شهد عام 2015 ظاهرة نادرة، هى حلول ذكرى المولد النبوى الشريف مرتين، حيث حلت الأولى فى 3 يناير بينما ستحل علينا الذكرى نفسها للمرة الثانية فى 23 ديسمبر من العام نفسه، وتلك ظاهرة تتكرر مرة كل 33 سنة، والسبب فى ذلك هو ببساطة أن السنة الهجرية أقل من الميلادية بنحو 11 يوماً، ومعنى ذلك أنه كلما وجدت التواريخ الهجرية فى أول 11 يوماً من السنة المالية فإنها سوف تتكرر مرة أخرى فى نهاية السنة الميلادية نفسها. وللمرة الثانية هذا العام سوف يحتفل المسلمون 1٫658 مليار مسلم يمثلون 23،5% من إجمالى سكان العالم 7٫200 مليار نسمة فى 23 ديسمبر الحالى الذى سيوافق 12 ربيع الأول عام 1437 بذكرى سيد الخلق الذى رباه ربه على عينه وأدبه فأحسن تأديبه وجعله على خلق عظيم، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) الذى تلقى الوحى القرآنى من ربه، فأصبح قدوة يقتدى به كل من يريد نجاحا وسعادة فى الدنيا والأخرة معا ومثلاً أعلى فى شجاعته وعدله وصدقه وحزمه وحنكته وعفوه عند المقدرة وصبره على المكاره وجوده وكرمه، فقد فضله ربه على الأنبياء فأرسله رحمة للخلق كافة وختم به النبيين وآتاه جوامع الكلم وجعل له الأرض مسجداً وطهوراً وأحل له الغنائم وجعله أول شافع وأول مشفع وقبل ذلك كله جعل الشهادة بنبوته ركناً من أركان الاسلام، فجاء رحمة وهداية للبشر أجمعين. ففى الثانى عشر من ربيع الأول عام الفيل الموافق حينذاك 20 ابريل لعام 571م ولد محمد بن عبدالله الذى ينتهى نسبه الى سيدنا إسماعيل، فكان أسعد يوم أشرقت فيه الشمس، فقد ولدته أمه بعد وفاة والده ببضعة أشهر فنشأ يتيماً، ثم تموت أمه وعمره ست سنوات ثم جده عبدالمطلب وعمره ثمانى سنوات، ويتولى عمه أبو طالب رعايته ليعمل بالرعى فى طفولته ثم بالتجارة فى ريعان شبابه، وبسبب امانته ونجاحه فى التجارة خطبته السيدة خديجة التى كانت تعمل بالتجارة فتزوجها وكان عمره 25 عاماً وعمرها 40 سنة، فكان أمينا على مالها وتجارتها فى حياتها ومماتها فأطلق على عام وفاتها عام الحزن،. ومن الروايات أنه يوم مولد محمد (صلى الله عليه وسلم) سقطت 100 غرفة من قصر كسرى واهتز عرشه وانطفأت نيران فارس التى كان يعبدها المجوس، وفى الثالثة من عمره شق ملكان صدره وأخرجا من قلبه «علقة الشيطان» السوداء وغسلا قلبه بالماء والبرد حتى أنقياه، ويروى أن راهباً اسمه (بحيرا) بأرض الشام كان على علم بما بشرت به التوراة والإنجيل بقدوم النبى قد خرج من صومعته واستقبل قافلة التجارة القادمة من مكة والتى ضمت أبا طالب وابن اخيه محمداً (12 سنة) وطلب من ابى طالب ان يعود بمحمد الى مكة محذراً من خطر اليهود عليه بعد أن كانت تظلله الغمامة وتنحنى له الشجرة وظهر خاتم النبوة أسفل كتفه، وعندما تناحرت قبائل قريش على من يحمل الحجر الأسود عند إعادة بناء الكعبة، قبلت بحكم وحكمة الأمين محمد وكان عمره عندئذ 35 عاماً بأن أتى بثوب ووضع فيه الحجر الأسود وطلب من كل قبيلة أن تمسك بطرف من الثوب الذى رفعه ووضع الحجر الأسود للبناء عليه. إننى أدعو المسلمين وهم يحتفلون بهذه الذكرى العطرة بأن يتمسكوا بدين الله وسنة نبيه واذكاء روح الإسلام الوسطى حتى لايخسروا أكثر مما خسروا، كما أدعو المصريين جميعاً فى تلك المرحلة الصعبة التى تعيشها مصر، الى المزيد من حشد طاقتهم فى العمل والإنتاج ورفعة وطنهم مصر . لمزيد من مقالات فرحات حسام الدين