استعدت هيئة النقل العام لاحتفالات العيد بتوفير رحلات الأتوبيس النهرى لتكتمل فرحة عيد الأضحى لدى كثير من المواطنين بالتنزه والرحلات النيلية على ضفاف النهر سواء باستخدام المراكب البسيطة كالقوارب أو الكبيرة ذات الشراع ، فيعتبر الأتوبيس النهرى أهم مايستقبل أبناء القاهرة الكبرى بطول نحو 50 كيلو مترا من جنوب حلوان حتى القناطر الخيرية ، فهو محور متعتهم فى النيل خاصة الاطفال والشباب من الجنسين طوال أيام العيد.، وشهد أول أيام العيد أمس إقبال أعداد كبيرة من المواطنين من كل الفئات السنية والاجتماعية وبلغ سعر الرحلة مابين 5و 15 جنيها لربع الساعة ، أما المراكب الشراعية فيبلغ السعر فى الرحلات الجماعية خمسة جنيهات للفرد، وكذلك بالنسبة للرحلة القصيرة بالأتوبيس، أوحسب طول المسافة ، ومستوى الأتوبيس. ويلاحظ فى هذا العيد اتجاه المواطنين إلى الأتوبيس النهرى باعتباره تابعا للحكومة لا يستغل المناسبة، وتعريفته محددة، ولا يعرض المواطن للاستغلال من أى نوع، فبعد تطوير بعض الوحدات هناك 46 وحدة أتوبيس تستوعب أكثر من 150, ألف مواطن خلال أيام العيدالأربعة ، كما أنه يستغل للحفلات والأفراح والزواج والتى تكثر فى هذه الفترة أيضا حيث يستوعب الأتوبيس الواحد بين 100 و150 فردا فى الرحلة الواحدة حسب شعبان متولى الموظف بالهيئة ، وتختلف الأتوبيسات النهرية حسب السعة فى الكراسى المعدة للجلوس والخدمات المتوافرة والكافتيريات والتأمين بأنواعه، فهناك نوع مغطى يستوعب العدد المعتاد من الركاب، وهناك النوع المكشوف الذى يسمح بأعداد أكبر ويفضله الشباب والأطفال لرؤية الشاطئ والخضرة، وهناك خمسة مراس أساسية محددة هى كوبرى الجامعة ومحطة الساحل وهى الموقع الرئيسى ومحطة مصر القديمة وإمبابة وآخرها محطة القناطر الخيرية.، ويبدأ عمل الأتوبيس النهرى من السابعة صباحاً حتى العاشرة مساء فى أيام العيد فقط، بينما فى الأيام العادية ينتهى العمل به فى الثامنة وبأجرة جنيهين سعرا موحدا طوال العام، وتزيد إلى 5 فى الأعياد أوحسب المسافة البعيدة مثل القناطر الخيرية التى تجتذب عشرات الآلاف من المواطنين فى العيد وعلى مدى العام أيضا مع التأمين الكامل خاصة بعد حادث الوراق . متعة البسطاء وقال : إن النيل هو متعة البسطاء والأغنياء فى مصر على السواء ويرتبط بالذكريات الجميلة، مع التنزه بمركب شراعى فى النيل أو استقلال الأتوبيس النهرى للاستمتاع من ناحية ، واستخدامه وسيلة مواصلات بعيدا عن الزحام المرورى أحيانا ، وانتبهت الحكومة إلى أهميته فقررت تطويره ليدخل ضمن حلول مشكلة ازدحام المرور فى خدمة المواطنين. وحسب مجدى كيرلس مدير مشروع التاكسى النهرى ، فإن الأتوبيس النهرى بدأ لأول مرة على ضفاف مياه النيل فى عام 1962 وكان تابعا لمحافظة القاهرة والتى استخدمته فى نقل السياح الأجانب إلى المناطق السياحية القريبة من النيل فى مصر القديمة والجيزة وبرج القاهرة، فكانت الشركات السياحية تضع الأتوبيس النهرى دائما ضمن برامجها السياحية وكانت محطاته ضمن الدليل السياحى الذى يحتفظ به كل سائح أجنبى عند زيارته للقاهرة. ،وفى عام 1966 تم نقل تبعية الأتوبيس النهرى من محافظة القاهرة إلى هيئة النقل العام وهنا بدأت بعض السلبيات وتحول من مشروع سياحى إلى وسيلة مواصلات تحتاج التأمين لأرواح مواطنين. مقعد لكل راكب ويوضح المهندس سالم محمود المدير بالهيئة أن المواطنين يفضلون الأتوبيس النهرى فى العيد لأسباب كثيرة، منها تجنب الأصوات العالية والضجيج بالشوارع والأحياء، والتى تسبب التوتر العصبى والصداع، كما يتوافر بالاتوبيس مقعد لكل راكب، ويلتزم فى رحلاته بمدة محددة تتراوح بين نصف الساعة للرحلة القصيرة وساعة ونصف الساعة للطويلة ، ويحقق الراكب فيها راحة نفسية مع رؤية سطح مياه النيل وسماع الأغانى أحيانا فى الاتجاه لأحد المراسى أو بعرض النهر ، وضمان الوصول فى الوقت نفسه لأماكن نزهة أخرى مثل حديقة الحيوان عند الرسو فى مرسى الجامعة، ولعل هذا الإقبال كان دافعا حقيقيا وعمليا لاستخدام النهر وسيلة عملية لحل مشكلات الازدحام فى القاهرة وتطوير هذا القطاع التابع لهيئة النقل العام، وجعله مرفقا حيويا وخدمة حقيقية بعد إهماله سنين طويلة، فإذا كان مترو الأنفاق أسهم إلى درجة كبيرة بالخدمة لمناطق محددة، فإن توظيف النهر كوسيلة مواصلات تحل مشكلة المواصلات فى مناطق أخرى، حيث اعتمد عليه القدماء فى حركتهم الانتقالية، كما أن الأتوبيس النهرى يستهلك أقل من واحد على سبعة من استهلاك الوقود فى الأتوبيس العادى للهيئة. وقال : إن الرحلات تبدأ من منطقة (هابى لاند) بالمظلات وتستغرق نحو ساعة ونصف الساعة، بينما هناك وحدات عادية من الأتوبيس النهرى سعتها نحو مائة كرسى مغلقة من الأمام ومفتوحة من الخلف وتكون النزهة بها عادة فى المراسى القريبة وحول جزيرة الدهب، كما أن هناك نحو 14 وحدة أخرى مغلقة الأسطح وبها نوافذ تطل مباشرة على سطح النهر، وتكون رحلتها فى حدود ثلث الساعة بالنيل، وهى تقدم خدمة مزدوجة سواء للانتقال أوالتنزه، وتشمل رحلاتها حديقة الأسماك وحديقة الحيوان بكوبرى الجامعة وكلية الزراعة وجزيرة وردان.