في قمةRiseUp للشركات الناشئة في مصروالشرق الأوسط:

احفاد طلعت حرب يحيون ثقافة ريادة الأعمال..100 مشروع جديد في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات التكنولوجية

ربما هي من المرات القليلة التي أشهد فيها تفعيلا حقيقيا لمفهوم تمكين الشباب, بدا ذلك واضحا خلال فعاليات القمة الثالثة لريادة الأعمال والشركات التكنولوجية الناشئة في مصروالشرق الأوسطRiseUp والتي أقيمت منذ أيام بمقر المبني اليوناني بوسط القاهرة علي بعد خطوات قليلة من ميداني التحرير وطلعت حرب.
فخلال فعاليات المؤتمر كان واضحا للقاصي والداني أن صناعة جديدة نمت في مصر وازدهرت خلال السنوات الخمس الأخيرة حيث أتيح لكثير من الشباب أن يطلقوا لأفكارهم العنان, ويبتكرون حلولا وتطبيقات تلبي احتياجات السوق العالمي وليس فقط المحلي, انها تلك الحالة من الوعي التي بدت في أعين أكثر من4 آلاف مشارك بالقمة من مصر والعالم العربي بأن الأفكار والابتكارات يمكن أن تتحقق إذا سعي المبتكر إلي تنفيذها بنفسه بدعم وتوجيه لخبراء من الصناعة والهيئات الأكاديمية والتمويلية وكأنها ذات الثقافة أرساها طلعت حرب أول رائد أعمال مصري مع إضفاء الكثير من روح العصر.
...............................................................
المثير في الأمر أن هذا المؤتمر جمع أكثر من100 ابتكار لشركات ناشئة مؤسسوها لم يتخطو بعد الأربعين أو الثلاثين من العمر ومجالات أعمالهم وتخصصاتهم شديدة التنوع مثل استحداث برمجيات وتقنيات جديدة في التعليم دمج التكنولوجيا في الخدمات الصحية, التسويق الإلكتروني دوليا للمحتوي الفكري والثقافي بدءا من الإعلام, مرورا بالموسيقي, والأفلام العربية المستقلة, ووصولا إلي تصميم الأزياء. برمجيات ونظم جديدة لتحليل البيانات الضخمة علي شبكات التواصل الاجتماعي لدعم الصناعة. شركات تكنولوجية محلية تصمم حلولا لإنتاج الطاقة المتجددة أو الاستفادة منها في الزراعة في الأراضي البعيدة عن شبكات الكهرباء. حتي بحوث الفضاء كانت هي أيضا محل اهتمام عدد من الشركات الناشئة لمصريين مغتربين بالخارج وهو ما دفعهم لإطلاق شركات ناشئة داعمة للتقنيات المساعدة لرحلات الفضاء أو ماسيعرف في المستقبل بسياحة الفضاء.
هذا الفيض اللانهائي من الأفكار والابتكارات للشركات التكنولوجية الناشئة دفع ممثلي العديد من كبري الشركات العالمية بالشرق الأوسط مثل فيسبوك وميكروسوفت وأوبر والحاضنات التكنولوجية الكبري بوادي السليكون بالولايات المتحدة أن تشارك بالمؤتمر للحديث عن خبراتهم والاستماع للأفكار الجديدة للشباب ورصد حالة التطور لمجتمع ريادة الأعمال في مصر حيث أشارت مجلة فوربس الدولية إلي أن القاهرة أصبحت من أهم10 مدن في العالم لدعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة والسبب في ذلك يرجع للكفاءات الفنية التي يتمتع بها الشباب خاصة في العلوم الهندسية والبرمجيات وارتفاع نسبة النفاذية للإنترنت خاصة عبر الهواتف الذكية وأيضا لتبني مؤسسات المجتمع المدني والشركات ثقافة حاضنات الأعمال والتي تتيح للشباب تجربة أفكارهم وإنشاء شركاتهم والمغامرة علي مستوي السوق المحلي والدولي.
عبد الحميد شرارة مؤسس والرئيس التنفيذي لقمةrisup أكد أن فكرة إقامة هذا الملتقي بدأت منذ3 أعوام في ذكري الاحتفال بميلاد طلعت حرب أهم رائد أعمال مصري وأول من وضع اللبنة الأولي للكثير من المشروعات الصناعية والاقتصادية التي مازالت قائمة إلي اليوم ولأن تنظيم المؤتمر قائم علي مفهوم العمل التشاركي فإننا نتعاون مع كافة المؤسسات المعنية بريادة الأعمال في إقامة المؤتمر ودعوة الخبراء الدوليين وإقامة منصات لعرض الأفكار الابتكار والمعارض للشركات الناشئة.ويقول أحمد الألفي مؤسس ومدير المبني اليوناني بوسط القاهرة وهي إحدي المبادرات الأهلية لرعاية أكثر من112 شركة تكنولوجية ناشئة بالقاهرة وكذلك الجهة الراعية لمؤتمر ريادة الأعمال فإن الملفت في هذا المؤتمر هو أن يجمع كل المعنيين بصناعة ريادة الأعمال بمصر والعالم العربي بل والعالم لتبادل الأفكار ونشر ثقافة جديدة في العالم العربي ولدفع الشباب علي تبني أفكارهم وتنفيذها وإقامة شركات ناشئة تطرح خدمات ومنتجات تلبي حاجة المجتمع وتسهم في توفير فرص عمل ودعم الاقتصاد. المهندس خالد إسماعيل نموذج آخر لرواد الأعمال والذي نجح علي مدي السنوات الثلاثين الماضية في طرح ابتكارات مجال قطاع الاتصالات اللاسلكية وهو ما دفع شركة إنتل لاستحواذ شركته في عام2011 في واحدة من أهم الصفقات التكنولوجية في مصر والمنطقة العربية ونظرا لإيمانه بثقافة ريادة الأعمال فإنه حاليا يعمل علي تدريب العشرات رواد الأعمال الشباب علي إنشاء شركاتهم وتنفيذ أفكارهم.
حلبة للمنافسة بين الشركات الناشئة
من الفعاليات الطريفة التي أقيمت بالقمة منافسة بين الشركات الناشئة في إطار أشبه بمباريات الملاكمة حيث يتباري متنافسون من الشباب من رواد الأعمال علي عرض مدي أهمية مشروعهم الابتكاري ومدي جدواه للسوق المحلي والدولي وقدرتهم علي بيع أفكارهم وذلك في حضور لجنة من المحكمين من أصحاب الخبرات الدولية في تدريب رواد الأعمال وتمويلهم المسابقة والمعروفة دوليا باسمgetinthering تتم لأول مرة بمصر وفاز بها محليا شركتان الأولي معنية بتحليل البيانات والمحتوي علي شبكات التواصل الاجتماعي لدعم الشركات في حملاتها الدعائية أما الفائز الثاني فهو يسين عبد الغفار رئيس شركة ناشئة تعمل في مجال إنشاء محطات للطاقة الشمسية وسيشارك الفائزون في مسابقة إقليمية مثيلة بالسعودية والفائز منها سيشارك في المسابقة الدولية بكولومبيا والتي ستتيح للحاضرين وكذلك الفائز الحصول علي دعم وتمويل من كبار المراكز البحثية والشركات الصناعية الكبري عالميا.
