أقامت الجالية الارمنية بمصر امس الجمعة احتفالية كبيرة بإعادة افتتاح النصب التذكاري لضحايا أرمن مخيم جبل موسي، الذين أقاموا في الشاطيء الشرقي لقناة السويس بمنطقة الكارنتينة (بورفؤاد حاليا)، في الفترة من 1915-1919 . شهدت الاحتفالية حضور الدكتور أرمن ميلكونيان السفير الأرمني بالقاهرة، ومطران الأرمن الأرثوذكس ومطران الأرمن الكاثوليك بالقاهرة، كما شهدت لفيفا من أحفاد أرمن جبل موسي في لبنان الذين عاش آباؤهم في بورسعيد خلال فترة التهجير يترأسهم رئيس اللجنة المنظمة لاحتفالات مئوية أرمن جبل موسي بلبنان و رئيس بلدية "عنجر" ، وكوكبة من رجال الدين المسيحي المصريين في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد. كما شهدت توافد أعداد كبيرة من الأرمن المصريين في القاهرة والإسكندرية .
بدأت الاحتفالية باصطفاف فريق الكشافة الأرمني صفين حول النصب التذكاري ، وأخذوا يرددون الهتافات باللغة الأرمنية ، ثم كلمة لمطران الأرمن الأرثوذكس، والمهندس يسايي هافاتيان ممثلا عن أحفاد أرمن جبل موسي بلبنان، و من خلال كلماتهم المؤثرة شكروا مصر و أثنوا بالدور الإنساني للشعب المصري و البورسعيدي لاستقبالهم أجداد الأرمن علي ارض المحروسة و ايواءهم اثناء محنتهم في عام 1915. ثم قدم رءيس بلدية عنجر درعا تذكاريا لمطرانية الأرمن الأرثوذكس بالقاهرة يشكرون فيها ارمن مصر لإقامة النصب التذكاري و مساعدة اجدادهم في المخيم و احياء الذكري بعد 100 عام.
بعد ذلك ، أُقيمت صلاة علي أرواح الشهداء الأرمن ضحايا الإبادة الأرمنية الذين قتلوا علي أيدي الأتراك العثمانيين سنة 1915 ، وعلي أرواح موتي المقبرة الجماعية من أرمن جبل موسي الذين ماتوا في المخيم ببورسعيد من 1915-1919.
انتهت الاحتفالية بتوافد الأرمن والأطفال بباقات وأكاليل من الزهور أخذوا ينثرونها علي المقبرة تعبيرا عن شعورهم وتخليدا لذكري أجدادهم الأبطال أمام النصب التذكاري.
هذا ، وقد أقام الأرمن هذا النصب التذكاري والمقبرة الجماعية تخليدا لذكري الذين ماتوا من أبناء الشب الأرمني الذين قاوموا القوات العثمانية في منطقة جبل موسي ، غربي أنطاكية علي سواحل البحر المتوسط.
واعتصم هؤلاء الأبطال بجبل موسي 45 يوما ، ظلوا يقاومون فيها القوات العثمانية ونجحوا في احتلال منحدرات جبل موسي . وأمام حصار القوات التركية ونفاذ ذخيرة الأرمن والمؤن، طلب الأرمن النجدة من إحدي السفن الفرنسية التي كانت تمر بالبحر المتوسط.
واستطاع دارتيج قائد السفينة بالتنسيق مع السلطات البريطانية إيواءهم في مصر علي الشاطيء الشرقي لقناة السويس بمنطقة الكارانتينة ( بورفؤاد حاليا) واستمروا فيها من عام 1915-1919، حتي زالت المخاطر وعادوا إلي أوطانهم سالمين.