تتعرض رواية "ثمن العفة" للكاتب الصحفى محمد عزالدين لعدد كبير من السلبيات التى يعيشها المجتمع المصري، مع التركيز على معاناة «المرأة» من خلال بطلة العمل أو «ميس أمل»، التى عكف والدها - قبل رحيله - على تربيتها بطريقة مُختلفة عن أقارنها من الفتيات أملًا فى حياة أفضل لها، ولكن سرعان ما تغيرت مجرى حياتها واصطدمت بجريمة أصبحت هى محورها، لم تخلو الرواية «ميس أمل» من رسائل تربوية قوية فى قالب بوليسى مُشوق وسرد مُتماسك وتسلسل رائع، وبحبكة درامية مُحفزة على مُتابعة القراءة. فكما تصف إحدى عبارات الرواية: «صحيحٌ أن لأمل باعَا طويلا فى مُمارسةِ الرياضة ومُطالعةِ الجديد فى دُنيا العلوم، ولكن متى اعتمد مُجتمعها الذى تَعيشُ به هذه الصفات ليُنئيها جانبًا عن كونها مُجرد فتاة، له أن يَستَحل التأثيرُ فيها كيفما يشاءُ مُستخدمًا نقاط ضعفِ خَلَقتها عاداتهِ وتقاليدهِ». وواصلت الرواية وصف التغييرات المفاجئة لحياة «أمل»، والتى تطرق إليها الكاتب قائلا: "باتت تَخشى مُستقبلاِ مُبهم المعالم إلا من مناطقِ تشاؤمهِ وتَعيشُ حاضرُ بدت أيامه هادئة الظاهر وإن كانت على حقيقتها مُستعرةً الباطن، أما ماضيها فقد بدأت أيامه وتَعاظمت أحداثه منذ أن وطئت أقدامها التجمُع الخامس لأول مرة، يومها فقط.. أمنت بقدرةِ الزمان على إبهارها بقسوتهِ وأقرت بمعنى الانصياعُ لرغبتهِ، جَرَفتها رياحُ ذلك اليوم إلى شواطئ جديدةِ لم تَسمحْ أمواجه العاتيةَ لها بالعبور ومُتابعةِ حياتها.. كما لم تُمهلْها رماله المُتصلبة من تحت أقدامها فرصةً للانتظار والتروي.. كان الجحيمُ بالنسبةِ لها مكانا أكثر هدوءً مما هى عليه!".