شركات ناشئة في مجال الفضاء
من الجلسات المهمة التي أقيمت علي هامش الملتقي تم استضافة أكرم عبداللطيف أول مصري مرشح ليكون رائد فضاء في عام2017 حيث تحدث عن التدريبات التي يقوم بها حاليا والتي تتضمن الغوص والطيران. أكرم حاليا باحث دكتوراة بجامعة ميونخ التقنية كما أنه متدرب بمركز الفضاء الأوروبي مرشح ليكون رائد فضاء في برنامج( بوسم) وهو برنامج مدعم من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا يعمل البرنامج علي إرسال الباحثين من رواد الفضاء إلي طبقة ميزوسفير لإجراء عدد من التجارب العلمية وسيقوم أكرم بإجراء عدد من التجارب المرتبطة بالفصيل الجيني الرابع للفيروس الكبدي سي أملا في فهم الفيروس بصورة أكبر مما نعرفه اليوم. كما تحدث نادر صبري وهو مصري كندي ومؤسس لإحدي الشركات الناشئة المعنية بالتكنولوجيا المستخدمة في الفضاء عن تطوير نماذج من سجادة الصلاة مستوحاة من تصميم بدل رائد الفضاء حيث إنها تقلل من آلام الركبة عند السجود بسبب الاحتكاك بالسطح الصلب كما أنها مضادة للبكتيريا والجراثيم. وأوضح نادر أن هذا الابتكار حاصل علي اعتماد وكالة ناسا للفضاء وأن هناك الكثير من الابتكارات التكنولوجية التي تقوم بها وكالات الفضاء والتي يمكن الاستفادة بها وتطبيقها كما أن هناك فرصا كبيرة للشباب في مصر والعالم العربي المعنيين بتقنيات الروبوت والتي يتم الاعتماد عليها حاليا في رحلات استكشاف الكواكب حيث يمكن للشباب التباري في تصميم نماذج للروبوت وتجربتها في بيئات مشابهه للكواكب مثل البحار والصحاري كما من المتوقع خلال السنوات القادمة أن تزدهر صناعة الرحلات السياحية للفضاء وتشجيعا للاهتمام بعلوم وتكنولوجيات الفضاء أطلق مبادرة علي الإنترنت بعنوانget2space لتشجيع محبي علوم الفضاء علي التعلم وربما السفر في يوم ما للفضاء.
شركات ناشئة بقطاع الخدمات الصحية
كما عقدت جلسة خاصة عن فرص الشركات التكنولوجية الناشئة في البحوث والخدمات الصحية مثل دراسات تسلسل الجينوم وجمع البيانات, وكما أوضح المتحدثون فإن مجال الرعاية الصحية في مصر يقدر ب14 مليار جنيه و هو في نمو مستمر بسبب الزيادة السكانية و زيادة الوعي الصحي. وبما أن الحكومة لا تملك التمويل الكافي لتغطية هذه الاحتياجات فإن هناك فرصا استثمارية هائلة للشركات التكنولوجية فيما يعرف زيادة الوعي والوقاية من الأمراض. فعلي مدار مدي السنوات القليلة الماضية ظهرت عالميا عدة ابتكارات تكنولوجية من أقمشة مضادة للبكتيريا ومنتجات يمكن إرتداؤها للتنبيه الدوري للحالة الصحية للمريض منها جهاز الموجات فوق الصوتية الذي يمكن توصيله بالهاتف الذكي أو الأجهزة التي يتم زرعها للتحكم في نسبة الأنسولين في الدم لمرضي السكر دون أي حقن. كما يتم عملتسلسل الجينوم اليوم للتقليل من التكلفة بشكل هائل مقارنة بالتكلفة منذ عشر سنوات مما يسمح للأطباء بتحديد الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الأطفال حديثو الولادة للبدء بالعمل علي وسائل الوقاية.

148 عاما علي مولده
طلعت حرب
أول رائد اعمال مصرى
يعد طلعت حرب المولود يوم25 نوفمبر1867 هو رائد الاقتصاد المصري في العصر الحديث كما أنه النموذج العملي لرائد الأعمال فهم مؤسس لأكثر من22 شركة في مختلف القطاعات الصناعة والخدمة والثقافية ولقب ب أبو الاقتصاد المصريحيث عمل علي تحرير الاقتصاد المصري من التبعية الأجنبية وساهم في تأسيسبنك مصروالعديد من الشركات العملاقة التي تحمل اسم مصر مثلشركة مصر للغزل والنسيجومصر للطيرانومصر للتأمينو مصر للمناجم والمحاجر ومصر لصناعة وتكرير البترولومصر للسياحةوستديو مصروغيرها.
