خمسة أيام مضت من فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الدولى للفيلم بمراكش ، ومنذ ليلة الافتتاح التى انطلقت الجمعة الماضى يلمس جمهورالحدث السينمائى الاهم فى المغرب ان كل شىء يسير نحو استمرار النجاح الذى يحققه المهرجان منذ انطلاقته سواء بتميزه باختيار افلام صنعتها ابداعات عقول شابة واعدة من مختلف انحاء العالم وسيكونون هم قادة الفكر السينمائى العالمى فى المستقبل كما يتميز أيضا المهرجان كالعادة بحضور قامات السينما ومنهم المخرج الأمريكى الكبير فرانسيس فورد كوبولا الذى يرأس لجنة التحكيم، والنجمة الهندية مادورى ديكسيت والاميركى بيل موارى والايرانى عباس كياروستامى ومن مصر النجمة يسرا والمخرجة ايناس الدغيدى وكامل ابوعلى أحد رعاة المهرجان الرئيسيين وغيرهم من صناع السينما الكبار، وتكرم هذه الدورة من المهرجان السينما الكندية، ويحضرها 25 شخصية كندية.
أفلام المهرجان تعكس شواغل وهموم الجيل الجديد من المخرجين ويتنافس على جوائز المهرجان 15 فيلما. كوبولا... ينتصر للتسامح والإسلام عندما يتحدث مخرج فى قيمة وتاريخ فرانسيس فورد كوبولا فيعنى ان هناك رسالة أراد ان يقولها للعالم فهو واحد من الأسماء التى لا تحتاج الى تقديم او تذكير، ولذلك فعندما تحدث صباح السبت خلال المؤتمر الصحفى لم يتجمل ولم يجامل وإنما ألقى على كل المتحذلقين والمنافقين ودعاة الانقسام المتأسلمين كلمات كأنها النار التى تشوى الوجوه وتحرق تنظير كل المساندين والمتعاطفين لاى نوع من الارهاب ،فقال المخرج الكبير كوبولا زالإسلام دين سمح ودين رحمة، وهو من الحضارات التى كان لها دور فى إنارة العالم، نحن بشر تجمعنا رسالة الحب» واكد كوبولا : قبل تلاوة القرآن يقول المسلمون بسم الله الرحمن الرحيم ، ولا أعتقد أن الرحمن الرحيم آله يحض على العنف والكراهية . وقال: انا الآن فى بلد مسلم واتحدث إليكم ، يجب أن تعرفوا أن القرآن دعا للرحمة كما قلنا باسم الله الرحمن الرحيم ، هذه رسالة واضحة وصريحة فالله الرحمن الرحيم لايمكن ان يحرض على العنف ومن الظلم ان نلصق ونصدر صورة عن الاسلام تسيء للمرأة ولاحترام الآخر . وقال : ما نراه الان حول العالم من ظلم لهذه الحضارة وثقافتها مردود طبيعى للصراع الذى يدبره من يحكمون العالم وأضاف كوبولا : كنت أسأل نفسى وانا شاب ، من يحكم العالم؟ تصورت انهم العلماء فى فترة ما ، ثم تخيلت أنهم الفنانون واخيرا استقر فى وجدانى ان من يحكم العالم هم شركات الانتاج الكبرى التى تصور ماتريد وتصنع الرسائل الخاصة بها وتنشر المفاهيم السياسية لمن يقفون وراءها . تكريم بيل موراى فعاليات المهرجان افتتحت بتكريم النجم الأمريكى بيل موراى وقامت المخرجة صوفيا كوبولا، بتسليمه درع المهرجان وقالت صوفيا كوبولا :إن موراى نجم متعدد المواهب يبهرنا دائما بتقمصه الهائل لشخصياته، ووصفته بأنه «أسطورة للكوميديا» يقدم أفضل ما لديه فى أى عمل فنى كما ينجح فى إلهام الآخرين ليقدموا أفضل ما لديهم ، وقالت انه ممثل ومغن وراقص كبير يستحق التكريم. ومن جانبه أعرب بيل موراى