14 بعد يومين فقط من نجاح العبور المصرى لقناة السويس لم تكن قواتنا المسلحة قد أنهت أسطورة خط بارليف بالسيطرة على معظم نقاطه الحصينة فحسب، وإنما كان يوم الثامن من أكتوبر يوما مشهودا بعد نجاح قوات الفرقة 18 بقيادة اللواء فؤاد عزيز غالى فى اقتحام مدينة القنطرة شرق ورفع الأعلام المصرية فوقها، واندفاع المواطنين إلى شوارع المدينة للاحتفال بتحرير المدينة وطرد القوات الإسرائيلية منها. وقد ظن الإسرائيليون أن الاحتفالات التى يعيشها المصريون فى قطاع القنطرة شرق يمثل لهم فرصة ذهبية لشن ضربة مضادة تعوضهم عما فشلوا فيه, وذلك بإحداث اختراق عميق لقطاع شرق القنطرة انطلاقا من المحور الأوسط لسيناء.. وهكذا وقبل أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر بنصف ساعة تقريبا وبالتحديد فى الساعة الثالثة والنصف من صباح 9 أكتوبر الموافق الثالث عشر من رمضان انطلق لواء إسرائيلى مدرع تتقدمه مفرزة استطلاع تضم مجموعة من الدبابات لاستطلاع طريق الهجوم ومباغتة رأس جسر الفرقة الثانية مشاة التى كان يقودها اللواء حسن أبو سعدة. وبالفعل تقدمت المفرزة الإسرائيلية مسافة 800 متر تقريبا داخل الخطوط المصرية دون أن تواجه أدنى مقاومة, فبادرت بإعطاء إشارة الأمان لبقية قوات اللواء الإسرائيلى المدرع للتقدم تحت وهم الاعتقاد بأن المصريين قد غفلوا وناموا, ومن ثم بدأ اندفاع الدبابات الإسرائيلية فى ثلاثة محاور روعى فى اختيارها تجنب الطريق المرصوف لتفادى أثر الصوت الذى يحدث نتيجة احتكاك جنازير الدبابات بالأسفلت وسلكت الدبابات الإسرائيلية الوادى المنخفض شمال غرب قطاع الشجرة فى سيناء ووصلت فى تقدمها إلى مسافة 8 كيلو مترات من الضفة الشرقية للقناة مع انبلاج نور نهار يوم الثلاثاء 9 أكتوبر لتواجه بأخطر وأذكى كمين مصرى من صائدى الدبابات المختبئين فى حفر تحت الأرض أو فى براميل خداعية لتصب على الإسرائيليين نيران كالحمم من كل اتجاه بدانات «آر بى جي» وصواريخ «ساجر».. وبعد أقل من 3 ساعات يخرج من دبابة القيادة الإسرائيلى العقيد عساف ياجورى قائد اللواء 30 مدرع يحمل فى يده منديلا أبيض ويسلم نفسه طواعية للمهاجمين المصريين الذين نقلوه على الفور إلى مركز قيادة الفريق الثانى مشاة حيث استقبله اللواء حسن أبو سعدة وقدم له كوبا من الشاى الساخن وباكو من البسكويت... وغدا نواصل الحديث [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله