أكدت بعثة المعهد الانتخابى للديمقراطية المستدامة لمتابعة الانتخابات البرلمانية بمصر فى تقريرها عن المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية جدية إجراء الانتخابات المصرية، وأنها أجريت بموجب الدستور الجديد الصادر فى يناير 2014 وبقرار من رئيس الجمهورية، وبإجراءات منظمة من اللجنة العليا للانتخابات. وقال الشيخ عبد الكريم نور الدين رئيس البعثة ورئيس اللجنة الوطنية للانتخابات بموزمبيق إن البعثة لاحظت كثافة الإجراءات الأمنية المشددة حول لجان الانتخابات، بسبب التخوف من الأعمال الإرهابية التى قد تحدث، بالإضافة إلى مشاركة أحزاب المعارضة والمستقلين بشكل ملحوظ فى المنافسة. وقال إن البعثة أوصت فى ختام تقريرها المبدئى عن المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية بعدة نقاط تضمنت ضرورة تعاون الحكومة واللجنة العليا وغيرهما من الجهات للوقوف على أسباب انخفاض نسبة الإقبال على التصويت ومعالجتها قبل انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات، وزيادة فترة الحملات الانتخابية ، وقيام الأحزاب والمرشحين بحث الناخبين على المشاركة الانتخابية. ودعا الشيخ عبد الكريم اللجنة العليا للانتخابات بزيادة فترة الحملات الانتخابية مستقبلا حتى يتاح توصيل صوت المرشحين للمواطنين، وتقديم تسهيلات لتصويت كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، والتوعية المدنية وتثقيف الناخبين، وتوفير توعية قوية لهم لحثهم على التصويت. وأوصت البعثة ممثلى الأحزاب والمرشحين بزيادة نسبة الوجود داخل اللجان الانتخابية، لزيادة شفافية العملية الانتخابية، وملاحظة كفاءة إدارة الانتخابات من الناحية الفنية. كما أوصت البعثة بتعميم قواعد الفرز وإحصاء الأصوات والإعلان عن النتائج عند مدخل اللجان الانتخابية بعد عملية الإحصاء، وإصدار البيانات الخاصة بنتائج الانتخابات، وتلتمس البعثة من السلطات القائمة توفير معلومات عن الشكاوى والطعون، كما تطلب تخصيص وقت معقول لفحص الشكاوى وتقديم ردود لها فى أسرع وقت ممكن. وأضاف الشيخ عبد الكريم نور الدين أن البعثة تقدر تحديد عدد من المقاعد فى النصاب القانونى للجماعات الهامشية والأقليات والمنصوص عليه فى الدستور الجديد حيث أعربت الجهات المعنية بالعملية الانتخابية عن رضاهم بالتحسينات الكبيرة التى طرأت على نسبة مشاركة المرأة فى العملية الانتخابية ورغم إعجاب البعثة بتعيين السيدات باللجان ومندوبين للمرشحين حيث وصلت نسبة وجودهم باللجان الى 29% فإن نسبة المترشحات السيدات كانت قليلة. وقال إن البعثة لاحظت الانخفاض فى نسبة الإقبال على التصويت، وأرجعت ذلك إلى عدم وجود الحماسة والشغف اللازم لدى الناخب للإدلاء بصوته، وقصر فترة الدعاية، وعدم اهتمام جانب من المصريين بالانتخابات، أو عدم معرفة الناخبين بالأحزاب السياسية الجديدة ومرشحيها أو عدم وضوح البرنامج الانتخابى لدى الناخب، وإصابتهم بحالة من التعب والإجهاد نتيجة كثرة واستمرار عملية الاقتراع منذ عام2011 إلى الآن حيث أجريت 6 انتخابات خلال هذه الفترة. وأضاف أنه تم متابعة سير العملية الانتخابية فى 512 لجنة فى 12 محافظة، حيث فتحت 32% من اللجان متأخرة عن مواعيدها بسبب الحضور المتأخر للقضاة، كما كانت 99% من لجان التصويت يسودها جو سلمى فى الداخل والخارج، ولاحظت البعثة استخدام اللوجستيات المساعدة لإتمام العملية الانتخابية وهو ما نال استحساننا. وقال أيمن نصرى المدير التنفيذى للمنظمة المسكونية بجنيف إنه سيتم إعداد دراسة ميدانية بالتعاون مع بعض الجاليات بالخارج، وبعض الأحزاب بالداخل، لتحديد الأسباب وراء عدم المشاركة، ومحاولات إيجاد حلول لها لضمان مشاركة أفضل فى الانتخابات المقبلة، وأرجع ضعف نسبة المشاركة لاعتراض البعض على آلية اختيار المرشحين.