ازرع شجرة,تطرح بكرة, يعم الخير, ثواب في الآخرة شعار رفعه القائمون علي مبادرة زراعة50 مليون شجرة فاكهة في شوارع مصر, وقد لاقت هذه المبادرة إقبال كبير في جميع أنحاء مصر. اطلق المبادرة مجموعة شباب بمحافظة الوادي الجديد ووجدت طريقها علي مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام2011 و أصبحت اليوم حقيقة ملموسة وثمار طارحة في الشوارع وأمام البيوت. ......................................................... يتحدث المنسق العام للمشروع وصاحب الفكرة الدكتور أحمد حنفي باحث في التنمية الزراعية ومؤسس اتحاد تنمية مصري قائلا: نحن مجموعة من شباب الباحثين في مختلف المجالات البحثية أنشأنا هذا الاتحاد ليصبح بمثابة كيان تنموي نقوم من خلاله بعرض أفكار لمشروعات تنموية مبتكرة نعكف علي دراستها وتقديمها للمسئولين هذه الأفكار تشمل ملفات عديدة تشكل أهمية كبري للاقتصاد القومي من أهم الملفات التنمية الزراعية الذي يعمل عليه12 باحثا لدينا. فالتنمية الزراعية بمثابة القاطرة التي بإمكانها أن تقود مصر إلي الازدهار في المستقبل القريب وتعني الاستغلال الأمثل للموارد الأرضية والمائية لتحقيق النمو الاقتصادي. هذه الموارد للأسف تتعرض لإهدار منذ سنوات طويلة ومازال مستمرا, مما أدي إلي تراكم الأزمات التي تعصف بالمنظومة الزراعية في مصر, فمساحة التعديات علي الأراضي الزراعية تتجاوز30 ألف فدان سنويا. والأخطر من ذلك ما تتعرض له الموارد المائية التي تشكل عصب الزراعة فنحن نهدر سنويا ما يقرب من1.3 مليار متر مكعب نتيجة عملية البخر التي تتعرض لها قنوات الري التقليدية لعدم إتباع الطرق الحديثة للري سواء بالتنقيط أو الرش أو الري المحوري وهو الدافع الذي جعلنا نفكر في ابتكار أفكار لمشروعات غير تقليدية, لا تكلف الدولة الكثير وتحقق التنمية الزراعية التي نفتقدها. ويضيف حنفي: من هنا بدأت فكرة المشروع القومي لزراعة50 مليون شجرة فاكهة في شوارع مصر وتم تسجيلها برقم411 لسنة2013 في مكتب براءة الاختراع التابع لجامعة عين شمس, هذه الفكرة تعالج عشوائية سياسة التشجير بالإضافة إلي مشكلة هدر الموارد المائية, فمن خلال مجموعة أبحاث ودراسات متكاملة أجريناها اكتشفنا أنه يتم الاعتماد في منظومة التشجير في الشوارع والميادين علي أنواع من الأشجار تدمر الاقتصاد الزراعي, علي رأسها نخيل الزينة الذي يعد سببا أساسيا لانتشار ذبابة الفاكهة, وأشجار الفيكس نتدا و البنجامينا و البونسيانا فقد قمنا بأحصائية وجدنا أن لدينا113 مليون شجرة زينة في شوارع مصر, من الأنواع التي تستهلك كميات هائلة من المياه تصل إلي1.3 مليار متر مكعب سنويا ومن هنا جاءت فكرة إحلال هذه الأشجار واستبدالها بزراعة أنواع من أشجار الفاكهة الموفرة للمياه ما يتيح تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة واستغلال المساحات المهدرة في الشوارع بما يعادل زراعة280 ألف فدان, وبعد إجراء مجموعة من الأبحاث وقع اختيارنا علي زراعة أشجار الليمون لعدة أسباب أهمها تتعلق بخصائص هذه الشجرة فهي من الأشجار الموفرة للمياه والتي تتحمل العطش وملوحة التربة وتتحمل الظروف المناخية الصعبة والتلوث الذي ينتج عن عوادم السيارات بالإضافة إلي إنها شجرة مقاومة للأمراض ولا تحتاج عناية خاصة, كما لها مظهر جمالي لافت لأنها من الأشجار المزهرة ذات الرائحة الجميلة غير أنها قابلة للتشكيل ما يجعلها تعوض وظيفة أشجار الزينة: الأهم من ذلك أن أشجار الليمون تتمتع بنظام الحماية الذاتي من خلال الشوك الذي يحافظ علي استدامة الإنتاج غير العوائد الاقتصادية التي يمكن أن تتحقق من ورائه علي ألمدي الطويل. وعن القيمة الاقتصادية للمشروع يقول حنفي أن المشروع