ولد بالقاهرة وتخرج من مدرسة الحقوق عام1889والتحق للعمل كمترجم بالقسم القضائي بالدائرة السنية ثم أصبح رئيسا لإدارة المحاسبات ثم مديرا لمكتب المنازعات حتي أصبح مديرا لقلم القضايا. و في عام1905انتقل ليعمل مديرا لشركة كوم إمبو بمركزها الرئيسيبالقاهرة, ثم مديرا للشركة العقارية المصرية والتي عمل علي تمصيرها حتي أصبحت غالبية أسهمها للمصريين, حاولت الشركة المالكةلقناة السويستقديم مقترح لمد امتياز الشركة50 عام أخري, إلا أن طلعت حرب ساهم في حشد الرأي العام لرفض ومعارضة هذا المقترح, والتي نجحت لاحقا بعد قيام مجلس النواب برفض هذا المقترح.
ولقد شارك طلعت حرب فيثورة1919 وبعدها بدأت تتبلور فكرة البنك حيث ساهم في إنشاء شركة التعاون المالي بهدف الإقراض المالي للمصريين, ومع انتشار دعوته التف حوله الكثيرون ونجحوا في تأسيس بنك مصر عام1920, وتوالت العديد من المشروعات الاقتصادية الكبري داخل وخارج مصر, إلا أنه في عام1940 تعرض البنك إلي أزمة مالية كبيرة تحت ضغط كل من الحكومة المصرية وسلطات الاحتلال الإنجليزي, ورفضالبنك الأهليمنحه قروضا بضمان محفظة الأوراق المالية, وعندما لجأ طلعت حرب لوزير المالية اشترط وقتها أن يترك منصبه لعلاج الأزمة, مما أضطره علي الاستقالة من البنك عام.1939
كان لدي طلعت حرب بعض المؤلفات, مثل: مصر وقناة السويس و تاريخ دول العرب والإسلام, كما كان من أعضاء الجمعية الجغرافية, وتوفي طلعت حرب عام1941مفي قرية تابعةلفارسكوربدمياط.
ومن أهم المشروعات التي ساهم طلعت حرب في تأسيسها:
1907: ساهم في تأسيسالنادي الاهلي المصري100 جنيه
1920بنك مصر, رأس مال000,80 جنيه
1922: شركة مصر للطباعة, رأس مال000,5 جنيه
1923: شركة مصر لصناعة الورق, رأس مال000,30 جنيه
1923: شركة مصر لحلج القطن, رأس مال000,30 جنيه
1925: شركة مصر لصناعة السينما( ستديو مصر), رأس مال000,15 جنيه
1926: الشركة المصرية العقارية, رأس مال000,116 جنيه
1926: بنك مصر الفرنسي رأس مال5 ملايين جنيه
:1927شركة مصر للغزل والنسيج, رأس مال000,300 جنيه
1927: شركة مصر لمصايد الأسماك, رأس مال000,20 جنيه
1927: شركة مصر لغزل الحرير, رأس مال000,10 جنيه
1927: شركة مصر للكتان, رأس مال000,45 جنيه
1929: بنك مصر سوريا, رأس مال مليون ليرة سوري
1930: شركة مصر للنقل والشحن, رأس مال000,160 جنيه
1932: شركة المصنوعات المصرية, رأس مال000,5 جنيه
1932: شركةمصر للطيران, رأس مال000,40 جنيه
1934: شركةمصر للسياحة, رأس مال000,7 جنيه
1934: شركة المصريون للجلود والدباغة
1935: شركة مصر للمناجم والمحاجر, رأس مال000,40 جنيه
1937: شركة مصر لصناعة وتكرير البترول, رأس مال000,30 جنيه
1938: شركة مصر للصباغة برأس مال000,250 جنيه
1940: شركة مصر للمستحضرات الطبية والتجميل, رأس مال000,10 جنيه