في استعراض مفاجئ لقوتها النووية, اختبرت الهند بنجاح أمس صاروخا باليستيا بعيد المدي قادرا علي حمل رؤوس نووية ويمكنه الوصول للعاصمة الصينية بكين وشرق أوروبا, لتنضم نيودلهي بذلك إلي نادي الدول التي تمتلك قدرات نووية عابرة للقارات. وعرض التليفزيون الهندي لقطات مصورة لعملية إطلاق الصاروخ أجني-5 الهندي الصنع والذي يصل مداه إلي أكثر من خمسة آلاف كيلومتر, حيث انطلق من قاعدة عسكرية قبالة ساحل ولاية أوريسا شرقي البلاد. وأكد التقرير التليفزيوني أن الصاروخ أصاب هدفه في جنوب المحيط الهندي وبث التقرير تعليقا لوزير الدفاع الهندي يؤكد فيه إن الاختبار كان ناجحا ويعد هذا الإطلاق تتويجا لبرنامج وضع خصيصا لمواجهة أي تهديدات صينية. ومن ناحيته, أكد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج في رسالة تهنئة إلي العلماء الذين طوروا الصاروخ أن إطلاق الصاروخ يمثل حجر زاوية آخر في إطار مساعينا لدعم أمننا واستعدادنا لاكتشاف آفاق العلم. وصرح رافي جوبتا المتحدث باسم هيئة أبحاث وتطوير الدفاع, الذي كان يتحدث عبر الهاتف من ميدان الاطلاق التجريبي للصواريخ بأن تجربة إطلاق الصاروخ أجني تمت بنسبة نجاح بلغت100%. وطبقا للهيئة فإن تكلفة صنع الصاروخ بلغت حوالي485 مليون دولار, واستغرق الصاروخ نحو20 دقيقة لإصابة هدفه في المحيط الهندي, إلا أن الأمر يحتاج إلي أربعة أو خمسة اختبارات ناجحة أخري قبل أن يتم ضم الصاروخ أجني-5, وهو أقوي صاروخ في الهند حاليا, إلي القوات المسلحة, خلال الفترة بين2014 و.2015 وبهذه التجربة الناجحة أصبحت الهند سادس دولة- بعد الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي وهم الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا- تمتلك صواريخ عابرة للقارات. وفي أول رد فعل عالمي علي التجربة الهندية, عبرت وسائل الإعلام الصينية عن استيائها الشديد, بينما أبدت حكومة بكين رد فعل أكثر حذرا حرصت خلاله علي تأكيد التعاون بين البلدين والذي تم تحقيقه بصعوبة علي حد تعبيرها, وجاءت التجربة وسط صمت غربي.