لم يقترف ذنبا ولم يرتكب اثما سوي انه شد الرحال الي البلد العربي الشقيق بحثا عن لقمه العيش 00هجر الاهل والاحباب وشق الدروب ليجمع المال لتوفير القوت لعائلته الفقيره..ترك الاحضان الدافئه وارتمي في احضان الوحده والغربه كي لايموت اشقاءه جوعا..القي احلامه وسنوات صباه وعشقه وغرامه علي اعتاب البلد الشقيق..واعتقد ان فيها السلوي والامان والعوض عن اغلي الاحباب. ولم يدر بخلده ان دماءه الطاهرة سوف تهون علي الاهل الكرام 00وسالت دماد الشاب وارتوي ثري البلد الشقيق بغيث دمائه00 وخرج منها بقطعه قماش ابيض خاليه من الجيوب 00لاتحمل دولارات ولادينارات 00ومات الشاب ليترك لاسرته فقر محفوف بحزن واسي لن ينسى ابد الدهر 00 هو ابن محافظة اسيوط الذي قتله شاب كويتي الجنسيه علي ارض بلاده بدون سبب 00وترك لابناء ارض الكنانه ذكري اليمه سوف تسكن القلوب ابد الدهر ليخيم الحزن والكآبة علي كل ربوع محافظة أسيوط بصورة خاصه لتزداد حزنا علي حزن وغما علي غم وكان موت الشاب هو الصدمة الكبري والمدوية لتنزل علي رأسها كالصاعقة بفقد أحد أبنائها الذي لم يرتكب ذنبا أو جريرة سوي أنه خرج مودعا أسرته بحث عن لقمة العيش في دولة الكويت لتعيش الأسرة والعائلة والقرية بل ومصر كلها تلك المأساة التي صارت كبركان هائج ممكن أن يجتاح كل من في طريقه خصوصا أن مشهد القتل لم يكن عاديا وإنما ينم عن حقد وغل، وبمجرد أن قام أصحاب المجني عليه بنشر صوره والفيديو الذي يظهر الوحشية في مقتله حتي تفجرت براكين الغضب لدي جميع أبناء أسيوط وصار حديثهم ليل نهار عن دهس الشاب الذي أجمع كل من يعرفه علي أنه مسالم وفي حاله ومالوش في المشكلات. "احمد " كان مثل غيره من الشباب رسم سنوات عمره بالطموح والامل وتمني ان يتعلم ويصبح طبيبا ليعالج الفقراء من اهل قريته وتفوق في دراسته الابتدائيه والاعداديه وعلي اعتاب المرحله الثانويه توفي الاب وترك في رقبه الزوجه الشابه خمسه من الابناء كبيرهم لايجاوز عمره خمسه عشر عاما 00انطفأت احلام الفتي بموت ابيه والتحق بالمدرسه الصناعيه وقرر ان يحقق احلامه في اشقائه واقسم ان يري فيهم الطبيب والمهندس والعالم واشتغل احمد في حقول الاثرياء الي جانب دراسته ورغم صغر سنه رفض ان تخرج امه للعمل وتوجها ملكه علي رأسه0 تخرج الشاب من المدرسه الصناعيه وأدي الخدمه العسكريه الا ان الحياه اثقلت كاهله وزادت عليه طلبات اشقاءه وامه وطرق كل الابواب للبحث عن عمل دون جدوي فقرر ان يشد الرحال الي البلد العربي الشقيق لجلب المال والانفاق علي اسرته0 باع الشاب القيراطين اللذين خرجت بهما اسرته من الدنيا ودفع ثمنهما لاحد سماسره السفر للخارج ورمي سنوات شبابه وصباه واحلامه تحت اقدام اشقائه وامه واقسم لهم انه سوف يموت من اجلهم فالمهم عنده ان يعيشوا هم حتي لو كانت كل سنوات عمره هي الثمن 00 كأن الشاب كان يعلم بالمصير المشئوم الذي ينتظره وودع عائلته الصغيره وقلبه يعتصر الما لفراقهم وخاصه امه التي كان يعشقها اكثر من نفسه00 وشد الشاب الرحال الي دوله الكويت وعمل فيها لمده عامين لم يغضب خلالها ولم يعترض علي اي شييء وكانت نصائح امه ترن في اذنه "انت غريب يابني خليك في حالك واحنا فقرا ومالناش ضهر " وتحامل علي نفسه من الاهانات والشتائم التي كان يسمعها بشكل يومي وكلما ثارت دماء الغيره في عروقه تذكر الافواه الجائعه التي تركها في مصر وسافر لاشباعهم ومر العامان واحمد يعمل ليلا ونهارا ورفض خلالهما العوده لمصر لزياره اسرته حتي يوفر ثمن تذاكر الطيران وكان يكتفي بالحديث مع اسرته من خلال الانترنت حتي جاء اليوم المشئوم ووقعت الكارثه ومات السند والحمايه لعائاته وكأن القدر يتربص بتلك الاسره المكلومه ويختطف منها عائلها كلما اشتد عوده