2015.. عام ليس ككل عام.. فهو عام شهد بشائر الخير التى وعد بها الرئيس عبد الفتاح السيسى عند توليه السلطة منذ نحو 18 شهرا.. ليبدأ الشعب المصرى فى جنى الثمار التى بدأت بتحقيق حلم حفر قناة السويس الجديدة.. لتتوالى معها الإنجازات يوما بعد يوم عبر مشروعات قومية عملاقة.. تعد بمثابة تحدى التحدى. كما جاء على لسانه فى أثناء إطلاقه إشارة البدء لمشروع تنمية محور قناة السويس من منطقة شرق بورسعيد. ولم يكن تحقيق هذا الكم من الإنجازات بالأمر الهين فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية الضخمة.. فقد واصل الرئيس العمل ليل نهار من خلال الاجتماعات المكثفة والإشراف على ما يتم تحقيقه لحظة بلحظة.. لتحقيق معدل نمو سريع يشعر به المصريون. لم يكتف الرئيس خلال 2015 بالتركيز على الأوضاع الداخلية فقط.. بل تمكن من خلال زياراته الخارجية المكثفة واجتماعاته بالداخل مع المسئولين الأجانب من تحقيق علاقات دولية متوازنة.. وظهر ذلك جليا فى انتخاب مصر عضوا غير دائم بمجلس الأمن لعامى 2016/2017 بأغلبية ساحقة.. واختيارها بالإجماع لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس. قناة السويس الجديدة والمؤتمر الاقتصادى وعلى صعيد المشروعات القومية الكبرى، التى أولاها الرئيس السيسى أهمية قصوى، جاء افتتاح قناة السويس الجديدة فى السادس من أغسطس الماضى وسط حفل أسطورى كبير تابعه العالم وشهده قادته، ليثبت المصريون أنهم قادرون على تحقيق الهدف خلال عام واحد، بعد متابعة جيدة من القيادة وزيارات متكررة برا وبحرا وجوا. وكان لدعوة الرئيس السيسى إلى إقامة مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى مردود كبير على تنفيذ عدد من المشروعات القومية وجذب الاستثمارات إلى مصر، فى صورة منح وقروض وشراكات مع الشركات الأجنبية، حيث نجح المؤتمر فى توقيع عدد من الاتفاقيات، كما تم توقيع عدد كبير من مذكرات التفاهم تقوم الحكومة بمتابعتها حاليا بإشراف من الرئيس ليدخل بعضها حيز التنفيذ، كما يجرى العمل للبدء فى إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، التى أطلقت خلال المؤتمر. وتعددت زيارات الرئيس الميدانية لمشروعات طرق هضبة الجلالة البحرية، والإسكندرية الصحراوى الذى تم استكماله على أكمل وجه، كما تعددت لقاءاته مع وزير الكهرباء ورؤساء الشركات العالمية من أجل تأمين مصادر الطاقة الكهربائية فى مصر، ليشهد الصيف الماضى فصلا بدون انقطاع للكهرباء. كما تابع المشروعات التى تنفذها القوات المسلحة فى مختلف المجالات، حيث قام بافتتاح أعمال تطوير الترسانة البحرية بالإسكندرية، وعدد كبير من الطرق والكبارى والأنفاق والمطارات والموانى. زيارات ميدانية فى قلب الأحداث ارتبط الرئيس السيسى فى أذهان المصريين خلال العام الأخير بتواجده فى قلب الأحداث، فقد فاجأ الرئيس الجميع بزيارة ميدانية إلى قلب العمليات العسكرية فى شمال سيناء، مرتديا البدلة العسكرية لمحاربة الإرهاب، وذلك لمؤازرة رجال الجيش والشرطة فى تصديهم للإرهاب، كما زار محافظتى الإسكندرية والبحيرة، للوقوف على الخسائر التى خلفتها السيول، وزار مطار شرم الشيخ للاطمئنان على سلامة الإجراءات الأمنية بالمطار، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية المنكوبة. قوانين وقرارات للإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الإرهاب أصدر الرئيس السيسى خلال الاثنى عشر شهرا الماضية، كما كبيرا من القرارات