فى خطاب تليفزيونى نادر من المكتب البيضاوي، حاول الرئيس الأمريكى باراك أوباما طمأنة الأمريكيين فى أعقاب الهجوم الإرهابى فى سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الذى أودى بحياة 14شخصا، دون الإعلان عن أى إجراءات جديدة أو تعديلات مقترحة على استراتيجية مكافحة الإرهاب. ودعا أوباما الأمريكيين خلال كلمته التى استمرت 14 دقيقة إلى عدم الاستسلام إلى الخوف، دون الإعلان عن مبادرات جديدة، أو أى من الإجراءات الخاصة باستراتيجية مكافحة الإرهاب والحرب ضد داعش، مكتفيا بتجديد تعهده السابق بملاحقة الإرهابيين فى أى مكان، والقضاء على التنظيم الإرهابى. وقال أوباما إن «التهديد من الإرهاب حقيقي، لكننا سنتغلب عليه، وسندمر داعش وأى منظمات أخرى تحاول إلحاق الأذى بنا»، مضيفا أن «استراتيجية محاربة الإرهاب وداعش وضعها مخططون استراتيجيون عسكريون وتجرى مراجعتها بشكل مستمر». إلا أنه وفى الوقت نفسه أعلن رفضه المشاركة فى حرب برية مكلفة وطويلة مثل تلك التى خاضتها الولاياتالمتحدة فى العراق وأفغانستان. وأوضح أوباما أنه منذ وقوع هجمات باريس الإرهابية، عززت الدول الحلفاء من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا مساهماتهم فى الحملة العسكرية التى تقودها الولاياتالمتحدة ضد «داعش»، وهو ما سيساهم فى تكثيف الجهود لتدمير هذا التنظيم الإرهابي. وأشار إلى أن الغارات الجوية التى تم شنها ضد مواقع تنظيم داعش فى العراق وسوريا تمكنت من القضاء على قادة التنظيم الإرهابى وعلى أسلحته الثقيلة وما يمتلكه من شاحنات بترول وبنيته الأساسية. وفى السياق نفسه، وصف أوباما هجوم كاليفورنيا الأخير بأنه «عمل إرهابي» تم تدبيره لقتل أشخاص أبرياء. ودعا الكونجرس إلى تمرير إجراءات أكثر صرامة لمراقبة الأسلحة النارية، بما فى ذلك إجراء من شأنه أن يمنع المدرجين على ما يسمى بقائمة حظر السفر الجوى من شراء البنادق، وفرض قيود تجعل من الصعب على الناس شراء أسلحة هجومية. كما دعا الكونجرس لمراجعة برنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول الذى استخدمه منفذا حادث سان برناردينو لدخول الولاياتالمتحدة، حيث تسمح الولاياتالمتحدة لمواطنى 38 دولة دخول أراضيها دون تأشيرة للإقامة مدة 90 يوما. وقال أوباما إن القاتلين المزعومين، وهما سيد رضوان فاروق، وزوجته الباكستانية الأصل، تاشفين مالك، أصبحا أكثر تطرفا على ما يبدو، ولكنهما لا ينتميان إلى جماعة إرهابية منظمة. وقال أوباما إن الحرب على الإرهاب دخلت مرحلة جديدة خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت أجهزة المخابرات أكثر مهارة فى منع الهجمات المنظمة على نطاق واسع مثل تلك التى وقعت فى 11سبتمبر 2001، وبدلا من ذلك لجأت المنظمات الإرهابية إلى إلهام أنصارها على الشبكة العنكبوتية لتنفيذ هجمات أصغر. وأضاف الرئيس الأمريكي»نرى جهودا متزايدة من الإرهابيين لتسميم عقول الناس مثل منفذى هجوم ماراثون بوسطن وقتلة سان برناردينو»، مشيرا إلى ضرورة مساهمة شركات التكنولوجيا فى وادى السيليكون فى مساعدة أجهزة الأمن ورصد وإيقاف «الإرهابيين» وتآمرهم عبر مواقعه التواصل الاجتماعي. وحذر أوباما من المبالغة فى رد الفعل إزاء تهديد المتشددين فى الداخل، وقال «لا نستطيع الانقلاب على بعضنا بالسماح بوصف هذا القتال بأنه حرب بين أمريكا والإسلام». غير أنه وجه فى المقابل رسالة حازمة إلى المسلمين قائلا أنه لا يمكننا إنكار واقع أن أيديولوجية متطرفة انتشرت فى بعض المجتمعات المسلمة .. هذه مشكلة جدية يتعين على المسلمين التصدى لها دون أى أعذار». وعلى صعيد متصل، وجه الجمهوريون انتقادات حادة لكلمة أوباما، واصفين إياها ب«الضعيفة وغير الكافية». وقاد حملة الانتقادات السيناتور ماركو روبيور مرشح الرئاسة الجمهورى المحتمل، الذى قال إن الخطاب لم يهدئ من مخاوف الأمريكيين تجاه تنظيم داعش والتهديدات الإرهابية، وأضاف - فى تصريحات لشبكة فوكس نيوز - أنه يخشى من أن الخطاب ربما جعل الأمور أسوأ فى أذهان الكثير من الأمريكيين. ومن جانبه، علق الملياردير دونالد ترامب المرشح الرئاسى الجمهورى على الخطاب فى تغريدة له على موقع تويتر، قائلا»هل هذا كل ما عنده؟ نحن فى حاجة إلى رئيس جديد سريعا»، فيما كتب لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ السيناتور جون ماكين فى تغريدة أخرى أن «خطاب أوباما فشل مرة أخرى فى عرض أى استراتيجية واضحة لهزيمة تنظيم داعش».