سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال انطلاق قمة باريس التاريخية أولاند: النيات الطيبة لا تصلح لمكافحة التغير المناخى.. 20 دولة غنية تطرح مبادرات للطاقة النظيفة.. وبوتين يلتقى أوباما ويرفض مقابلة أردوغان
في تجمع سياسي دولي غير مسبوق، انطلقت أمس أعمال مؤتمر المناخ بمشاركة 150 من زعماء العالم، في محاولة للتوصل إلي اتفاق تاريخي للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك في الوقت الذي تعهدت فيه 20 دولة بمضاعفة استثماراتها في التكنولوجيا النظيفة خلال السنوات الخمس القادمة. وخلال افتتاح المؤتمر، قال مانويل بولجار فيدال وزير البيئة البيروفي، الذي ترأس المؤتمر الدولي السابق حول المناخ في ليما، وسيسلم الرئاسة إلي لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي، إن «العالم يواجه تهديدين فظيعين، الإرهاب والتغير المناخي». وفي باحة المعارض في لوبورجيه بشمال باريس، التي تحولت إلي حصن عسكري بعد اعتداءات 13نوفمبر الدامية، استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرؤساء الأمريكي باراك أوباما والصيني شي جينبيج والروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تحت حراسة مشددة من قرابة 2800 شرطي وعسكري. ومن جهته، دعا الرئيس الفرنسي إلي التوصل لاتفاق ملزم للجميع لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية، ووصف القمة بالتاريخية لمواجهة تحد كبير يتمثل في مستقبل الحياة علي كوكب الأرض في الوقت الذي حصد فيه متعصبون حياة المئات علي أرض فرنسا. وأكد أولاند أن «هذه الأحداث المأساوية ترغمنا علي التركيز فيما هو أساسي، وليس من حقنا أن نستسلم للإحباط، فمكافحة الإرهاب وأيضا مكافحة التغير المناخي أمران حيويان، وعلينا أن نترك لأولادنا كوكبا صالحا للحياة بعيدا عن التصحر وارتفاع منسوب مياه البحر والفيضانات، وهي ظواهر يعاني منها الملايين وتسبب خسائر بالمليارات، فضلا عن أن الفقراء هم الأكثر تضررا، مما يدفعنا إلي التحرك باسم العدالة المناخية». ولفت الرئيس الفرنسي إلي أن تغيرات المناخ تسبب لاجئين أكثر من العدد الذي تسببه الحروب، وقال إن هناك أملا بعد أن تبني المجتمع الدولي أجندة التنمية المستدامة في سبتمبر الماضي. وأشار إلي أن كل الأطراف أعلنوا أيضا عن التزامهم من أجل المناخ إلي جانب التقدم في مجال الطاقة النظيفة، وأن اتفاقا يتعين التوصل إليه في هذا الشأن بحلول 12 ديسمبر في باريس، ويجب لإنجاح المؤتمر تحديد مسار معقول للحد من ارتفاع حرارة الأرض بمقدار درجتين أو درجة ونصف الدرجة إذا أمكن ووضع آلية مراجعة كل خمس سنوات، مع التضامن فيما بين الدول ومشاركتها جميعا في هذه الجهود، وعدم ترك الدول الفقيرة وحدها في مواجهة التغيرات المناخية وتداعياتها، وخاصة الدول والجزر الصغيرة، ويتعين أيضا أن يكون الاتفاق عالميا وملزما، وعلي الدول المتقدمة تحمل مسئوليتها وعلي الدول النامية أن يتم مساندتها في جهود التكيف ويجب تسهيل نقل التكنولوجيا. وقال إن حل المشكلة المناخية لا يكفيها النيات الطيبة، داعيا إلي عدم الاستسلام للأنانية. وفي غضون ذلك، دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قادة دول العالم إلي التحلي بالمرونة للتوصل إلي حل مرض في مواجهة التغيرات المناخية والخروج بنتائج واضحة». وفي الوقت ذاته، دعا أوباما إلي «التفاؤل حيال ما يمكننا تحقيقه». وقال إن التوصل إلي اتفاق دولي يلزم الدول الغنية والنامية بمحاربة الاحتباس الحراري يعني «أن يكون بإمكاننا التأكد من أننا نفعل الصواب من أجل الأجيال القادمة». ويهدف المؤتمر إلي التوصل إلي أول اتفاق دولي يلتزم بموجبه المجتمع الدولي بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة من أجل الحد من ارتفاع حرارة الغلاف الجوي إلي درجتين مئويتين مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية. وعلي هامش المؤتمر، أشاد الرئيس الأمريكي أوباما خلال لقاء ثنائي مع نظيره الصيني بمستوي التعاون غير المسبوق بين بكين وواشنطن من أجل التوصل لالتزامات ذات معني للحد من الانبعاثات.وفي موسكو، أعلن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا ينوي لقاء نظيره التركي رجب طيب اردوغان لكنه رجح أن يلتقي مع الرئيس أوباما، وذلك مع تصاعد الغضب الروسي حيال إسقاط طائرة تركية لمقاتلة سوخوي فوق الأجواء السورية. وفي الوقت ذاته، من المقرر أن يطلق الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء الهند تحالفا دوليا لتوليد الطاقة الشمسية يهدف إلي جعل الطاقة النظيفة والرخيصة في متناول الجميع. وفي هذه الأثناء، تشهد القمة إطلاق عدة مبادرات بمليارات الدولارات لتشجيع الاستثمارات في الطاقة النظيفة ومساعدة الدول في أن تتحول إلي خضراء. وأعلنت حكومات الاقتصاديات العالمية الكبري والبنك الدولي تقديم أكثر من 700 مليون دولار لتمويل التكيف مع التغير المناخي. ومن المنتظر أن يطلق أوباما وأولاند وبيل جيتس أغني رجل في العالم مبادرة «مهمة التجديد» لأغراض البحث والتطوير في الطاقة النظيفة. كما تعهدت 20 دولة غنية، بينها السعودية والهند والصين وإندونيسيا والبرازيل، بمضاعفة استثماراتها في الطاقة النظيفة. من جهة أخري، زار أولاند وأوباما مسرح باتاكلان في باريس تكريما لذكري ضحايا هجمات باريس.