أعجبنى كثيراً موقف الإمام الشجاع، العالم الكبير، فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب إمام أهل السنة.. شيخ الأزهر العظيم، فى موقفه الذى أعلنه فى حضور رئيس إيران الشيعى محمود أحمدى نجاد.. وفى هذا الموقف الرائع طالب شيخ الأزهر الرئيس الإيرانى بوقف اضطهاد أهل السنة فى بلاده أى الأغلبية الشيعية. وكذلك موقف إيران الرسمى من سكان الإقليم العربى السنى: الأهواز..أو الأحواز.. ولكن هل يعرف أهل مصر السنية ما يتعرض له أهل الأهواز السنين، العرب.. هنا نقول لهم: هذا الإقليم كان عربياً خالصاً.. فهو آخر الإمارات العربية على الساحل الشرقى للخليج العربى.. وهو الحافة السياسية الشرقية لشبه الجزيرة العربية.. ويطلق عليه العرب اسم الأحواز، وهو جمع حوز أو حوزة بمعنى الحيازة.. وأطلق عليه الفرس بعد الفتح الإسلامى اسم «خوزستان» أى بلاد القلاع والحصون لأن المسلمين بعد القادسية قاموا ببناء المواقع الحربية الحصينة فى هذا الإقليم: أما الاسم الحالى «عربستان» أى بلاد العرب فقد أطلقه عليه الفرس أيام الدولة الصفوية.. ومساحة هذا الإقليم حوالى 160 ألف كيلو متر مربع، وهو امتداد لسهل وادى الرافدين، وكان عدد سكانه حوالى المليون ونصف المليون عندما ضمت إيران هذا الإقليم إليها عام 1925 وقامت حملة ضخمة «لتفريس السكان الذين يعود أصلهم إلى القبائل العربية التى حملت لواء الدعوة الإسلامية ومن أشهرها قبيلة بنى كعب التى أسست إمارة المحمرة التى دامت من 812 إلى 1927 وقبيلة بنى طرف،وقبيلة الشرقية.. وبنو مالك وبنو تميم، وأهم مدنه: الأحواز وتقع على نهر القارون،وبدل اسمها إلى الأهواز، ومدينة الأحجار السبع «هفتكل حالياً» ومدينة مسجد سلمان ومدينة بندر المعشور «بندر شهر حالياً» ومدينة «المحمرة» خرم شهر حالياً.. ومدينة عبدان وهى تاريخية وفيها ثانى أكبر مصفاة للبترول فى العالم. وقامت فيها دول مستقلة مثل المشعشعية. والحويزة هى عاصمتها وصمدت لغزو العثمانيين.. بل وطرد حاكمها مبارك بنى مطلب جيوش إيران من كل مدن عربستان ثم الدولة الكعبية التى استمرت قرنين من عام 1724 إلى 1925 وتنتسب إلى عشيرة كعب العربية، وخاضت حروباً ضد إيران والعثمانيين والإنجليز.. بل واحتلت البصرة عام 1836. وهنا نسأل عن أصابع إنجلترا فى هذه المنطقة.. تماماً كما فى فلسطين. واشتركت الدولة الكعبية فى الحرب العالمية الأولى بجانب الحلفاء..وبعد عام 1920 باتت انجلترا تخشى قوة هذه الدولة فاتفقت مع إيران على إقصاء أمير عربستان وضم الإقليم إلى إيران وتم وضع الأمير خزعل تحت الإقامة الجبرية فى طهران. وأعلن حاكم إيران «رضا خان» بياناً أعلن فيه تنازل أمير عربستان خزعل المحيسن عن الحكم لولده جاسب. ولكن الكعبيين أجبروا قوات إيران التى احتلت المحمرة فى يوليو 1925 على الانسحاب بعد يومين، ولكن القوات الإنجليزية ساعدت إيران على بسط سيطرتها على الإقليم.. الذى فقد كيانه العربى كإقليم مستقل ليصبح ولاية إيرانية تعرف باسم «خوزستان». وقام سكان الإقليم بعدة ثورات أهمها عام 1928 ثم 1930.ثم 1945 و1946 و1949.. وفى عام 1946 أسس الشباب العربى حزب السعادة لبث روح الوعى العربى بين شباب عربستان ومقاومة الاحتلال..وكان أمينه العام هو حسين فاطمى الذى كان وزيراً للخارجية فى حكومة الدكتور مصدق.. وتم إعدامه.. ونشأت عدة جبهات لتحرير عربستان تماماً مثل فلسطين.. ومازلت أتذكر الشيخ عبدالرحمن خزعل الذى اختاره الشيخ زايد بن سلطان حاكم أبوظبى مستشاراً قانونياً للمجلس الاستشارى الوطنى فى إمارة أبوظبى «أى البرلمان» وكانت لى معه جلسات عديدة يتذكر فيها أمجاد أسرته العربية التى حكمت الإقليم. وروى لى عمليات «تفريس» الإقليم العربى الذى مازال يقاوم الاحتلال الفارسى الإيرانى.. تماماً كما يقاوم شعب فلسطين الاحتلال الصهيونى.. شكراً شيخ الأزهر الصوت الوحيد الذى تصدى لشاه إيران الجديد المسمى محمود أحمدى نجاد!!