على أنغام العود ودقات الدفوف، فى ليلة شتوية باردة، يرحب بدو سانت كاترين بضيوفهم ، فى سهرة بدوية راقصة فى حضن الجبل.. على نار الحطب يتدفأ السياح، تحمل أياديهم « كاسة » من الشاى الساخن، ذلك الذى يتم زراعته فى الأراضى المحيطة ، ثم إعداده فى « القصعة» على الفحم، وكلما أراد الشارب « زغدة » إضافية، - وهو ما سيحدث فى الغالب- ترك كاسته أمامه فى وضع معدول، فيعلم المضيف أن ضيفه يرغب فى المزيد، حتى إذا قلب الكاسة على فوهتها، علم أنه اكتفى. أجواء الضيافة والترحيب الحميمية تحت أضواء القناديل الخافتة، تشعر الزائرين بأنهم فى دارهم، ويشب الاطفال الصغار على تعلم كرم الضيافة والاحتفاء بالسياح من آبائهم، فهم مصدر الدخل الرئيسي.. ما يقدمه البدو لضيوفهم فى غاية البساطة، اذ يقتصر على بعض « الفراشيح » وهو نوع من الخبز يتم إعداده على الصاج، مباشرة أمام الضيوف، فيستمتعوا به ساخنا إلى جانب بعض الجبن والزعتر وزيت الزيتون، وبذلك ينسى السياح برودة الجو فى قلب الصحراء، وينعمون بدفء الضيافة والترحيب البدوي..