزعل الكعبي» الذي تامرت بريطانيا وشاه ايران عليه باقتطاع هذا الاقليم الغني بالثروات الطبيعة وضمه الي ايران في ابريل عام 1925 بعد اقصاء خزعل واعتقاله علي ظهر طّراد بريطاني وأسره واقتياده الي طهران حيث قتل هناك وعندئذ دخل الجيش الايراني «المحمرة» العاصمة واسقطها فقضي وقتذاك علي امارة بني كعب العربية. وبالرغم من مرور 90 عاماً علي سقوط «الاحواز» لا تزال السلطات الايرانية مستمرة في سياستها الرامية إلي طمس معالمها الحضارية العربية وهوية شعبها العربي وتفريسه إلا ان عرب «الاحواز» قاوموا كل هذه السياسات والمحاولات بتفجير عشر ثورات وانتفاضات منها ثورة الغلمان عام 1925 التي قاومت ورفضت ضم الاحواز العربية الي ايران والثورة التي قادها محيي الدين الزيبق والتي تمكنت من اقامة سلطة عربية بالاحواز سميت «مملكة المشرق العربي» وعاشت ستة اشهرثم أسقطها الجيش الايراني. ولعرب ايران ستة احزاب وجبهات في الداخل والخارج لتحرير «الاحواز» الا انهم لم يجدوا دعما حتي معنويا من الدول والشعوب العربية التي تعاني من النفوذ والتدخل الايراني في شئونها وتصدير الثورة اليها وكأن لسان حالهم يقول :» قضية الاحواز عربية ولن تبقي منسية». لمزيد من مقالات فرحات حسام الدين