فتحت اللجنة البرلمانية البلجيكية المختصة بالرقابة على أداء جهاز المخابرات الداخلية »أمن الدولة » والمخابرات العامة تحقيقا داخليا على أثر تصاعد الاتهامات بوجود فشل فى التنبؤ ورصد العناصر السلفية المتطرفة التى خططت لهجمات باريس الإرهابية انطلاقا من الاراضى البلجيكية بعد اكتشاف أن ثلاثة على الأقل من المنفذين أقاموا فى حى «مولنبييك» بوسط العاصمة بروكسل دون أدنى ملاحقة أمنية، فضلا عن الاشتباه فى أن العقل المدبر للهجمات هو عبد الحميد أبو عواد، الشاب البلجيكى المنحدر من أصول مغربية والذى نجح فى الإفلات من رقابة الأمن مؤخرا. وحسبما ذكرت مجلة «مو» الناطقة بالفلامانية فى عددها الصادر أمس، فإن النائب البرلمانى ستيفان فان هيكت يطالب بفتح تحقيق مع اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق نفسها باعتبار أنها هى أيضا مسئولة عن عدم الانتباه سابقا لوجود ضعف مخابراتى لدى الأجهزة المختصة. وفى شأن متصل، أشارت كل من صحيفتى «لو سوار» و«لا ليبر بلجيك» البلجيكيتين الناطقتين بالفرنسية إلى وجود خطة حكومية قيد الاعداد لتطوير حى مولنبييك الذى يعد معقلا للفكر المتطرف بالعاصمة و تقطنه أغلبية من المهاجرين القادمين من بلدان المغرب العربى و ترتفع فيه نسبة البطالة بين الشباب على نحو يصل الى أكثر من اربعين فى المائة، مما يجعلهم فريسة سهلة للفكر الاصولى المتشدد. وأكدت مصادر أمنية غربية أن المشتبه به أبو عواد - 27 عاما - موجود فى سوريا الآن وجارى البحث عنه. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن أبو عواد هو العقل المدبر للخلية الإرهابية التى تم تفكيكها فى بلجيكا فى مطلع عام 2015، ويشتبه بتدبيره العديد من الهجمات فى أوروبا ومنها اعتداءات باريس. وذكرت الصحيفة أن أبوعواد منحدر من حى «مولنبييك»، وهو أحد المقربين لصلاح عبد السلام - 26 عاما - والذى صدرت بحقه مذكرة اعتقال دولية. وذكرت وسائل الإعلام أن أبوعواد وعبد السلام أدينا فى عمليات سطو مسلح قاما بها معا فى بلجيكا فى 2010 و2011، كما أن هناك معلومات تفيد بأن أباعواد على صلة بإرهابى آخر عائد من سوريا خطط لمهاجمة قاعات للحفلات بباريس.