على مر العصور والأزمنة المتلاحقة عانت مصر من هجمات كثيرة لدول طامحة للسيطرة عليها ودخل شعبها فى حروب كثيرة للذود والدفاع عنها بالروح والدم على مر التاريخ، بدءا بهجمات التتار لإخضاع مصر المحروسة مرورا بالحملات الفرنسية والإنجليزية وصولا الى حروب الجيل الرابع والخامس التى نلمسها جميعا لتقسيم الشرق الأوسط وفى مقدمتها مصر التى افشلت مخططات الدول الغربيةوأمريكا بثورة 30 يونيو، الا ان المحاولات مستمرة وتنتقل من السياسة الى الاقتصاد والتجارة لمحاصرة مصر ومنعها من طريق التقدم الذى تسلكه حاليا الا ان الكيد انتقل أخيرا الى الرياضة ممثلا فى سحب الاتحاد الدولى للاسكواش برئاسة الهندى رامى راماشندران تنظيم بطولة العالم من مصر للناشئين فى يوليو الماضى لأسباب غير واضحة ونقلها الى هولندا. وحاليا بعد إسناد الاتحاد الدولى تنظيم بطولة العالم لفرق الاسكواش للرجال بالقاهرة والتى كان من المفترض ان تقام فعاليتها بعد عدة ايام بعد ان جرت الخطوات التنفيذية استعدادا للحدث بالشكل الذى يليق بسمعة مصر وتاريخها العريق امام جميع دول العالم، نجد 11 دولة أعلنت انسحابها على مرحلتين وكان السيناريو متفقا عليه فيما بينهم حيث نجد ثلاثة دول أوروبية من حلف الناتو تنسحب من الحدث العالمى وهى إنجلتراوفرنسا وألمانيا بالاضافة الى فنلندا تعلن اعتذارها عن المنافسات والغاء سفر بعثاتها الرسمية لأسباب غامضة . بالاضافة الى اعلان أمريكا وكندا الاعتذار عن عدم المشاركة فى الحدث العالمى بدون أسباب مقنعة وقبل انطلاق البطولة بعشرة ايام.. وبعد يومين فقط أعلنت خمس دول اخرى انسحابها وهى جنوب افريقيا والمكسيك وأستراليا وسويسرا والارجنتين وهونج كونج وذلك بهدف إرسال رسالة الى الاعلام الغربى ان مصر غير آمنة ولاتستطيع تنظيم الأحداث العالمية وان هناك مخاوف على وجود بعثات الدول الغربية وعلى رأسها أمريكاوإنجلترا فى مصر حتى ولو كان الحدث رياضيا ولا يتعلق بالسياسة. لكن المفارقة الغريبة التى تكشف كذب هذه الرسالة وخباثة المقصد ان لاعبى تلك الدول حضروا الى القاهرة وشرم الشيخ فى عدد من البطولات الدولية الفردية بهدف المنافسة من ناحية وتحسين ترتيبهم العالمى وحصد الجوائز المالية من ناحية اخري. وعلى الرغم من وصول تقارير صحفية من الاتحادات الأهلية للاسكواش تسعى الى تنمية الفكرة بالاعتذار عن البطولة بهدف إفشالها وسحبها من مصر الى دولة اخرى لإحراج مصر رياضيا امام العالم ومن ثم إرسال رسالة اخرى للخارج بصعوبة تنظيم حدث صغير مثل مونديال الاسكواش من ناحية واستحالة إقامة البطولة بمشاركة 12 دولة فقط من أصل 23 لارسال رسالة من نوع اخر تؤكد الرسالة الأولى وهى استحالة إقامة البطولة فى مصر حتى ولو اتخذ اتحاد الاسكواش المصرى قرارا بتأجيلها كما حدث منذ يومين فقط . الا ان الاتحاد الدولى للاسكواش أكد تفهم الموقف المصرى بالموافقة على تأجيل البطولة لأجل غير مسمى حتى لايكون قراره سحب البطولة من مصر متسرعا وفضحوا فى نفس الوقت فى سيناريو مشابه تماما وبنفس الخطوات التى سبقت تنظيم القاهرة لمونديال الناشئين الذى كانت مقررة إقامته خلال يوليو الماضى وتم سحب البطولة من مصر فى اللحظات الاخيرة رغم زيارة أعضاء الاتحاد الدولى للقاهرة للتفتيش على ملاعب البطولة بالأهلى والجزيرة وكذلك فندق الإقامة للتأكد ان كل شيء يسير وفقا للخطة التى وضعها الاتحاد الدولى ذاته. ولكن فجأة اعتذرت ست دول وتم إسناد البطولة الى هولندا فى اللحظات الاخيرة وبدون مخاطبة مصر فى تجاهل تام للاتحاد المصرى للاسكواش ويومها اعترض رئيسه عاصم خليفة منتقدا الأسلوب الذى انتهجه الاتحاد الدولى فى طريقة تعامله مع دولة بحجم مصر فى الاسكواش تنظم العديد من البطولات الدولية كل عام وهو الامر الذى لم يلق اهتماما من مسئولى الاتحاد الدولى حينذاك . الطريف ان موقف الدول المنسحبة كان محل استهجان واعتراض من بعض لاعبى المنتخبات المشاركة حيث يقول كابتن منتخب إنجلترا نيك ماثيو المصنف الثالث عالميا: «كنت متطلعا للحضور الى القاهرة مع زملائى من اجل الحفاظ على لقب بطولة العالم الذى أحرزناه منذ عامين ولم اتفهم حتى الان الدوافع والاسباب التى دفعت الاتحاد الانجليزى الى الانسحاب من البطولة لكن فى الوقت نفسه لابد ان التزم بقرار بلادي» . بينما قال الفرنسى جريجورى جوتيه بطل العالم الحالى وكابتن منتخب فرنسا: انه من المؤسف عدم الحضور الى القاهرة والمنافسة على لقب المونديال الذى ننتظره كل عامين ، فقد لعبت فى القاهرة عدة مرات خلال الفترة الماضية وكذلك الغردقة والجونة والأمور كانت تسير بصورة جيدة من الناحية الأمنية والتنظيمية . بينما هاجم طارق مؤمن عضو المنتخب الوطني، فكرة انسحاب العديد من الدول المشاركة الواحدة تلو الأخري، مشيرا الى ان جميع لاعبى الفرق حضروا عدة مرات فى بطولات فردية ولم يعترض احد، فلماذا عندما يتعلق الامر بحضور الفرق كجماعات وليست أفرادا . وتساءل مؤمن: لو كانت الأسباب بعدم الحضور تتعلق بإرهاق اللاعبين لكثرة سفرهم من بطولة الى اخرى خاصة خلال الشهرين الماضيين لكان الامر مقبولا لكن أسباب الغياب لعدم الأمان فاعتقد انها أسباب ضعيفة . وكان الاتحاد الدولى قد وضع مصر على قمة الدول المرشحة للفوز باللقب وذلك قبل اعلان الدول ال 11 اعتذارها لتأكيد قوة المنتخب الوطنى المكون من: محمد الشوربجى المصنف الثانى عالميا وعمر مسعد المصنف الرابع ورامى عاشور المصنف السادس وطارق مؤمن المصنف العاشر فى الترتيب العالمي، حيث سيكون الرد ابلغ وأقوى داخل الملعب أينما كانت البطولة.