الهلال السعودي يحدد تطورات إصابة بونو    السجن 5 سنوات لعامل دهس شاب بسيارته في منطقة أوسيم    صحف الاحتلال الإسرائيلي تكشف خطة «نتنياهو» حول إدارة غزة بعد الحرب    بايدن يعتزم السفر إلى ألمانيا هذا الأسبوع وأنجولا في ديسمبر    رئيس جامعة الجلالة: 4700 سرير في سكن الطلاب.. وبناء وحدة طبية للطوارئ    مصر للطيران: تسيير رحلة جوية استثنائية لنقل 304 مصريين مقيمين بلبنان    بالأسماء.. انقلاب ميكروباص بالطريق الزراعي الشرقي في قنا    البيان الختامى للقمة الخليجية الأوروبية: ندعم جهود مصر وأمريكا وقطر لوقف إطلاق النار بغزة    البيت الأبيض: أرسلنا الخطاب الأخير لإسرائيل بشأن الوضع الإنساني في غزة    دبّرنا احتياجاتنا لفترات طويلة وجاهزون بسيناريوهات متعددة    الجزيري وفرج يصلان إلى القاهرة للسفر مع بعثة الزمالك إلى الإمارات    مودرن سبورت يفوز على النصر الليبي وديًا بثنائية جوناثان وعاطف    سفير الصومال يشيد بدور أمريكا لدعم بلاده في مكافحة الإرهاب    روسيا تتهم الولايات المتحدة بزيادة خطر تأجيج الصراع في شبه الجزيرة الكورية    الطقس غدًا .. انخفاض كبير في الحرارة والعظمى على القاهرة 29°    مصرع فتاة صعقا بالكهرباء في أسوان    معروضات المتحف الكبير تبهر السياح والمصريين    في الذكري ال 13 لوفاته.. ميريت الحريري عن والدها: «ترك سيرة عطرة»    بعد نجاحه في «برغم القانون».. وليد فواز يتعاقد على «فقرة الساحر»    موعد صلاة جنازة وعزاء جدة الفنانة ملك قورة    بعد اعتذاره عن حفله بمهرجان الموسيقى العربية.. أحمد سعد يستعد لإجراء عملية جراحية    إعلان الكشوف النهائية للمرشحين بنقابة الصحفيين الفرعية بالإسكندرية.. غدًا    عبدالرحيم على: تعيين اللواء عباس كامل مستشارًا لرئيس الجمهورية ومنسقًا للأجهزة الأمنية خطوة تاريخية    ميناء دمياط يستقبل 104 آلاف طن قمح لصالح السلع التموينية    أمين الفتوى يوضح على قناة الناس حكم استخدام "الهارد جيل" والأظافر الصناعية    خالد الجندى: الإعلام والسوشيال ميديا لهم تأثير غير طبيعى على تكوين شخصية الإنسان    نائب محافظ قنا يتفقد أنشطة مبادرة "بداية جديدة" بقرية أبودياب    محطة قطارات الصعيد الجديدة.. هل تكون نواة لمشروعات جديدة مستقبلًا | خاص    غدًا.. انطلاق بطولة العالم للأندية للسباحة بالزعانف في إيطاليا    أخبار الأهلي: تفاصيل توقيع عمر سيد معوض لصفوف ريال بيتيس الإسباني    اتفاقيات تعاون تمهيدا لتشغيل خط الرورو بميناء دمياط    مصطفى مدبولي: المتحف المصري الكبير هدية للعالم ويسهم في جذب السياح    «الأسد» يستمتع بدبي.. إلى أي مدينة تسافر حسب برجك؟    «الري» و«إدارة المياه» يبحثان دعم «التكيف مع التغيرات المناخية»    «التعليم» توجه بمتابعة الأداءات الصفية والمنزلية والتقييم الأسبوعي (تفاصيل)    الرقابة المالية: نعمل على تطوير حلول تأمينية تناسب احتياجات المزارعين    وزير الصحة ونظيرته القطرية يبحثان سبل التعاون    دوري أبطال إفريقيا - هوبير فيلود مدربا جديدا للجيش الملكي    فيلم بنسيون دلال يحقق مليون و243 ألف جنيه في أول أسبوع عرض    تضامن الفيوم تنظم قافلة طبية لغير القادرين بمركزي أبشواي وأطسا    الوطني الفلسطيني: تصريحات وزيرة خارجية ألمانيا خروج عن القيم الإنسانية وشرعنة للإبادة الجماعية    محافظ سوهاج يقود حملة مكبرة للرقابة على الأسواق والمحال وتحقيق الانضباط بالشارع    ضبط 9 أطنان دقيق بلدى مدعم محظور تداوله بالباجور    