والقوانين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المهمة، وفقا للسلطة المخولة له لحين بدء عمل مجلس النواب الجديد. ويأتى على رأس هذه التشريعات تعديلات قانون الاستثمار، وقانون الخدمة المدنية، وقانونا مكافحة الإرهاب والكيانات الإرهابية. ولعل من أهم وأقوى القرارات التى اتخذها الرئيس السيسى وبعد استيفاء القواعد الدستورية، قرار توجيه الضربة الجوية إلى عناصر تنظيم داعش بليبيا، بعد ساعات قليلة من ذبح 21 مسيحيا مصريا. وكان للأمن القومى العربى أولوية قصوى فى فكر الرئيس، ونجح فى اقناع القادة العرب بتشكيل القوة العربية المشتركة للتصدى إلى أى محاولات لانتهاك أمن المنطقة القومى. وقد أصدر الرئيس بعد موافقة مجلس الدفاع الوطنى قرار مشاركة عناصر من الجيش المصرى فى التحالف العربى للقيام بمهام قتالية خارج البلاد لاستعادة الشرعية باليمن. وقد أطلق الرئيس عددا من المبادرات التى تبنتها المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، منها المشروع القومى لبنك المعرفة المصرى، والمشروع الرئاسى لتأهيل 10 آلاف معلم. ولعل خلفية الرئيس العسكرية أهلته لكى تعقد مصر عددا كبيرا من صفقات السلاح الناجحة، وقد شهد مراسم توقيع اتفاقيات توريد طائرات «رافال» الفرنسية، والفرقاطة «فريم»، وكذلك صفقة شراء حاملتى الطائرات «ميسترال». لقاءات عديدة بالمسئولين الأجانب استقبل الرئيس السيسى على مدى العام العديد من الرؤساء والمسئولين الأجانب ورؤساء الشركات الكبرى، من أجل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، والاستفادة من جميع الفرص المتاحة من أجل تنمية البلاد. ولعل ابرز هذه اللقاءات استقباله بالقاهرة ممثلى شركتى روز أتوم الروسية وبريتش جاز البريطانية، فضلا عن لقاءاته المتكررة مع رئيس شركة سيمنز الألمانية لتوفير نحو 14400 ميجاوات من الكهرباء، ورئيس شركة إينى الإيطالية للبترول، التى تبدأ الآن فى تنفيذ مشروع «ظهر» العملاق للغاز الطبيعى بالبحر المتوسط، الذى من المنتظر أن يبدأ إنتاجه مطلع عام 2017. وقد نجحت مصر بعد مفاوضات ممتدة مع الجانب الروسى فى توقيع اتفاق إنشاء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بالضبعة. مخاطبة الفئات المختلفة من الشعب حرص الرئيس خلال العام على مخاطبة الشعب فى العديد من المناسبات والأعياد، كما حرص على التحدث إلى الأمة فى الأوقات والأحداث العصيبة التى عاشتها البلاد. ولعل من أهم اللقاءات التى عقدها الرئيس أخيرا، اجتماعه مع مجموعة كبيرة من رجال الأعمال، حيث طمأنهم على استثماراتهم والحفاظ عليها وعدم تأميمها. ولم ينس الرئيس وسط مشاغله متابعة المشهد السياسى الداخلى، حيث عقد عدة لقاءات مع قادة الأحزاب السياسية، فضلا عن لقاءاته المتكررة بفئات الشباب المختلفة، سواء شباب الإعلاميين أو المخترعين أو من القائمين على العمل المدنى والتطوعى. وأبدى الرئيس اهتماما كبيرا لإنجاز الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة المستقبل، حتى تمت انتخابات مجلس النواب بشفافية تامة ودون تدخل فى مجرياتها. مواقف إنسانية واهتمام بالفئات المهمشة كان للرئيس السيسى سياسة واضحة منذ بداية حكمه، للتواصل المباشر والمستمر مع الشعب المصرى، منها إطلاق بريد إلكترونى للرئيس عبر مكتبه الإعلامى الذى أنشأه للتواصل مع المواطنين وحل مشكلاتهم. كما تواصل الرئيس مع عدد من الفئات المهمشة من الشعب المصرى، منها اهتمامه الشخصى بذوى الاحتياجات الخاصة، كما