فيما يعد قرارا غريبا ،أصدرت وزارة التربية والتعليم ، قرارا بإيقاف تمويل مركز تنمية المدارس التجريبية أو الرسمية حاليا ، بالقرار الوزارى رقم 285 لسنة 2015 ، والذى بموجبه تحجب قيمة التمويل التى تمثل 4% من مصروفات المدارس لنشاطات المركز وهى مصدره الوحيد ،والذى يتولى تدريب معلمى المدارس التجريبية الرسمية على المناهج وطرق التدريس من خلال خبراء التعليم فى مختلف البرامج والمناهج، نظرا للطبيعة الخاصة لهذه النوعية من التعليم،فضلا عن برامج تنمية الأطفال المتفوقين فى مختلف المراحل التعليمية.وبرغم شكاوى العاملين به فالوزارة لا تسمع ولا ترى السيد صلاح زكى مهنى مدير المركز أبدى تعجبه من قسوة القرار الذى صدر بحق المركز الذى يعتبر محورا للعملية التعليمية فى التعليم التجريبى الأساسى ،أولا ،لأنه ليس له بديل مناظر،فهو يتولى تدريب المدرسين الجدد على نوعية التعليم بالتجريبى ، ورفع مستواهم على مدى شهرين متتابعين ،مع مراعاة جدول حصص المدرس وفى أوقات لا تتعارض معها،فى الوقت الذى يحتاج فيه المعلمون تدريبا مستمرا مع تطويرات المنهج المستمرة فى كل عام ، مع متابعة تطوير أساليب التعليم العالمية وأضاف أن المركز أقيم بقرار وزير التربية والتعليم فى إبريل من عام 1990 محددا له نسبة 4% من المصروفات الدراسية من بند خدمات التجريب بالمدارس الرسمية والرسمية لغات ،بهدف تدريب معلمى المدارس الرسمية لغات ،وتمويل الإنفاق على نشاطاته ،فيما حدد أهداف المركز في تنمية معارف ومهارات العاملين بالمدارس الرسمية ،وتنمية مواهب ومهارات التلاميذ بتلك المدارس فى المجالات العلمية والتكنولوجية والوجدانية ، وذلك من خلال تنظيم برامج تعليمية فى المجالات المنهجية ،وإقامة معارض ومعسكرات لتحقيق التنمية فى كل المستويات ،وإقامة ودعم المشروع الدائم للمبرمج الصغير فى مجال الحاسب الآلى ،وكذلك عمل دراسات حيوية للقضايا التربوية المثارة على الساحة لتقوية دور المدرسة التجريبية فى دورها التعليمى والتربوى ،فضلا عن تنمية كوادر المركز من خلال إشراكهم فى برامج متخصصة ومستحدثة ،وإتاحة الفرصة لتعاون المركز مع مختلف المراكز المعنية بنشاطاته الثقافية والبحثية ، والاستفادة من امكاناتها فى التدريب وصيانة وإصلاح الحاسب الآلى. وقال مدير المركز : إن نشاطه ممتد طوال العام سواء للمدرسين أو الطلاب ويشمل فى الأجازة الصيفية دورات كمبيوتر متنوعة ،ونظرا لضيق المكان نأخذ نحو مائة فقط من بين المتقدمين ،فليس لدينا سوى قاعتين فقط بهما 60 كمبيوتر ،وكذلك نأخذ الثلاثة الأوائل من كل مدرسة فى كل مرحلة تعليمية ونقسمهم مجموعات بواقع حصتين أومحاضرتين أسبوعيا للمجموعة الواحدة ،كما نتيح الفرصة للطلاب الآخرين فى الصف الخامس الإبتدائى فى مسابقة أخرى لإعطاء الفرصة للموهوبين ،وهذا يجعلنا ننظم يوميا عشر مجموعات فى اليوم الواحد طوال أيام السنة ،وتستمر الدورة فى سنتين ،نعلم فيها البرمجة وتصميمات الشبكات، ، ولمدة 3-4 سنوات نعلم المستوى الأعلى ضمن مشروع المهندس الصغير أو المبرمج الصغير،وهذا البرنامج لا يتعارض مع نشاط الوزارة فى برنامج المبرمج الصغير أيضا ،والذى تخرجت منه مستويات شاركت عالميا ،ولا نقتصر على الابتدائى فقط ولكن الأوائل بالإعدادى والثانوى ،فضلا عن كورسات موازية فى اللغتين الانجليزية والفرنسية ،وبرامج التنمية البشرية ،لتدريب الطلاب على تنظيم إمكاناتهم التعليمية والذهنية والإقتصادية .