انطلقت الانتخابات البرلمانية وسط اهتمام رسمي دولي وعربي وشاركت جامعة الدول العربية ببعثة كبيرة لمراقبة الانتخابات ترأس وفدها السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة، الأهرام إلتقت السفيرة لتكشف للرأي العام عن دور البعثة في متابعة سير العملية الانتخابية، والتحديات التي تواجه الجامعة وقضايا الإعلام العربي.. - ما الآليات التي تنتهجها جامعة الدول العربية في مجال مراقبة عملية التصويت في الانتخابات التي تراقبها ؟ جري توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الدول العربية واللجنة العليا للانتخابات النيابية تتضمن حقوق وواجبات متابعي بعثة الجامعة للانتخابات البرلمانية خلال هذه المهمة، وتسمح مذكرة التفاهم للبعثة بمتابعة مسار انتخابات مجلس النواب، كما تسمح لهم بحرية التنقل عبر اللجان الانتخابية خلال عمليتي الاقتراع والفرز والحصول علي المعلومات الخاصة بالعملية الانتخابية، وطلب الاستيضاحات من جميع الهيئات المعنية بالعملية الانتخابية حول المسائل المتعلقة بنشاطات المتابعة الدولية. وتقوم بعثة الجامعة بأخذ عينة حقيقية من عمليات المتابعة في لجان الاقتراع، وذلك من خلال انتشار متابعيها في أكبر عدد ممكن من المحافظات والدوائر الانتخابية وفقا لمجموعة من المعايير منها الكثافة السكانية والتنوع الاجتماعي والديموجرافي. - وماذا عن دور بعثة الجامعة في مراقبة الانتخابات البرلمانية في مصر؟ قامت بعثة الجامعة العربية بمتابعة الانتخابات البرلمانية عبر رصد المراحل المختلفة للعملية الانتخابية بدايةً من فتح باب الترشح والدعاية الانتخابية، مروراً بعمليتي الاقتراع والفرز وانتهاء بإعلان النتائج، وستقوم البعثة عقب انتهائها من عملية المتابعة بإصدار بيان تمهيدي يتضمن الملاحظات التي تم رصدها خلال سير العملية الانتخابية، ومن ثم تقوم بإعداد تقريرها النهائي الذي يرفع إلي الأمين العام متضمنا توصياتها بشأن تحسين سير العملية الانتخابية في الانتخابات المقبلة، وتسلم نسخة منه إلي اللجنة العليا للانتخابات، كما أنشأت البعثة غرفة عمليات للمتابعة بمقر إدارة الأزمات والرصد التابعة لقطاع الإعلام والاتصال بمقر الأمانة العامة، وهي مجهزة بمجموعة من المعدات والأجهزة السمعية والبصرية الحديثة ووسائل الاتصال المختلفة. ما الجديد الذي قدمته البعثة في متابعة الانتخابات البرلمانية المصرية ؟ في ضوء سعي جامعة الدول لتطوير أساليب العمل في مجال مراقبة الانتخابات، استحدثت «أمانة شئون الانتخابات» آلية جديدة لعملية المتابعة من خلال الاستمارات الإلكترونية علي الأجهزة اللوحية (Tablets)، وذلك من خلال برنامج يتلقي ملاحظات المراقبين ويقوم بتحديثها بشكل متواصل، ويعمل علي تحويل هذه الملاحظات إلي رسومات بيانية وإحصائيات مئوية، الأمر الذي يساهم في سهولة وسرعة التعرف علي المؤشرات الأولية لسير العملية الانتخابية. - وكم عدد المراقبين الذين يشاركون في العملية وجنسياتهم؟ تضم بعثة جامعة الدول العربية نحو 100 متابع من موظفي الأمانة العامة داخل وخارج مصر، ينتمون إلي 18 جنسية عربية مختلفة من غير الجنسية المصرية، باعتبار أن مصر الدولة المعنية بالانتخابات، وذلك اتساقاً مع المعايير الدولية المعمول بها في هذا الصدد. - وهل ستغطي بعثة المراقبة جميع المحافظات المصرية ال 27؟ سيتم توزيع 19 فريقا علي 11 محافظة من أصل 14 محافظة في المرحلة الأولي هي (الجيزة- الفيوم- بني سويف- المنيا- أسيوط- الأقصر- أسوان-البحر الأحمر- الإسكندرية- البحيرة- مرسي مطروح). كما سيتم توزيع 14 فريق متابعة علي 9 محافظات من 13 محافظة في المرحلة الثانية هي: (القاهرة- القليوبية- الدقهلية- المنوفية- الشرقية- بورسعيد- الإسماعيلية- السويس- جنوبسيناء). أي أن العدد الإجمالي للمحافظات التي سيتم تغطيتها هو 20 من 27 محافظة. - وماذا عن انتخابات المصريين بالخارج هل شاركت الجامعة العربية في مراقبتها أم اقتصرت علي الداخل؟ شاركت بعثات الجامعة في متابعة الانتخابات بالخارج، حيث تم توزيع 19 متابعا من 10 جنسيات عربية مختلفة في كل من : نيويورك - برلين - أديس أبابا - نيودلهي - نيروبي - موسكو. - المعايير التي تتبعها الجامعة هل تتوافق مع المعايير الدولية في مراقبة الانتخابات؟ اعتمدت الجامعة أخيرا «إعلان مبادئ المراقبة الدولية للانتخابات ومدونة قواعد السلوك لمراقبي الانتخابات الدوليين»، ويعد «إعلان المبادئ» أهم وثيقة دولية في مجال المراقبة الدولية للانتخابات صادقت عليه حتي الآن 49 منظمة إقليمية ودولية، وأصبحت الجامعة المنظمة رقم 50 التي صادقت عليه، ويتضمن الإعلان مجموعة من المبادئ والمعايير الأساسية المتفق عليها دولياً في مجال مراقبة الانتخابات، بالإضافة إلي مدونة قواعد السلوك للمراقب الدولي. - هل هناك تنسيق سيتم بين بعثة الجامعة العربية والمنظمات والمؤسسات الدولية والمحلية التي ستتابع الانتخابات؟ تعتزم بعثة جامعة الدول العربية عقد مجموعة من اللقاءات مع المنظمات الدولية والمحلية المشاركة في عملية المتابعة لتبادل وجهات النظر فيما يتعلق بالعملية الانتخابية والملاحظات الأولية التي توصلت إليها. كما ترحب البعثة بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني التي ستتابع العملية الانتخابية. - سبق للجامعة المشاركة في مراقبة الانتخابات الرئاسية، ما أهم ملاحظاتكم عليها؟ وكيف تصرفتم حيالها؟ جرت الانتخابات الرئاسية الماضية بشكل عام بطريقة منظمة ووفقاً للإجراءات المنصوص عليها في القانون والتعليمات التنفيذية للجنة العليا للانتخابات، كما أسهمت معرفة رؤساء وموظفي اللجان بالإجراءات الخاصة بعملية الفرز في إتمامها بشكل منظم وفي الوقت المناسب إلا أن البعثة لاحظت في بعض الأحيان عدم وعي الناخبين بخطوات وإجراءات عملية التصويت خاصة في المناطق الريفية والنائية، الأمر الذي يتطلب زيادة حملات التوعية مستقبلاً. وقامت البعثة بإعداد التقرير النهائي عن هذه المهمة متضمناً الملاحظات الايجابية والسلبية والتوصيات بشأن تحسين سير العملية الانتخابية في الانتخابات القادمة، وتم تسليم نسخة منه إلي اللجنة العليا للانتخابات.
