حذرت «الأهرام» أمس الأول تحت عنوان (70 قرية بالبحيرة مهددة بالغرق ) من كارثة انهيار عشرات القرى والنجوع والمزارع وآلاف الأفدنة ومئات المدارس وأن بقاء أزمة ارتفاع منسوب المياه المتراكمة فى المصارف الزراعية ومصرف (الخيرى) الخاص بالصرف الصحى نتيجة نوبة الأمطار الكثيفة التى ضربت مناطق متفرقة من المحافظة وطوفان المياه الذى اجتاح عشرات الآلاف من الأفدنة وجرف المحاصيل واقتلع أشجار الزيتون والموالح والرمان يمثل خطورة كبيرة كما أن التأخير فى معالجة مشكلة توقف معظم ماكينات الرفع وتخفيف العبء على محطات الصرف نتيجة انقطاع التيار الكهربائى لأيام يؤدى الى غمر وغرق قرى بأكملها بشتى أنحاء المحافظة وتوقف حركة الحياة فيها تماما ، ويبدو أن قرارات المسئولين باتخاذ الحلول العاجلة والآجلة أخيرا للتعامل مع أزمة الأمطار والتى شملت تشغيل سحارة زواية غزال وتوسيع التحويلة الخاصة بتحويلة الغاز ( جاسكو ) وتعميق وتوسيع مصرف ادكو بطوله 6 كم وغيرها من القرارات رغم خطورة هذه القرارات على صحة وأرواح المواطنين لاختلاط مياه الترع بالصرف الصحى غير المعالج فقد فشلت تماما فى مواجهة الأزمة أوالقضاء عليها بشكل جزئى. وقد أعلنت مديرية أمن البحيرة فى بيان رسمى لها ( أمس ) عن غرق 14 قرية وغمرها بمياه الصرف والأمطار حيث تلقت أقسام الشرطة فى ثلاثة مراكز بلاغات رسمية بغرق قرى قراقص وسلام وجماع وكفر بنى هلال ونفرة ودربك وخضر وزرقون بدمنهور والقريتين ( 6و 8 ) بادكو وقرى النجيلى وأولاد الشيخ والخصمة بأبوالمطامير بمياه الصرف الصحى بعد ارتفاع منسوب المياه بمصرف (الخيرى) والعديد من الترع والمصارف الزراعية بسبب الأمطار الغزيرة التى تساقطت علي المحافظة أخيرا مما أدى الى دخول المياه منازل المواطنين وغرق الأراضى الزراعية. كما ذكرت مديرية الأمن فى بيان آخر عن ارتفاع عدد ضحايا ( سيولالبحيرة المدمرة ) حتى أمس الى 24 شخصا بعد أن تلقى اللواء دكتور أشرف عبد القادر مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية اخطارا من مستشفى وادى النطرون بوصول جثث كل من طلعت محمد بريك وسلامه ناصر منصور والطفلة نجوى هوارى عطيه بعد انتشال جثثهم بقرية ( عفونة ) ، كما استقبل بلاغا آخر من مستشفى كفر الدوار بوجود جثة عايدة وليم عوض وجثة الطفلة روان ابراهيم سالم بمستشفى أبوالمطامير صعقا بالكهرباء حيث قررت النيابة التصريح بدفن جثث المتوفين الخمسة ، فضلا عن انهيار 20 منزلا بحى السلام بوادى النطرون وانهيار أجزاء من أبنية مدرسة التحرير بدمنهور الى جانب نفوق 1500 رأس أغنام وماعز و9 جمال بقرية ( عفونة ) . وقال أشرف فرج أحد أهالى أبوالمطامير أن البطء فى معالجة الكارثة وتجاهل المسئولين لصرخات واستغاثات الأهالى أدى الى حالة من الغضب العارم بينهم حيث قام عشرات الآلاف من المواطنين بقطع الطرق الرئيسية والفرعية فى العديد من قرى المحافظة وقام أهالى عزب الأوقاف بدمنهور بقطع الطريق أمام حركة السيارت وافترش أهالى قرية نفره طريق دمنهور - دسوق كما قطع عشرات المواطنين بكفر الدوار الطريق الزراعى القاهرة - الاسكندرية ونظموا وقفة احتجاجية أمام ديوان مجلس المدينة احتجاجا على اقتحام الصرف الصحى منازلهم وأراضيهم وغمرها بالكامل تحت مياه الصرف والأمطار وعجز جميع أجهزة الدولة عن التصدى لهذه الشلالات مما تسبب فى احداث حالة من الفوضى والشلل التام وانعزالهم عن العالم الخارجى خصوصا بعد حرمانهم من الكهرباء والمياه والطرق والطعام وطالب الغاضبون بسرعة تدخل القيادة السياسية بالدفع بعدد من سيارات شفط المياه لسحب بحيرات المياه التى تجمعت داخل منازلهم وانقاذ أراضيهم التى وصل ارتفاع المياه داخلها بحسب الأهالي الى مترين .