الذى استقبله جمهور الحفل استقبالا حارا وصفق له طويلا، عن سعادته بعودته للمغرب وبوجوده بين الشعب المغربى الذى يكن له كل الحب والتقدير. وقال موراى فى كلمته إن ما حفزه لحضور المهرجان عشقه الكبير للمغرب، الذى صور فيه فيلمه «روك القصبة» الذى عرض فى الافتتاح وقال ضاحكا :عندما يحدثنى احد عن تكريمى افكر على الفور بأننى سوف أموت ، لكن ليس الآن ، فأنا قوى، وردد النجم بيل موراى عبارة عاش الملك عاش الشعب المغربى وقال: ان المغرب مدخل لمعرفة الإسلام حيث الناس، بحسب ما عرفت وقرأت عن القرآن، يعاملون الآخرين بلطف ولياقة، وهو ما يجب على الناس أن يتقاسموه مهما تكن ديانتهم. وتم عرض « روك القصبة» والفيلم استمرار لخديعة السينما الامريكية التى تدعى ان أمريكا تدعم الشعوب ولكن الحقيقة لا يظهر دعمها الا بعد ان تكون تسببت فى دمار البلاد وتدور احداث الفيلم حول مساندة مدير اعمال نجوم لموهبة غنائية من افغانستان وكيف سخرت أمريكا جيشها لانقاذ الموهبة الغنائية وجعلها تتصدر المركز الاول . وقبل عرض فيلمه «روك القصبة» فى ليلة الافتتاح طلب بيل موراى التقاط لقطة تذكارية خاصة تجمع المخرج الكبير كوبولا بأبنته صوفيا كوبولا . دعم رسمى للمهرجان الدولة المغربية مازالت تواصل دعمها للسينما ولمهرجانها الاول وقد خص الامير مولاى رشيد المهرجان الدولى للفيلم بمراكش بكلمة تصدرت كتالوج المهرجان، بصفته رئيس مؤسسة المهرجان ودعا الأمير فى كلمته السينما إلى تقديم شهادتها امام الشدائد والمحن التى تضرب عددا كبيرا من البلدان، جاعلة آلاف البشر يسعون إلى ملاجئ عدة هربا من الهمجية و العنف، معتبرا أن مهرجان مراكش سيظل فضاء لتفاعل الفن والالتزام . وعلى هامش المهرجان تم تنظيم مؤتمر صحفى لإعلان اطلاق اول فيلم بين شركة اى سى فلكس والمخرج المغربى الكبير نور الدين لخمارى بهدف تشجيع السينما المغربية بانتاجات تمثل فى المهرجانات العالمية وعرضها فى مختلف دول العالم. مادورى ديكسيت تتمنى زيارة الاهرامات التقت الاهرام النجمة الهندية الكبيرة مادورى ديكسيت وقالت أنها لن تتردد فى القيام بزيارة مصر إذا تلقت الدعوة لأنها حضارة عظيمة ، وأضافت أنه من امنيات حياتها أن ترى الاهرامات وحول اوجه التلاقى الثقافى التى ترصدها السينما المصرية ونظيرتها الهندية قالت : مصر دولة لديها صناعة سينما مهمة وتاريخها طويل ونحن كذلك ، أعتقد أنكم تشتركون معنا فى الكثير من التقاليد وعلى رأسها تقديس العائلة والمفاهيم المتعلقة بالترابط الأسرى، كما أن المصريين يشبهون الهنود الى حد كبير من حيث مقاومة الاحتلال والتنوع الدينى والثقافى. وردا على سؤال حول تقديم السينما الهندية صورة مبهجة للحياة قالت ديكسيت : الشعب الهندى يحب الحياة ويتمتعون بخفة الظل ولهذا لن تجد فيلما هنديا دون لمسة مبهجة سواء فى الاستعراض او الحوار أو الصورة ، نحن نعكس واقعنا وهويتنا ، لدينا ألف لغة فى الهند وعشرات الاديان ومع ذلك نعيش ونتعايش معا ، واجهنا الاحتلال وأزماتنا الاقتصادية وأصبحنا بلدا جيدا ، هذا فى حد ذاته شيء مبهج.