راعنى حديث د. خالد عبدالجليل المشرف على الرقابة على المصنفات الفنية، فقد صرح بأنه ليس مع المنع، والبديل عنده تحديد الأعمال السيئة وتصنيفها، بحيث تحاصر الأفلام الرديئة فيضطر المنتجون للالتزام بالقيم والأخلاق التى نطالب بها، وبرغم اعترافه بأن الرقابة موجودة فى العالم كله، ومفعلة أيضا بآلية الحذف والمنع، فإنه يتشدق بحرية الإبداع. ونقول له: لماذا لا تمنع قبل المنع؟ بمعنى أن يتم الحذف والمنع من المنبع، أى النص المقدم قبل التنفيذ، فلا تضطر إلى الحذف والمنع بعد تنفيذ العمل، فيتشدق المتشدقون بحرية الإبداع، التى هى فى الواقع حرية الفوضي؟! أما تصنيف الأعمار فقد اعترف هو نفسه بأن عدد الرقباء قليل، وكذلك مفتشو مباحث الرقابة، لكن الأخطر من ذلك هو التسريب والتسرب، سواء على النت الكمبيوتر واللاب توب والآى باد والموبايل أو الفضائيات التى إذا التزمت بقرارات المنع، فكيف تطبق تصنيف الأعمار؟! فإذا تحدثنا عن دور العرض المعروفة التى يصعب التفتيش عليها، فماذا عن نوادى السينما والجمعيات والأندية غير المراقبة أصلا؟! وما يقال عن السينما ينطبق على المسرح، أما الأغنية التى تنتشر فيما يسمى الألبوم كاسيت وسى دى ودى فى دى فكيف يمكن السيطرة عليها، سواء بالمنع أو الحذف أو تصنيف الأعمار؟! الحل يا سيدي.. ويا سيدتي.. فى المنع والحذف من المنبع، وتتم المراجعة بعد التنفيذ من خلال الماستر بالنسبة للسينما والأغنية قبل الطبع تفاديا للخسائر، وبالنسبة للمسرح فى البروفات الأولي، وليس البروفة جنرال. وكلمة.. الوجع النفسى أشد قسوة وأكثر مرارة من الوجع الجسدى! لمزيد من مقالات فتحى العشرى