كما هو معروف فإن التعرض للبرد يدفع الجسم لكى يقاومه حيث يستهلك نسبة أكبر من السعرات الحرارية، فيعمل الجسم على حرق الدهون ليحافظ على درجة حرارته، ويبدو ذلك أيضا أقرب فى نظرية الحمية الباردة التى تدعو إلى شرب الماء البارد فى الشتاء بهدف قسر الجسم على معادلة ذلك بحرارة مستمدة من خزين الشحوم فيه،. هذه هى الأسس التى بنيت عليها «نظرية البرد» فى إنقاص الوزن أو رجيم البرد. ورجيم البرد بات طريقة حديثة للتخلص من الوزن الزائد وآخر صيحة فى عالم الرجيم هى توصية الباحثين بالتعرض للطقس البارد بشكل منتظم يوميا لمدة ساعتين، فقد رصدوا معدلات تراجع الدهون فى أجسام أشخاص قضوا ساعتين يوميا فى درجة حرارة 17 درجة مئوية لمدة 6 أسابيع، على عكس مجموعة أخرى خضعت للدراسة ذاتها وكانوا يقضون وقتهم فى غرف جيدة التدفئة دون التعرض كثيرا للطقس البارد وأوضحت الدراسة ان نسبة «الدهون البنية» كانت زائدة بشكل واضح لدى الأشخاص الذين تعرضوا للبرد، والدهون البنية لا تسبب السمنة على عكس «الدهون البيضاء» فبينما تعمل الدهون البيضاء السيئة على تخزين الدهون فإن الدهون البنية تعمل على حرقها ولا يختلف العلم اليوم على وظيفة الخلايا البنية المتخصصة فى حرق الدهون. ويستعرض الباحث «ووتر ماركن ليشتنيبلد» من جامعة ماسترخت الهولندية وزملاؤه التجارب التى أجروها بأنفسهم على البشرية إذ راقبوا بدقة نشاط الخلايا الدهنية البنية بأنفسهم فى أجسام مجموعة متطوعين من الناس وهم يتعرضون فى الشتاء لدرجات حرارة منخفضة نسبيا، وتوصلوا إلى أن الجميع تقريبا فقدوا بعض وزنهم وكانت الخلايا البنية اللون أنشط بكثير فى افتراس رفيقتها البيضاء بهدف الحفاظ على حرارة الجسم، والمهم فى هذه التجارب هو أن البرد ينشط الخلايات البنية المتخصصة فى حرق الدهون ويؤدى أيضا إلى تقليص الأوعية الدموية فى جسم الإنسان ويعمل على دفع نظام المناعة الجسدى إلى الحركة وتنشيط الإنزيمات التى تحفز نشاط الخلايا البنية وزيادة إنتاج بروتين يقوم بتحويل الدهون البيضاء الى دهون بنية، وفى الصدد نفسه خلصت نتائج بعض الدراسات إلى افتراض أن التلاعب فى درجة الحرارة لتكوين الدهون البنية يمكن أن يكون استراتيجية واعدة فى علاج السمنة ومرض السكر حيث إن إنقاص الوزن يحسن فاعلية حساسية الأنسولين خاصة أن فصل الشتاء واستثمار طقسه البارد يعد فرصة جيدة لفقد الوزن بدلا من الاقبال على الطعام والمشروبات الساخنة و التعرض بشكل يومى له من أجل رجيم مضمون النتائج دون متاعب أو حرمان. د. عوض حنا سعد الإسكندرية