عاتية هي عواصف الزمن، هبت واقتلعت الاسرة من جذورها وتناثرت احلام الاب والام علي واقع مرير هو فقد قرة العين ومهجة القلب وفقدا السند والامان ومن كانا سيتكئان عليه عند الكبر ومن كان سيحمل نعشهما ويواري جسدهما خلف الثري وراح ابنهما الوحيد علي أيدي ثلاثة مسجلين خطر لسرقته وعندما تيقنوا ان جيوبه خاوية من المال سرقوا روحه ليترك لاسرته اللوعة والحسرة ابد الدهر وحتي يحلق طائر الاحزان في سماء البيت المتواضع بعد ان خلا من ضحكات الشاب ومداعباته لشقيقاته ووالديه. احاط الفقر الاسرة المكلومة بأسياخ من حديد وانجب الاب طابورا من البنات حتي رزقته الاقدار بالولد وهو محمد قره العين وتمني الاب المزارع البسيط ان يراه طبيبا او مهندسا ولكن الفقر حال دون تحقيق احلامه وانفرطت عقود اماله امام الواقع المرير بأنه لايملك قوت يومه فكيف يأتي بالمال لتعليم ابنه الوحيد وتحقيق الحلم المستحيل وانخرط الابن في أبيار شجن أبيه وشاركه أعباءه ومنذ نعومة أظافره ودع طفولته وسنوات صباه وشد الرحال للعمل لإطعام الأفواة الجائعة. كعادته كل يوم خرج محمد فوزي سائق «توك توك» بحثا عن الرزق الحلال وغادر منزله بقليوب واستقل التوك توك وعندما تربص له ثلاثة من المسجلين خطر والذين تلطخت اياديهم بدماء العديد من الابرياء من اجل سرقتهم وقتلوا الصبي وسرقوا التوك توك الخاص به، لكنه لم يتخيل ان هذا اليوم هو الاخير في حياته.تمكن الرائد عنان حجاج رئيس مباحث قسم قليوب من ضبط الجناة وكشف غموض العديد من الجرائم التي ازهقت ارواح العديد من الابرياء وكان الجاني فيها مجهولا حتي انكشف المستور بالمصادفة وتبين انهم قتلوا ثلاثة سائقين توك توك لسرقتهم والقوا بجثثهم في الطريق العام لتنهشهم الكلاب الضالة وتتفرق دماؤهم بين الدروب. البداية عندما تلقت اجهزة الامن بالقليوبية بلاغا بالعثور علي جثة سائق «توك توك» ملقاة في الشارع واختفاء المركبة التي يعمل عليها حيث تبين ان وراء الواقعة 3 عاطلين يكونون تشكيلا عصابيا لسرقة مركبات التوك توك بالإكراه بقليوب، وكشفت التحريات التي أشرف عليها اللواء سعيد شلبي مدير أمن القليوبية والعميد حسام فوزي رئيس مباحث القليوبية والعقيد جمال الدغيدي رئيس فرع البحث الجنائي أن الجثة لشخص يدعي محمد فوزي عباس سائق توك توك وتم التعرف عليه بمعرفة والده وتبين أن ثلاثة عاطلين قتلوه لسرقته وتم ضبطهم وبمواجهتهم أمام النقيب مصطفي كامل معاون المباحث اعترفوا بقتل ثلاثة أشخاص آخرين خلال ستة أشهر لسرقتهم وألقوا بجثثهم في الطريق العام وأمرت النيابة بحبسهم.