وإعادة استكمال المسلسلات الدراميه الخالدة والناجحة بأجزاء جديدة ظلت قضية خامدة لم يسمع لها صوت حتي جاء خبر استكمال جزء سادس من المسلسل الشهير والناجح "ليالي الحلمية" لتتنوع الآراء بين مؤيد ومعارض صلاح السعدني وعادل امين ويصبح الموضوع هو الشغل الشاغل للوسط الفني وخصوصاً النقاد منهم ، فالمسلسل تحديداً له ظروف خاصة ، لأن كاتبه أسامة أنور عكاشة ومخرجه حافظ إسماعيل غادرا عالمنا مند سنوات ليتم الإعلان عن إستكمال المسلسل بأيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين ككتاب للسيناريو ومجدي أبو عميرة كمخرج ، وهو مازاد حدة الإنقسام وفتح قضية إعادة المسلسلات القديمة الناجحة الخالدة بأجزاء جديدة ، فالبعض يؤيد التجديد والخلق والإبتكار ويرون أن الإستكمال يعد إستغلال وإستسهالا ، وفريق أخر لايري للفن قيود ويتركون الحكم للجمهور بعد العرض.. وعن الموضوع بصفة عامه ومسلسل ليالي الحلمية بصفة خاصة أجرينا تحقيقاً شمل نقاد وفنانيين وأطرافا لهم علاقة بالجزء السادس من مسلسل (ليالي الحلمية). حول الموضوع تقول الفنانة إلهام شاهين والتي كانت إحدي بطلات المسلسل المهم: لا أحبذ التكرار والإعادة في موضوع درامي وأميل للتجديد بصفة عامة ، وبخصوص تصوير الجزء السادس من مسلسل "ليالي الحلمية" فلا أدري لماذا يتم تقديم جزء جديد يحمل إسم المسلسل العريق رغم وفاة المخرج والكاتب ، ولماذا إستخدام إسم ليالي الحلمية بالذات ، و عموماً المسلسل لم تكتمل كتابته ولم أطلع عليه ولم يعرض عليَ من الأساس كما أشيع ولم أشاهده حتي أبدي رأياً فيه. ايمن بهجت قمر ونسرين عكاشة ومحمود شميس بعد توقيع العقد ويقول الكاتب أيمن سلامة :أنا شخصيا لا أشجع فكرة تكرار مسلسلات الأجزاء وأعتبرها استثمارا للنجاح السابق وأعتبرها أيضا نوعا من عدم القدرة علي الابتكار بأفكار جديدة خاصة أن العمل الدرامي يصل الي 30 حلقة بالكاد , كما أنني أعتبر هذه النوعية من الدراما استيراد من الخارج مثل المسلسلات الطويلة سواء التركي أو غيرها ومن الأجدر العودة للدراما السباعية والسهرات التليفزيونية التي كانت لاتعطي احساس للمشاهد بالملل. ويقول الناقد طارق الشناوي: موضوع تصوير جزء سادس من مسلسل (ليالي الحلمية) يحتاج لتأني ممن يحكم علي القرار فليس من العدل الحكم مسبقا علي نجاح هذه التجربة أو فشلها فبالرغم من أن التجارب السابقة لمثل هذه النوعية من مسلسلات الأجزاء باءت بالفشل فانه هناك أعمال يكتب لها النجاح أيضا ويحضرني الآن مسلسل (حدائق الشيطان) الذي تستعد أسرته لاستكمال جزء جديد منه من تأليف ناصر عبد الرحمن وذلك بعد وفاة الكاتب الكبير محمد صفاء عامر وهي في رأيي مهمة محفوفة بالمخاطر لأن الجمهور مشبع بأبطال الأجزاء السابقة ونجاح المسلسل بأبطاله الذي ارتبط بهم الجمهور وهناك أيضا أعمال مشابهة لم تلق النجاح مثل الزوجة الثانية وريا وسكينة فهده النوعية لم تفشل في رأيي ولكن الجمهور يرفض قبول أي فنان آخر غير الذي تعلق في به في ذهنه وأعتقد أن العائق في مسلسل ليالي الحلمية هو نجاح نجومه في الأجزاء السابقة وتعلق الجمهور بهم خاصة أن الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة في الجزء الخامس لم يشهد النجاح مثل الأجزاء السابقة وفي رأيي الشخصي أن التجربة مليئة بالمخاطر. مجدي أبوعميرة وتقول الناقدة