أميره أنور عبد ربه : الحديث مع فنان بحجم وقيمة محمود ياسين له مذاق ومتعة خاصة فهو صاحب رؤية فنية ومدرسة ثقافية تدفعك للنظر معه في موضوعات مختلفة ولاسيعك الا ان تكون ذو اذان صاغية لتلك الموسوعة التي تركت ورائها أكثر من174 بصمة هي رصيد افلامه في السينما المصرية فماذا قال لنا في هذا الحوار؟ كيف وجدت تجربة تجسيد دور الجد علي شاشة السينما في فيلمك الجديد جدو حبيبي؟ سعيد جدآ تجربتي ومشاركتي في فليم جدو حبيبي فهو فليم اعتز به كثيرأ خاصة انه ينتمي الي الافلام الاجتماعية الانسانية حيث يهتم بقضايا الاسرة والعلاقات بينهما.... وسعادتي كبيرة للتعاون مع الثنائي الناجح زينب عزيز صاحبة القلم المتميز وعلي ادريس صاحب التكنيك والروية المختلفة وهو ما تلمسيه في افلامهما التي قدماها معآ... لكن الفيلم لم يحقق ايرادات بعد عرضه فما السبب من وجهة نظرك؟.. لان الفيلم لا ينتمي ببساطة للافلام التجارية فهو لا يحمل مواصفات الفيلم التجاري الذي تجذب الشباب للذهاب لمشاهدته فهو فيلم اجتماعي يخلو من عناصر الجذب والاثارة ولكني اراه يحمل العديد من القيم الاخلاقية والجمالية ولكن هذا هو حال السينما في جميع بلدان العالم... هل تري ان السينما استطاعت خلال الأعوام الأربعة الماضية ان ترتقي بفكر الانسان المصري؟ السينما طوال تاريخها وهي لا تسير علي مستوي فكري واحد وخير مثال علي ذلك ان اكبر الدول العملاقة مثل امريكا وبريطانيا ستجدي ان انتاجها السينمائي من الافلام ذو القيمة لا تتجاوز قيمتها ال5% اما خمسون بالمائة من أفلامنا الأن تنتمي الي افلام البورنو وتلك النسبة الضئيلة الجيذه هي التي يتم عرضها في العديد من المهرجانات العالمية وسيحصلون فيها علي الجوائز.. وبالمثل تجدينا نتبع هذا النهج في مصر حيث ستجدي ان5% فقط هم من يهتمون بتقديم افلام جيدة تحمل فكر وقيمة.... برأيك ما السبب وراء انهيار صناعة السينما في الفترة الحالية؟ السينما تعيش في ازمة منذ11 عاما تقريبا اي منذ دخول مصر مرحلة الاقتصاد الحر, وأصبحت صناعة السينما لا تنتمي لوزارة الثقافة بل تتبع لوزارة الاستثمار وهنا كانت الكارثة حيث أصبحت السينما في الشارع ان صح التعبير وهذا الامر قلته للرئيس السابق مبارك في لقائي الأخير معه...... فهل يعقل انه بعد ما كانت السينما تنتج أكثر من120 فيلما اصبح الانتاج لا يتعدي ال12 فيلم فقط...... والحل من وجهة نظرك؟ لابد ان تدخل الصناعة ضمن خطط التنمية للدولة واذا نظرنا لدول مثل امريكا وانجلترا وفرنسا التي يطبق فيها النظام الرسمالي تسعي هذه الدول جاهدة لعمل خطط للدفاع من الصناعة وتمويلها من اصلاح وتجهيز دور العرض او بإقامة استديوهات او تقديم المساعدة لانتاج افلام... وهو امر غير متواجد في مصر....