وأضاف صلاح زكى أن برامج المبرمج الصغير تشمل طلاب الصفين الخامس والسادس ،والثانى والثالث الإعدادى ،ونقبل الأوائل من المدارس بمنحة خاصة على أربعة برامج للمرحلة الإبتدائية وهى : الويب بالكمبيوتر ، ومهارات التربية الفنية و،واللغة الإنجليزية ،والفرنسية ،وأربعة برامج أخرى للإعدادى هى : برامج أرقى فى الكمبيوتر ،وتنمية مهارات الذات ومهارات اللغة الإنجليزية والفرنسية بالمستوى الأعلى ،بينما يقوم بالتدريب أساتذة من الجامعات وباحثون من المركز القومى للبحوث ومركز بحوث المناهج وموجهو المواد من مختلف الإدارات التعليمية ،ونخبة من المدربين المعتمدين ،حيث ينص قرار إنشاء المركز أن يتم الصرف عليه من حصيلة ال4% من الأنشطة الطلابية ،بغرض التجهيز لكل الاحتياجات ،ومكافأة المحاضرين والمدربين والأجهزة المالية والإدارية والفنية ،والمشرفين على إعداد البرامج إضافة للحوافز للأعمال المتميزة من الجهاز الفنى والمالى والإدارى ،وتقديم الضيافة للمحاضرين والمتدربين، وبما يتناسب ومدة البرنامج،وفتح الفرصة لعقد دورات للجهات التى تطلب إجرا برامج تدريببالمركز فى مقابل مبالغ مالية ،مؤكدا فى نهاية القرار الوزارى بأن الحوافز المقترحة للعاملين بالمركز والمحاضرين والمدربين ،لا تشكل أى أعباء مالية على موازنة المدارس الرسمية بنوعيها ،ذلك فى مقابل العائد الكبير فى العملية التعليمية والتى لاتقدر بثمن الجريمةمن جانبه أكد الدكتور أحمد عرابى أستاذ الجيولوجيا بجامعة الأزهر وأحد المحاضرين بالمجان بمركز التريب للتعليم الأساسى ،أننا نحتاج تعميمه على مستوى الجمهورية لينهض بالعملية التعليمية فى مصر ،وأنه من الجريمة أن نوقف نشاطه لأنه مهم لتنمية قدرات المدرس والطالب فى نفس الوقت،وإلا فلماذا نتوسع فى المدارس الرسمية ،والتى زاد الاقبال عليها ثم نجهض أهم حسناتها ومراكزها المحدودة جدا، فليس معقولا أن يكون التمويل هو السبب ،بمليون أو مليونى جنيه، بينما ننفق نحو 72 مليار جنيه على التعليم العام.منها مليار جنيه للكتب وغيرها والتى لايستفيد منها الطلاب فى الواقع وأضاف رئيس المركز أنه تقدم بشكاوى عديدة فور قرار الوزير إيقاف توريد نسبة ال4% لحل هذه المشكلة وتوفير المكافآت للمدربين والمحاضرين ولكن وبعد أن شكلت لجنة من الوزارة لبحث المشكلة ، قررت الوزارة استمرار الإيقاف وتوقف نشاط المركز تماما وكل تدريباته منذ شهر يونيو الماضى وأصبح لا عمل لنا إلا تلقى مرتباتنا شهريا من الدولة ،إلا أن الوزارة أسندت لنا توفير المعامل لاختبارات المعلمين فى مشروع تعيينهم الأخير فى الثلاثين ألف معلم ، وكذلك مدرسى التعليم الفنى أخيرا ، وخرجنا عن دورنا الأساسى فى تنمية المعلم والعملية التعليمية ،وأهدرت خبراتنا ،ولم يحدث أن أهدرنا أى مبالغ فالمحاضر أستاذ الجامعة يحصل على مائة جنيه فى المحاضرة والأقل جامعيا 75 جنيها ،و50 للموجه وأشار إلى أن الأهالي تقدموا بشكوى لوزارة التربية والتعليم، واعتصموا أمام الوزارة منذ أربعة شهور ولم يحصلوا إلا على مسكنات ، في حين هدد الأهالي بالتصعيد في حال عدم التحرك من قبل المسئولين والتحدث مع وسائل الإعلام،وأكد أن الوزارة أرسلت لجنتين لمتابعة نشاط المركز، وأوصت بفتحه مرة أخرى نتيجة لتحقيقه العديد من الإنجازات إلا أن الوزارة تجاهلت المذكرة، وتابع أن الوزارة استولت على ميزانية المركز وتحويلها إلى نشاط آخر.وقال مجدى أحمد«، والد أحد طلاب المركز، إن الأهالي مصرون على استرداد حقوق أبنائهم مؤكدا أنهم على استعداد تام لدفع تكاليف إعادة فتح المركز مرة أخرى واستكمال الطلاب تعليمهم،متسائلا عن سبب إغلاق المركز فى منتصف الطريق أمام الطلاب في ظل دعوات الحكومة إلى اهتمامها بالطلاب وتنمية قدراتهم والارتقاء بهم، مهددا بالتصعيد في حالة عدم الاستجابة، بتقديم شكوى إلى لرئاسة الوزراء. وأضافت سلوى حامد والدة لطالبين ملتحقين بالمركز، أن ولديها التحقا بالمركز كمنحة لأوائل المدارس التجريبية الرسمية للحصول على برنامج، »اي سي دل إل«، والمبرمج الصغير، وغيرها من البرامج المتخصصة في مجال الحاسب الآلي، مؤكدة أن المركز قدم خدمة متميزة للطلاب بمقابل مادي قليل، في ظل أن تلك الدورات تكلف الآلاف في مراكز أخرى وأن المركز لم يستكمل مشواره مع الطلاب، بل تخلى عنهم في منتصف الطريق، وهو ما عاد بالسلب على نفسية أبنائها، متابعة أنها ستدافع عن حق نحو 300 ألف طالب يتعلمون في هذا المركز.