ووقع الخبر علي الام الثكلي كالكارثه وحملت علي راسها ثري الارض وشقت ملابسها عندما علمت بموت ابن سنوات عمرها ومن حمل عن كاهلها عبء اشقائه لدرجه انها لم تشعر بموت ابيه وجلست المكلومه امام منزلها تترقب عوده الغالي الذي لم تراه منذ عامين حتي جاءت اللحظه التي لا لحظه بعدها وخرجت جثه ابنها من السيارة ملفوفه في القماش الابيض وكادت ان تفقد عقلها هل هو احمد الذي كانت تنتظر عودته وتراه في بدله العريس 00هل مات الرفيق والصاحب لتبقي هي يقظه ابد الدهر لتنعي رحيله وتسكب الدموع علي سنوات شبابه التي رحلت في غمضة عين. وفي مشهد جنائزي مهيب خرج الآلاف من أهالي قرية دشلوط والقري المجاورة لها للمشاركة في تشييع جثمانه مع دعوات ومطالبات بالقصاص.. بعدما رأوا الشاب الذي كان يملأ الدنيا حيوية محمولا داخل صندوق خشبي ومع بشاعة منظر الحادث طالب عدد من أهالي القتيل برفع الفيديو من علي صفحاتهم وعدم عرضه لأنه يؤجج مشاعر الغضب داخلهم وقال ابن عمه نوجه رسالة إلي محبي احمد عاطف برفع جميع فيديوهات الحادث وصورها من صفحاتكم رافة بنا وبأخوته وأهله.. وان ترفعوا صوره من صفحاتكم لكي يقابل الله عز وجل نقيا طاهرا كما عرفناه في الدنيا، ويكفيكم الدعاء له بالرحمه والمغفره. ويروي مصطفي زميل المجني عليه في العمل اللحظات الأخيرة في حياة أحمد قائلا إن المجني عليه من الشباب المحترم والذي ليس له في المشكلات ولا غيره وكلنا متغربون هنا علي أكل عيشنا وبنلملم نفسنا علشان نقدر نعمل قرشين.. بعدما ضاقت بنا الدنيا وفي يوم الحادث بينما كان أحمد يمارس عمله فوجئ بشاب كويتي يريد أن يشتري شيئا, وعندما أخبره أحمد بالسعر غضب وتوعده وانصرف وبعد لحظات جاء مصطحبا معه نحو 15 شابا وبدأوا يتحدثون مع أحمد وفجأة وجدناهم يسحبونه ويخرجون به خارج المول وانهالوا عليه ضربا عندها هرولنا جميعا للدفاع عنه واستطلاع الأمر ولكنهم كانوا طرحوه أرضا وفجأة وجدنا شابا منهم يدعي عبدالرحمن الدوسري - يأتي بسرعة مستقلا سيارة دون لوحات ليصدم المجني عليه ولم يكتف بذلك بل أخذ يدهس فيه مرات عديدة حتي تهشم تماما وسالت دماؤه الزكية لتخضب أرض الغربة كما أصيب في نفس الحادث زميله في العمل خالد محمد بكر بكسر في الحوض . ويضيف خالد بكر الذي يرقد داخل المستشفي إننا نعيش ظروفا قاسية وصعبة وحقوقنا ضايعة وأنا منذ الحادث مش قادر أنام ولم نجد أي مساندة من قبل السفارة المصرية ومحدش واقف معايا غير المصريين الغلابة اللي هنا هما اللي معي من يوم ما دخلت المستشفي.. ويتوقف خالد من شدة الألم..ثم يقول هما اللي بيزوروني وهما اللي جابولي كل حاجة وانا حاليا أعالج في مستشفي مبارك الكبير بفلوسي مش ببلاش زي الناس ما هي فاكرة علشان الكل يعرف واختتم خالد كلامه للأهرام معاي عدد من المصريين في منطقة حولي دخلوا الابعاد وجار ترحيلهم لتعاطفهم معنا إحنا خلاص متنا بالحياة. ويقول أحمد سعيد جار المجني عليه..إن أحمد كان يتولي تدبير أمور أسرته المادية بعد وفاة والده ومنذ عام سافر للكويت لتحسين أحواله المادية شأنه شأن معظم الشباب ولكن القدر لم يمهله حيث راح ضحية الغدر والخيانة ليترك جرحا وألما لن يندمل أما أمه فتم نقلها للمستشفي وتعاني من انهيار عصبي منذ الحادث، مضيفا أن أسرة أحمد بعدما انتهي من الخدمة العسكرية بدأ يعد العدة بحثا عن أي فرصة عمل ولكنه لم يتمكن نظرا لظروف البلد فقررت أسرته أن تبيع القيراطين اللي عندهم علشان يسفروه وبالفعل تمكن من السفر حتي كانت الفاجعة الكبري. وكتب أحد أصدقاء القتيل يرثيه ..شبابك ضاع ومين حاسس بقلب أمك الموجوع..يااااااعين دمعي علي اللي راح عمره بالغربة موجوع..قالوا اللي قتلك دا كان قاصدك وبالأمارة دهسك وسابك بالجروح موجوع..