وجه وزير الزراعة الأسترالي انتقادات جريئة للنتائج التي توصلت إليها منظمة الصحة العالمية والتي تؤكد أن اللحوم المصنعة مثل لحم الخنزير والنقانق واللحوم الحمراء غير المصنعة تزيد معدلات الإصابة بالسرطان بشكل كبير ، ووصف الوزير تلك النتائج بأنها «مهزلة». وأكد بارنابي جويس أن الاستغناء عن مثل هذه الأطعمة في الحياة اليومية يعني العودة إلي حياة أهل الكهف، بحسب تعبيره، وقال»إذا امتنعت عن تناول جميع الأشياء التي تقول منظمة الصحة العالمية إنها تسبب السرطان وحذفتها من متطلباتك اليومية فإنك كأنما تعود إلي حياة الكهف». وأضاف جويس أنه إذا تم أخذ هذه النتائج علي محمل الجد فإن اللحوم الحمراء والمصنعة «تنضم إلي نحو 474 شيئا آخر تقول منظمة الصحة العالمية إنها مسببة للسرطان، بما في ذلك التنزه سيرا علي الأقدام في الخارج إذا كنت في المدينة أو تحت أشعة الشمس». وقال جويس لهيئة الإذاعة الأسترالية «من الواضح أن هذا يجعل الأمر برمته مهزلة - مقارنة النقانق بالسجائر». وجاءت تصريحات جويس الحادة ردا علي إعلان منظمة الصحة العالمية أن اللحوم المصنعة والمعالجة تمثل المجموعة المسرطنة «رقم 1» التي تسبب سرطان الأمعاء، وتشمل المجموعة رقم 1 أيضا الاسبستوس «الحرير الصخري» والكحول والسجائر. وتسجل أستراليا- التي تشتهر بمطبخها الذي يركز بشكل كبير علي اللحوم وثقافة الشواء - أعلي نصيب فرد في العالم من استهلاك اللحوم ، وذلك فقا لتقرير صدر عام 2014 عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وكانت وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية قد أكدت أن اللحوم المصنعة مثل لحم الخنزير المقدد والنقانق يمكن أن تسبب السرطان، مضيفة أن اللحوم الحمراء غير المصنعة تعد أيضا من المواد المسرطنة.وفي تحليل لأكثر من 800 دراسة علمية مستقلة ، قالت مجموعة من المتخصصين في أبحاث السرطان بمنظمة الصحة العالمية إن تناول 50 جراما يوميا من اللحوم المصنعة تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 38% .كما تم تصنيف اللحوم الحمراء التي تشمل لحوم الأبقار والعجول الصغيرة ولحوم الخنزير وجميع اللحوم الأخري المأخوذة من الأنسجة العضلية للحيوان، باعتبارها «مواد مسرطنة محتملة للإنسان». وذكرت منظمة الصحة العالمية أن هناك ارتباطا ملحوظا بين استهلاك اللحوم الحمراء وزيادة معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس والبروستاتا. وأيد جراح إيطالي رائد في مجال السرطان إعلان منظمة الصحة العالمية ، إلا أن الإعلان تعرض لانتقادات حادة من قبل المنظمات الأمريكية التي تمثل صناعة اللحوم. وقال كريستوفر وايلد مدير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في بيان إن هذه النتائج تعزز بصورة أكبر التوصيات الحالية الخاصة بالصحة العامة وهي الحد من تناول اللحوم.