طب أسيوط تنظم المؤتمر السنوي الرابع لقسم الأمراض الباطنة والكُلى    تجنبها لخسارة الوزن.. أسباب الاستيقاظ من النوم جائعًا    علي ماهر يطمئن على خالد صبحي بعد إصابته مع المنتخب في مواجهة موريتانيا    نائب وزير الإسكان يبحث مع شركة عالمية توطين صناعة المهمات الكهروميكانيكية    حكم إخراج الزكاة على ذهب المرأة المستعمل للزينة.. الإفتاء تجيب    الأزهر للفتوى محذرا من تطبيقات المراهنات الإلكترونية: قمار محرم    النائبة مايسة عطوة: مصر والسعودية تسعيان إلى زيادة الفرص الاستثمارية بين البلدين    وزيرة التضامن تقرر تشكيل لجنة لتطوير الوحدات الاجتماعية بالجمهورية    إعدام 15 طن أسمدة مغشوشة وضبط 5 أطنان فول صويا يشتبه فى صلاحيتها بالغربية    يويفا يكشف موعد قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026    برغم القانون الحلقة 24.. تقرير الطب الشرعي يثبت عدم نسب الأبناء لأكرم    عضو لجنة الفتوى بالأزهر يوضح صيغة دعاء نهى النبي عنها.. احذر ترديدها    «العمل» تنظم ندوة لرعاية العمالة غير المنتظمة بالمشروعات القومية بالمنيا    الولايات المتحدة لا تزال أكبر سوق تصدير للاقتصاد الألماني    البرازيل تسحق بيرو برباعية وتقترب من التأهل إلى مونديال 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير إخباري : الحرب الباردة تعود عبر بوابة دمشق
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 09 - 2015

التاريخ يعيد نفسه من جديد داخل أروقة الأمم المتحدة، «الحرب الباردة» تفرض نفسها، وإن كان فى شكل «حرب كلامية» باردة. روسيا تضع الولايات المتحدة فى القفص وتكيل لها الاتهامات وتحملها مسئولية فشل سياسات «القطب الأوحد» وانعكاسات ذلك على العالم،
وهو ما جعل الرئيس الأمريكى باراك أوباما يبدو وكأنه يقف وحيدا لا يستطيع الدفاع عن نفسه فى مواجهة هجوم نظيره الروسى فلاديمير بوتين. هدم دول وتحويلها إلى فاشلة، تصدير الديمقراطية بالقوة، وفرض أنظمة حكم، واستخدام القوة العسكرية بدون تفويض من الأمم المتحدة، وظهور داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية.. قائمة طويلة من الاتهامات التى كالها بوتين لنظيره الأمريكي. بوتين ذهب إلى الأمم المتحدة، لأول مرة منذ 10 سنوات، يمتلك مبادرة لحل الصراع السورى تعتمد على تحالف دولى ودعم الرئيس السورى بشار الأسد فى حين لا يمتلك أوباما «استراتيجية خروج» باعترافه. وعلى الرغم من الاجتماع الذى استمر بين الرئيسين أكثر من 90 دقيقة، والذى يعتبر الأول منذ عامين، والذى وصفته موسكو بالبناء، فإن بوتين شن أعنف هجوم على سياسات الولايات المتحدة، والتى اعتبر أنها تراوح مكانها منذ الحرب الباردة.
الحصانة من المحاسبة
وخلال وقوفه على منصة الجمعية العامة، وجه بوتين اتهامات صريحة إلى الولايات المتحدة فى التسبب فيما يحدث فى العالم من كوارث سياسية واجتماعية، وذلك بسبب السياسات القائمة على الثقة فى النفس والاعتقاد بالاستثنائية والحصانة من المحاسبة. وقال : «مركز الهيمنة الوحيد الذى ظهر بعد الحرب الباردة انتهي، إن الذين يظنون أنفسهم على قمة الهرم يميلون إلى الاعتقاد أنهم إذا كانوا أقوياء واستثنائيين، فإنهم يعرفون ما هو أفضل للآخرين»، فى إشارة إلى أن الولايات المتحدة ليست القطب الوحيد فى العالم مثلما حدث بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، موضحا أنه «يجب أن نتذكر دروس الماضى ممثلا فى أجزاء من تاريخ الكتلة السوفييتية السابقة».