له قيمة اقتصادية هائلة خاصة أن زراعة أشجار الليمون غير مكلفة, حيث لا يتعدي سعر الشجرة الواحدة جنية واحد وهذا في الحقيقة ليس سعرها الحقيقي, لكن بالتعاون مع بعض المشاتل وتشجيعها للمشروع تقدم الشجرة بسعر رمزي وهو جنية واحد لكن سعرها الحقيقي6 جنيهات وكأن المشروع مساهم في كل شجرة بمبلغ خمسة جنيهات ومن المتوقع أن تبدأ عوائد هذا المشروع بعد ثلاث سنوات فقط من تنفيذه لأن أشجار الليمون تثمر خلال سنتين ونصف, فمتوسط إنتاج شجرة الليمون الواحدة يتراوح مابين7 و10 كيلوجرامات في السنوات الخمس الأولي, ليتضاعف الإنتاج تدريجيا حتي يصل إلي25 كيلو جراما ما يعطينا ميزة تنافسية تسمح لنا بتصديره. ويتابع المنسق العام أنه يمكننا ذلك من إنتاج حمض السيتريك أسيد الذي يستخلص منه فيتامين سي, ويدخل في صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية والتجميلية, وهو ما نستورد الكيلو الواحد منه ب8 دولارات.لذا أجرينا دراسة جدوي ضمن فكرة المشروع لإنشاء أول مصنع ينتج هذا الحمض محليا ما يعظم عوائده التي يمكن أن تصل بعد السنوات العشر الأولي إلي1.7 مليار جنيه سنويا. ويؤكد الدكتور احمد حنفي ان للمشروع بعدا اجتماعيا مهما جدا يهدف إلي تنمية الوعي البيئي عند الناس بأهمية زراعة الطرق والممرات والترع بأشجار مثمرة أمام المنازل والمساجد والمدارس والجامعات هو في حد ذاته تغير في ثقافة المواطنين. والجميل ان المواطنين اعتبروا زراعة أشجار الفاكهة أمام منازلهم صدقة جارية. وسوف نقوم الاسبوع القادم بمشاركة شيخ من الأزهر وقسيس بزراعة شجرة أمام أحدي الكنائيس وأخري أمام احد المساجد لتقديم صورة جميلة لوحدة الشعب المصري وتماسكه. ويشرح حنفي سبب تحديد المشروع برقم50 مليون شجرة فاكهة فيقول: بحسبة علمية بسيطة وبدراسة وجدنا أن الفدان يزرع فيه حوالي20 شجرة ولو زرعنا50 مليون شجرة نكون بذلك زرعنا ما يعادل زراعة250 ألف فدان في مساحات متفرقة وزودنا المساحة الزراعية حوالي ربع مليون فدان وبدون أعباء مادية علي الدولة بالإضافة إلي تغير في ثقافة الشعب كما يدعو الدكتور أحمد حنفي منسق عام المشروع منظمات المجتمع المدني للمشاركة في المشروع, وأكد علي ان المشروع قائم من البداية علي الجهود الذاتية ولا نقبل تبرعات مادية ودور القائمين علي المشروع هو تسهيل عملية وصول شتلات الأشجار لمختلف المحافظات عن طريق التواصل مع أصحاب المشاتل والوصول معهم لسعر مناسب للناس وعمل توعية للناس عن طريقة الزراعة والعناية بالأشجار في بداية زراعتها. وأشار حنفي إلي أن العقبة الرئيسية التي تواجه المشروع هي التشريعات التي تحظر قطع الأشجار لأي سبب,فإذا بادرت وزارة الزراعة بتبني هذا المشروع يجب أن يتم إيجاد مخرج قانوني يسمح بالإحلال تدريجي لهذه الأشجار بطريقة مرحلية وفق الخطة التي وضعناها, هذه الخطة قمنا بعرضها علي لجان متخصصة من أقسام البساتين بمركز البحوث الزراعية, ولاقت ترحيبا من العديد من الخبراء, لكن اتخاذ قرار التنفيذ يحتاج إرادة سياسية وهو ما لم يتحقق بعد لأي من المشروعات التي تقدمنا بأفكارها إلي المسئولين. وعن المشروعات القادمة في مجال التنمية الزراعية التي تتبناها الحملة قال حنفي: أن هناك مشروع زراعة النخيل علي الطرق الجديدة حيث يتم تمليك كل100 نخلة للخريجين الشباب وهناك تنسيق مع الجهات المختصة للتنفيذ ومن المتوقع أن يوفر فرص عمل كثيرة للشباب. وعن عدد الاشجار المثمرة التي تم زراعتها حتي الان قال لقد قمنا بزراعة347 ألف شجرة حتي ألان في مختلف محافظات مصر من قنا وسوهاج, والأقصر, والإسكندرية ومدينة السادات في المنوفية والدقهلية والبحيرة وفي القاهرة و6اكتوبر وزهراء مدينة نصر ومصر الجديدة والعريش.