«دعنى أفوز فإن لم أستطع دعنى أكون شجاعا فى المحاولة» هذا هو نص القسم الخاص باللاعبين فى الأوليمبياد الخاص من ذوى القدرات الخاصة. قصة نجاح أبطالها 11 امرأة، استطعن إثبات أن ذوات القدرات الخاصة يستطعن التعايش بسلام داخل هذا المجتمع إذا اجتمعت الإرادة والرغبة فى ذلك. بطلات القصة هن منة عاطف، ليلى طاهر، سارة مسعود، كابتن نجلاء، والكابتن المساعد أميرة وخمس لاعبات من ذوى القدرات الخاصة. ........................................................... تقول نجلاء فتحى مديرة التربية الفكرية بإدارة شرق مدينة نصر، ومسئولة فريق كرة السلة الموحد فى العاب الأوليمبياد بلوس انجلوس: «سعدت بتدريب فريق السلة بنات المكون من خمس لاعبات من ذوى القدرات الخاصة، وثلاث لاعبات «شريك» تم اختيارهن من الجامعة الأمريكية ولاعبات بمنتخب مصر، كنت خائفة فى البداية من عدم تجانسهن نتيجة الفروق فى المستوى التعليمى والبدنى، وهو ما استشعرته منهن، فقد كن هائبات للموقف بشكل كبير، ولا يعلمن كيفية التعامل مع زميلاتهن من القدرات الخاصة، ولكنى بدأت أوضح لهن أن أولئك الفتيات لا يوجد لديهن فروق، ويحتجن فقط إلى التوجيه سواء فى اللعب من خلال مساعدتهن فى تعلم بعض الحركات أو الحياة اليومية المشتركة مثل العناية الشخصية مثلا، وكانت كل لاعبة «شريك» مسئولة عن واحدة.. ثم كانت المفاجأة بالنسبة لى أنهن يتجانس بشكل كبير ويتعرفن على بعضهن بشكل أكبر، ويكتسبن خبرات أكثر. وتضيف: لقد كان الحب هو مفتاح الوصول إلى أولئك الفتيات لأن أحاسيسهن جياشة تجاه من يعاملهن بحب والعكس صحيح، فإذا شعرن أن المدرب خائف أو ممتعض من التدريب فإن ذلك يؤدى إلى نتيجة عكسية ويصعب التجاوب معهن. وقد أدى هذا الحب إلى تأثرهن فى نهاية البطولة ووقت الوداع وانهمرت دموع الفريق ولم يرغبن فى العودة مع أمهاتهن». كما أشادت كابتن نجلاء بدور الأولمبياد الخاص لأنهم يختارون أشخاصا مختلفين فى كل مرة وبالتالى تكون الخبرة رائعة، كما أن التقسيم يتم بشكل جيد بحيث تشارك فتاة فى المستوى الخاص بها وبالتالى لا تشعر بالإحباط أو الظلم وتستطيع التأهل، وأخيرا تقول إن فكرة خروج طفل باحتياجات خاصة من منزله وعدم قوقعته فكرة رائعة بغض النظر عن المكسب والخسارة، فيكفى شعوره بأنه إنسان ويشارك فى مجتمعه كما تؤكد أن الجميع مقصرون فى حق ذوى الاحتياجات الخاصة وأولياء أمورهم. منة عاطف (لاعب شريك بالفرقة) عبرت عن سعادتها البالغة بهذه التجربة، كما أكدت أنها شرف لها أن يتم اختيارها وتعتبرها أفضل ما حدث لها خلال هذا العام وتتمنى أن تكررها، ولم تتردد لحظة فى قبول انضمامها. تقول: «أتاحت لنا المعسكرات الثلاثة التى حضرناها قبل البطولة أن نتعرف عن قرب على زميلاتنا من ذوى القدرات الخاصة، كما استمتعنا بمساعدتهن فى بعض التمرينات التى كانت صعبة بالنسبة لهن، كما سمحت لنا الأنشطة الأخرى التى نظمها بتفوق الأولمبياد الخاص مثل زيارة معالم المدينة وفترات التسوق ومشاهدة مباراة البيسبول أن نندمج أكثر معهن وتربطنا علاقات إنسانية جميلة، لذلك عند عودتنا عرضت على المسئولين استعدادى فى المساعدة فى أى أنشطة قادمة معهن سواء فى كرة السلة أو غيرها». د.عماد محيى، مدير الرياضة والتدريب بالأولمبياد الخاص الدولى، يقول إن فكرة الدمج فى الفرق الرياضية لم تكن موجودة من قبل حتى عام 99 19عندما بدأت خارج الإطار الرياضى من خلال اجتهادات إلى أن تم تقنينها، حيث كان مسموحا من قبل أن يشارك اللاعب أسرته حتى يكون بينهم نوع من التفاهم أثناء اللعب ثم سمح للمدرب بأن يشارك أيضا إلى أن بدأ وضع الإطار القانونى الذى نظم سماح اللاعبين من نفس العمر السنى والمستوى المهارى. وقد تحققت تجارب ناجحة جدا فى مصر مثل فريق الكرة الطائرة وكرة السلة وكرة القدم، حيث نظمت مصر الكأس الأقليمية لكرة القدم التى تعد من أحدى التجارب المهمة التى شجعتنا على تعميم فكرة الدمج فى باقى الألعاب الرياضية.