تعتبر الأرتيكاريا أو الحساسية الجلدية من أشهر الحالات المرضية التى تصيبنا على الاقل مرة واحدة فى حياتنا , غير أن بعض حالات الأرتيكاريا قد تستمر فترة طويلة تزيد عن ستة أسابيع، وعندئذ تسمى الارتيكاريا المزمنة وهى عبارة عن طفح جلدى متورم عن سطح الجسم منتشر ومصحوب بحكة شديدة وقد يلازمها حالات حساسية أشد مثل تورم الشفتين أو الجفون أو الحلق.... وقد تم تصنيف الحساسية الجلدية لسنوات طويلة على أنها تتكون بسبب مؤثرات للحساسية مثل بعض أنواع الاغذية مثل السمك أو البيض أو بعض الادوية مثل المسكنات والمضادات الحيوية . ويقول الدكتور ماجد محمد رفعت أستاذ الباطنة والمناعة والحساسية بطب عين شمس إنه فى السنوات الثلاث الاخيرة أجريت أبحاث متجددة عن الارتيكاريا المزمنة أثبتت صعوبة علاجها بالامتناع عن بعض المأكولات أو الادوية المضادة للحساسية فقط. لذا تمت دراسة هذه الحالة المرضية بواسطة فريق من العلماء الألمان، وفريق آخر من الولاياتالمتحدة وثبت من هذه الدراسات أن هناك خللا فى الجهاز المناعى للمرضى المصابين بهذا المرض وأن هذا الخلل يؤدى الى نشاط أجسام مناعية معينة على مستقبلات بعض الخلايا فى الدم وليس مجرد ناتجة من غذاء أو دواء فقط . واتجهت الابحاث فى السنوات الثلاث الاخيرة على أن علاج حالات الارتيكاريا المزمنة تكون فعالة اذا تم العلاج بالعلاج المناعى المضاد لهذه الاجسام المناعية حيث أثبتت الدراسات فاعلية هذا العلاج المناعى الجديد بنسبة شفاء تصل الى 70% ومن غير استعمال الكورتيزون نهائيا لما يسببه هذا الهرمون من مضاعفات على المدى الطويل . وأشار الدكتور ماجد رفعت إلى أن هذا العلاج المناعى نوقش هذا العام فى مؤتمر الاكاديمية الامريكية للحساسية والمناعة فى ولاية تكساس ضمن الابحاث التى قدمت والتى كان من بينها أبحاث له... وأضاف أنه نتج عن هذه الابحاث مناقشات كثيرة تدور حول تغيير فى نمط العلاج لحالات الارتيكاريا المزمنة من استعمال الكورتيزون ومضادات الحساسية الى استخدام العلاج المناعى الفعال لهذا المرض الذى يسبب مشكلات صحية ونفسية للمرضى المصابين به. وأكد د.ماجد رفعت أن مصر ليست بعيدة عن هذه الوسائل العلاجية الحديثة وغيرها من علاج الامراض المناعية المختلفة حيث يوجد فى كلية الطب جامعة عين شمس وحدة متخصصة فى الامراض الباطنة المناعية أنشأها المرحوم. أ.د. (محمد منير المهيرى) فى القرن الماضى وتم تحديثها أخيرا وقيام نخبة من الاساتذة وشباب الباحثين بتقديم أبحاث فى مجال المناعة للاستفادة منها لصالح صحة المرضى... ويعتبر التصنيف الحديث للارتيكاريا المزمنة كمرض مناعى وعلاجه بالعلاج المناعى بوابة أمل كبيرة لكثير من الامراض التى كانت تشخص فى الماضى على أنها حساسية أو عدوى ميكروبية أو أمراض وراثية ثبت أن السبب الرئيسى خلل بالمناعة وتجرى الآن أبحاث فى وحدة الباطنة والمناعة بطب عين شمس عن بعض التهابات العين الشديدة لمعرفة الاسس المناعية لها وبالتالى علاجها مناعيا.