تصدير الثورات
الرئيس الروسى أكد أن «البعض لا يتعلم من أخطاء الآخرين، بل يواصل تكرارها، وأن تصدير ما يسمى بالثورات الديمقراطية يتواصل». وذكر بوتين بالجرائم الأمريكية فى المنطقة بداية من تحويل مجموعة من الدول فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى فاشلة، وفى مقدمتها سوريا وليبيا، وتركها فى حالة عارمة من الفوضي، وانتهاء بمحاولات تصدير الديمقراطية وفرض نظم للحكم بالقوة. ودلل بوتين على هذه الاتهامات بالقول إن ثورات الشرق الأوسط، حيث كان يرغب الناس فى التغيير لكن بدلا من الإصلاحات وانتصار الديمقراطية والتقدم، ولدت العنف والفقر والكوارث الاجتماعية وتدهورت حقوق الإنسان بما فيها الحق فى الحياة.
سوريا
ووقف الرئيسان الأمريكى والروسى على طرفى النقيض فيما يخص حل الأزمة السورية حيث دعا بوتين إلى تشكيل تحالف عالمى لإنقاذ سوريا، موضحا أنه «سيكون خطأ هائلا رفض التعاون مع الحكومة السورية وقواتها المسلحة التى تقاتل الإرهاب وجها لوجه» بينما رد أوباما بأن بلاده على استعداد لتجرع «الدواء المر» بالتعامل مع روسيا وإيران، محذرا من دعم الرئيس الأسد، ومؤكدا أنه لا عودة للوضع القائم قبل الحرب الأهلية.
ليبيا
وردا على انتقادات بوتين حول ليبيا، واتهامه واشنطن بالتسبب فى الوضع الذى آلت إليه، قدم أوباما، من جانبه، اعترافا نادرا بالفشل فى تحقيق انتقال سلمى فى ليبيا، وقال «حتى ونحن نساعد الشعب الليبى على إنهاء حكم طاغية كان بوسع تحالفنا، وكان لزاما عليه، فعل المزيد لملء الفراغ الذى تركه». وجدير بالذكر هنا أن الرئيس الأمريكى أقر فى كلمته أمام الجمعية العامة بأن بلاده ارتكبت «أخطاء» فى ليبيا.
تجاوزات أمريكية
وحاول الرئيس الأمريكى أيضا الرد على اتهام بوتين بالتجاوزات الأمريكية لدور الأمم المتحدة، حيث حذر من أنه بعد 70 عاما من ميثاق الأمم المتحدة، يجادل البعض بأن المنظمة لم تعد صالحة، وأن الدول ينبغى عليها العودة إلى الأساليب القديمة فى التعامل مع بعضها البعض. وفى نهاية المبارزة الكلامية، شدد أوباما على أن الولايات المتحدة لا «ترغب فى العودة إلى الحرب الباردة»، ولكن بدلا من ذلك تريد أن تقوم روسيا بحل الأزمة دبلوماسيا»، بينما دعا بوتين إلى التعلم من دروس التاريخ وعدم تكرار الأخطاء.
فتور
وختاما، وعلى الرغم من تبادل الأنخاب بين الغريمين اللدودين بوتين وأوباما خلال لقائهما، فإن هذه اللقطة لم تخف الابتسامة الفاترة التى بدت على وجهيهما قبل بدء المعركة الكلامية بينهما على منصة الجمعية العامة، وهو ما يؤكد أن البلدين دخلا فى أجواء حرب باردة حقيقية، وأن هذه الحرب تأتى عبر بوابة الأزمة السورية، فضلا عن ملفات أخري، ومن بينهم قضية أوكرانيا، التى استغلها الرئيس الأمريكى أيضا لاستباق الهجوم على السياسات الروسية، إلا أنه لم ينجح فى مسعاه، فظهر بوتين فى الكلمة التالية له أكثر شراسة ومنطقية، وعبرت كلماته عن حقائق الأمور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.