كشف رسائل القراء, تعليقا علي ما كتبته العدد الماضي البون الشاسع بين الاتجاهات الفكرية في المجتمع المصري الآن, فالقارئة نبيلة يوسف ترفض تحكم المتعصبين في مصر وتقول: (حاسة أننا تم احتلالنا من شعب تاني شكله زينا وبيتكلم لغتنا. لكن مش مننا).بينما يري القارئ أسامة كمال أننا تربينا علي حذف مشاهد الرقص والمشاهد العاطفية وبالتالي (لابد أن يكون هناك نظام يحمي المجتمع ولا يسمح لأحد باختراقنا واضعافنا). ويبدو أن مصر التي كانت لها لأحقاب طويلة ثقافة واحدة ومزاج واحد أصبحت تتأرجح بين طرفي المقص.وحقيقة لا أري مشكلة في ذلك التناقض بشرط أن نتعلم أخلاقيات الاختلاف. ولو شاءربكلجعل الناس أمة واحدةولا يزالون مختلفين. ربما تعبر تلك الأية الكريمة عن حكمة الله من خلق البشر مختلفين. وفي أحاديث رسول الله تأكيد علي ذلك مثل التي تقول إن في اختلاف الناس رحمة, وعن وعده ببيت في الجنة لمن ترك الجدال وقد يكون محقا, لهذا أري أن قضيتي الحرية وتقبل الآخر من أهم القضايا, وكل يوم شخص يريد فرض رأيه واسكات المخالفين له, لن تنصلح حياتنا وكل طرف يري في الاخر إما متشدد وإما كافرا. لابد أن يقبل الليبراليون الاسلاميين والعكس, ليس فقط لأننا أبناء وطن واحد, وما الي ذلك من الكلام المستهلك, لكن لأننا بشر, وحكمة الحياة هي التنوع, كما يوصينا الخالق بقبول كل الكائنات الأخري أخواتنا في الوجود. لم تستمر حضارة في الأرض الا عندما قبلت بحب المختلفين عنها, والأندلس خير مثال لذلك والحرب العالمية الثانية مثال عكسي.نحن نحتاج بدلا من الجدال العقيم إلي البحث عن مناطق مشتركة مع الآخرين في حياتنا وداخل نفوسنا, لذا خلق الله لغة الحوار. وبدلا من هذا التناحر, يجب علينا البحث عن شئ جميل يشغلنا مثل حياة الأنبياء؟ فاذا كانت السينما هي فن الحكايات الجميلة, والله تعالي قال عن قصص الأنبياء إنها أحسن القصص, فلماذا لا ننتبه في مصر ونتكاتف لتقديمها في السينما؟ أليس ذلك أفضل من أن نترك السينما العالمية تضيف للإنسانية بتلك الأفلام ونحن نظل أسري للمشاعر السلبية المعطلة؟