قام بتنفيذ مبادرة توزيع 10 آلاف رأس ماشية على الأسر الأكثر احتياجا، ومبادرة مصر بلا غارمات التى شهدت الإفراج عن عدد كبير من السجينات قبل عيد الفطر المبارك، ومبادرة تطوير القرى الفقيرة بالتعاون مع مؤسسة «اسمعونا فيه أمل». واستجاب الرئيس السيسى لعدد من مناشدات المواطنين، حيث وجه بإيداع سيدة بالإسكندرية، كانت قد افترشت الطريق، بدار لرعاية المسنات، كما استجاب لمناشدة إحدى المسنات لترميم منزلها بالمنيا، ووافق كذلك على طلب أحد المواطنين بإنشاء كوبرى فوق طريق الإسكندرية الصحراوى لمنع الحوادث. ومن اللفتات الإنسانية للرئيس استدعاؤه لأبناء شهداء الشرطة للوقوف بجواره خلال كلمته فى الاحتفال بعيد الشرطة، كما رافق الرئيس مجموعة من الأطفال أبناء شهداء الجيش والشرطة فى أثناء إعطائه إشارة البدء لتنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس، وكذلك دعمه الكامل لطلاب الكليات العسكرية، حيث زار الكلية الحربية لشد أزر الطلبة عقب استشهاد عدد من زملائهم فى حادث إرهابى بالمنصورة، كما زار أكاديمية الشرطة منذ أيام والتقى مع الطلبة فى طابور التدريبات الصباحية لدعمهم معنويا. كما كرم الرئيس منذ أيام أسرتى شهيدين للقوات المسلحة، أظهرا بسالة فائقة فى الحفاظ على الوطن. احتضان الشباب والحفاظ على الوحدة الوطنية واستطاع الرئيس احتضان الشباب بشكل كبير، حيث استجاب لطلبات الإفراج عن بعضهم، وأصدر قرارين جمهوريين بالإفراج عن 260 شابا من المحكوم عليهم لخرق قانون التظاهر قبل عيدى الفطر والأضحى المباركين. كما شارك الرئيس فى أسبوع شباب الجامعات الذى استضافته جامعة قناة السويس، وأطلق من الإسماعيلية المبادرة الرئاسية لتأهيل الشباب للقيادة. وكان لتطبيق قيم الدين والأخلاق والحفاظ على الوحدة الوطنية جزء كبير من مشاغل الرئيس، حيث أطلق دعوته لتجديد الخطاب الدينى دون المساس بالثوابت، وتعددت لقاءات الرئيس برجال الدين الإسلامى، على رأسهم شيخ الأزهر، كما فاجأ الجميع بزيارته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية وحضور قداس عيد الميلاد المجيد، فضلا عن تقديمه واجب العزاء بالكنيسة عقب ذبح 21 مسيحيا مصريا بليبيا على يد تنظيم داعش. تحديات 2016 لاستكمال البناء ومع العام الجديد، تدخل مصر مرحلة جديدة لاستكمال البناء على ما تحقق من إنجازات، فنحن على أبواب مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، والذى يشهد الانطلاق من الفرافرة، كما من المنتظر أن ينتهى العمل فى شبكة الطرق القومية الجديدة، التى دخلت مرحلتها الثانية هذا العام. ومن المنتظر كذلك بدء العمل فى عدد من المشروعات الصغيرة، حيث سيبدأ العمل فى مشروع الألف مصنع بالقاهرة الجديدة، ومدينة دمياط للاثاث، التى ستوفر 160 ألف فرصة عمل. وكذلك تنفيذ المبادرتين اللتين أعلن عنهما الرئيس السيسى أخيرا بشأن تصنيع الإلكترونيات والتعليم التكنولوجى للشباب. كما ينتظر الشعب المصرى باكورة مشروع تنمية محور قناة السويس بمنطقة شرق بورسعيد، حيث طلب الرئيس من القوات المسلحة الانتهاء من تنمية شرق التفريعة خلال عامين بدلا من ثلاثة أعوام. ويأتى التحدى الأكبر لكبح جماح الأسعار فى الفترة الأخيرة، وقد بدأت الحكومة بتنفيذ تعليمات الرئيس بتعاون الجيش مع مؤسسات الدولة لترشيد أسعار السلع الأساسية، وإنشاء منافذ ثابتة ومتحركة لتوزيع المنتجات بأسعار مناسبة، فضلا عن التوسع فى إنشاء السلاسل التجارية الضخمة بمختلف أنحاء الجمهورية.