ماجدة خير الله: المسلسل ملك صانعه الذي خلق الشخصيات واختار المكان والزمان وحدد العلاقات بين الأفراد، وأري أن الأعمال التي يتم إستكمالها حاليا عبر أجزاء جديدة هي المسلسلات التي لم تحسم صراعاتها ومازالت ممتده، وإذا رأي الكاتب أن هناك امتدادا للشخصيات والأحداث فمن حقه أن يقدم أجزاء جديدة من العمل كما فعل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة في مسلسل ليالي الحلمية والذي كتب منه خمسة أجزاء وعندما رأي أن الأحداث توقفت والصراعات لا إمتداد بها توقف عند الجزء الخامس ، ولو كان يري أن هناك إمتداد لجزء سادس لفعل ، لكنه أنهي العمل عند الجزء الخامس وقدم أعمالاً أخري بعدها لما يزيد عن 15 عاماً ، لذلك أستغرب وجود جزء جديد بكاتب آخر ومخرج أخر ، ولا أجده إلا إستغلالاً لإسم ناجح ، فلو إفترضنا أن الجزء السادس هو إستكمال للأحداث بشكل جديد وعصري فهو أمر غير منطقي لأن الظروف تغيرت والزمن إختلف ، فلو إفترضنا أن الأحداث ممتدة إلي اليوم فبالتأكيد أحفاد أبطال المسلسل الأصلي سيعيشون اليوم في قصور وفلل وكومباوندات بعيداً عن الحلمية ، وإستمرارهم في العيش هناك إلي اليوم غير منطقي ، وكذلك الزمان والصراعات الموجودة كلها ستتغير وستبتعد عن المكان والزمان الأصليين للمسلسل ، وفكر أسامة أنور عكاشة بخبرته وتاريخه الطويل بالتأكيد مختلف عن فكر أيمن بهجت قمر وسيكون هناك تفاوت كبير بين المسلسل الأصلي والمسلسل الذي يتم الإعداد له الآن ، ولو كانت الأحداث مختلفة عن المسلسل الأصلي فلماذا إختيار إسم "ليالي الحلمية" بالذات. وتقول الناقدة عزة هيكل: لا أحبذ تكرار عمل وكتابة جزء جديد من مسلسل رحل كاتبه الأصلي أو مخرجه وإستكماله بآخرين ، فلكل مبدع وكاتب وجهة نظره الخاصة به وطريقة معينة في المعالجة وفكره الخاص في الإبتكار والإبداع ، ولكن في المطلق الفن يتحمل إعادة نفس الفكرة بوجهات نظر معينة ونفس النص برؤي مختلفة ، وأكثر النماذج في ذلك شيوعاً أعمال مسرحية مثل هاملت ونيرون وغيرها من الأعمال التي نُفذت ومازالت تنفذ بمعالجة كتاب مختلفين ووجهات نظر مخرجين متعددين، ومن حق أي كاتب أن يقدم تجربته ولا يمنعه أحد من ذلك، ومن حقنا أن نقيم وننقد العمل ونقيمه بعد إكتمال التجربة وعرضها ، والحكم النهائي علي أي عمل بعد أن يظهر للنور. وعن تجربته يقول المخرج مجدي أبو عميرة الذي يقوم باخراج الجزء السادس من ليالي الحلمية: منذ عرضت شركة الانتاج علي هذا الموضوع وأري اصرارا علي نجاحه وتمت مقابلتي مع الكاتب أيمن بهجت قمر وبالتعاون مع عمرو محمود ياسين فتحمست للفكرة ومضمون العمل خاصة بعد موافقة ورثة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة. وعن الجزء الجديد قال أبو عميرة: يتضمن الأحداث من عام 2005 حتي وقتنا الحالي وقد شجعني علي العمل وقبوله في الأساس تصريح ابنة الكاتب أسامة انور عكاشة بأمنية والدها بتصوير جزء سادس من العمل حيث يتناول هذا الجزء الجيل الثالث وهم الأحفاد وحتي الآن لم يتم الاتفاق مع أي فنان أو فنانة لحين الانتهاء من كتابة 10 حلقات علي الأقل من المسلسل وأطالب الجمهور بعدم المقارنة لصعوبتها لأن المعالجة الدرامية هي المضمون الأساسي وأعد الجمهور بعمل فني حقيقي ودراما مصرية جيدة بعيدة عن الاسفاف وأعتقد أن ذلك سيكون هو المعيار الأساسي لنجاح العمل.