اختتمت فى الأسبوع الماضى فاعليات منتدى الشباب العربى - الإفريقى بأسوان، الذى استمر سبعة أيام، بحضور 300 شاب وفتاة من 13دولة عربية وإفريقية، وبدأ بمدينة الأقصر ليختتم فى أسوان. ونظم المؤتمر الاتحاد العربى للشباب والبيئة، بالتعاون مع وزارتى الشباب والبيئة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)، تحت عنوان «النيل مسار للتعاون وليس للصراع». وشهد المؤتمر تكريم الزعيم الإفريقى كوامى نكروما زعيم غانا، وهو أول رئيس لغانا المستقلة، ومن أبرز دعاة الوحدة الإفريقية، وتسلم درع التكريم نيابة عن نكروما ابنه جمال. وأوضح د. ممدوح رشوان- أمين عام الاتحاد - أن الملتقى جاء فى إطار أهداف التنمية المستدامة المعتمدة من الأممالمتحدة، خاصة بعد الكلمة التى ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى خلال مؤتمرى تغير المناخ بالأممالمتحدة وباريس، ممثلا للقارة الإفريقية، وحدد فيها سياسة مصر فى مواجهة هذه الأزمات، ودورها المحوري. وأضاف أن الملتقى سعى كذلك لتفعيل دور الشباب نحو قضايا التنمية، ومشاركتهم فى القضايا الدولية المهمة، وتبادل الخبرات، ورفع الوعى بأهمية المحافظة على المياه، ومصادرها المختلفة، وكذلك عملية الترشيد، والحفاظ على التنوع البيولوجي. وافتتح المنتدى محافظ الأقصر د محمد بدر، مؤكدا ضرورة وضع برامج عملية قابلة للتنفيذ، وكذا متابعة التوصيات بكل دقة على أن تكون أول ما يشهده الملتقى فى العام المقبل، مشيرا إلى أننا «نحتاج لإجراءات وقواعد علمية سليمة، وبيانات دقيقة للوصول إلى التنمية المستدامة الحقيقية فى المجالات كافة». وأعلن أنه تم وضع استراتيجية لجعل الأقصر «محافظة خضراء» فى 2020 لكن المشروعات التنموية طويلة الأجل تحتاج لرؤية واستراتيجية مؤسسية لنجاحها، وفق قوله. الأقصر.. ولبنان من جانبه، أوضح د. سيد خليفة، وكيل وزارة الزراعة، أن الأقصر تستخدم 40% من مساحتها الزراعية لزراعة قصب السكر بما يعادل 68 ألف فدان، وما يترتب على ذلك من مخلّفات «المصاصة»، التى تم التخلّص منها علميا، بإعادة تدويرها، واستخدامها فى صناعات، ومنتجات أخرى مفيدة، والشىء نفسه بالنسبة للتخلّص من مياه الصرف، إذ تمت زراعة أكبر غابة شجرية بمساحة ألف فدان. وأعلن اعتماد أهم مشروع عربى إفريقى على النظام الغذائى المرن، بتوفير المحاصيل الزراعية كالقمح والشعير والذرة، وجميع الخضراوات، وتحسين الإنتاجية الزراعية، وتحول مدينة «إسنا» قريبا إلى أكبر مورِّد خضروات إلى سائر أنحاء البلاد. كما أصبحت الأقصر أول محافظة تضيء ديوانها العام بالطاقة الشمسية، باعتبارها أفضل المحافظات فى التكيّف مع التغيرات المناخية، حسبما قال. ومن جهتها، ألقت «ثراء الدراوى»، من لبنان، كلمة أشارت فيها إلى أن المنطقة العربية تمر فى هذه المرحلة، ومنذ عقود، بأزمات تفرض عليها كثيرا من المشكلات، وتتزايد حدّة تلك الأزمات، بما يضاعف من القضايا البيئية، ويترتب على ذلك أن الإهمال البيئى أصبح من أكبر الأسباب التى تعترض طريق التنمية المستدامة، «لذا نحتاج لتمكين الشباب حتى نستطيع حل هذه المشكلات»، وفق قولها. وضربت «ثراء» مثلا بأزمة النفايات اللبنانية، التى فجَّرت الثورة ضد الحكومة، مضيفة أنه رغم الحلول الشبابية التى طُرحت فإن السجالات السياسية حالت دون إنهاء الأزمة! من جانبه، ركَّز «وول وول» من جنوب السودان، فى كلمة «الشباب الإفريقى»، على أهمية التعاون والتواصل بين الشباب العربى والأفريقى لتحقيق التنمية المستدامة، وتحمّل مسئوليته المجتمعية لضمان مستقبل أكثر أمنا واستقرارا، وليس عُرضة للصراعات والحروب، «فالموارد الطبيعية التى تزخر بها أرضنا الإفريقية يجب أن تكون مجالا للتعاون، وليس للصراع»، حسبما قال. وأشاد الدكتور سيد شحاتة، ممثل وزارة الشباب والرياضة، بالضيوف فى أرض الكنانة مصر، مؤكدا دعم الوزارة وتعاونها التام مع كل الأنشطة والفاعليات التى تخدم العمل الشبابي، وتفعيل دورها نحو خدمة القضايا الوطنية، واتخاذ الآليات والحلول، وتبادل الخبرات الدولية، وتطوير برامج التنمية المستدامة، ورفع الوعى بأهمية الحفاظ على مصادر المياه. ومن جانبه أشار اللواء محمد يحيى - رئيس الشركة القابضة للمياه بالأقصر إلى أن تبادل الخبرات، والتعاون مع الأجهزة المختلفة، يجعلنا مجتمعا واحدا، مُعلنا أن الغابة الشجرية بالأقصر تشهد توسعات بإضافة 3 آلاف فدان أخرى بعد توسعة محطة معالجة مياه الصرف، ورفع كفاءتها من 16 ألف متر مكعب فى الساعة إلى 36 ألف متر، مُعلنا إعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف بمركزى إسنا وأرمنت لاستخدامها فى الغابات الشجرية بما يجعل الأقصر أول محافظة تستفيد بمياه الصرف كاملة.