لعل الأحداث التى وقعت فى المنامة وكادت تتطابق مع كثير من الأحداث التى شهدتها القاهرة، هى التى عملت على بث شعور متبادل بين البلدين بأن المخاطر التى تهدد مستقبل كلا البلدين واحدة وأن هناك أعداءً مشتركين يتربصون بالمنطقة العربية كلها وفى القلب منها مصر.. وكان الوعى القومى لدى القائمين على الأمر فى البحرين تحت حكم الملك حمد بن عيسى آل خليفة وراء الموقف المساند والداعم لمصر، ففى أحلك الظروف وبالرغم من فترة حكم الإخوان تقاربت البحرين مع المصريين حتى أزيح الكابوس الرابض على صدرها فى 30 يونيو 2013. وقد أصدرت سفارة المملكة البحرينية كتابا مجلدا فى طباعة فاخرة، مشاركة منها فى ذكرى مرور عامين على ثورة 30 يونيو تحت عنوان «عامان على ثورة 30يلونيو.. البحرين ومصر. مواقف لاتنسي».. والكتاب تذكارى مدعم بالصور التى تجمع مابين مسئولين مصريين ويحرينيين خلال العامين الماضيين اللذين عكسا مدى التقارب المصرى البحرينى على المستويات كافة. ووصف الكتاب فى مقدمته ثورة 30 يونيو بأنها بمثابة تجديد لقيام مصر الجديدة وتعزيز حضورها الإقليمى والدولة، كذلك ألمح الكتاب من خلال مقدمته، إلى دور الجالية المصرية فى البحرين فى نهضة البلاد وألمح لما وصفه بالربيع الخاص الذاتى بالبحرين بفضل الإصلاحات الشاملة التى جرت منذ تولى الملك حمد بن عيسى حكم البلاد فى عام 1999 وما تحقق من مكتسبات ديمقراطية متلاحقة مستندة للإرادة الشعبية التى تجدت فى إقرار ميثاق العمل الوطنى عام 2001بتأييد شعبى كاسح من البحرينيين. وغلاف الكتاب عبارة عن صورة تجمع ما بين جلالة الملك حمد بن عيسى مملكة البحرين العربية وعبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية وتوضح الصورة الزعيمين العربيين وهما يمسكان بيد بعضهما بعضا فى دلالة واضحة على متانة وعمق علاقات الأخوة بين الشعبين المصرى والبحريني. وتعكس تسجيلات اللقاءات التعاون المصرى البحرينى على المستويات الإستراتيجية والثقافية والاقتصادية والقانونية، مدى اهتمام البحرين بتسجيل الفاعليات واللقاءات ومتابعتها أولا بأول. الكتاب كذلك يعتبر وثيقة تاريخية على درجة عالية من الأهمية، حيث يرصد الاتصالات والفعاليات والمعارض والزيارات المتبادلة التى تمت بين الشخصيات على المستويات الرسمية والشعبية أو الوفود.. مثل زيارات قام بها الإمام الأكبر الشيخ د.أحمد الطيب شيخ الأزهر وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية السابق ولكن تثير الشجن زيارة مصورة إلى البحرين قام بها الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام فى نوفمبر 2014 وهو الذى اغتالته يد الغدر يوم 29 يونيو 2015 فى القاهرة فى محاولة دنيئة لإفساد ذكرى الثورة.. كما أعطى الكتاب أهمية كبرى لإبراز الاهتمام بالأزهر الشريف والمؤسسات الثقافية والشخصيات العامة، كما ينشر صورا لزيارة الشيخة مى آل خليفة لكثير من المواقع والمعارض والفاعليات الثقافية والفنية فى مصر. والكتاب يقع فى 375 صفحة تتصدره كلمات عن عمق الاعتزاز بمصر كشقيقة كبري، أولاها كلمة لجلالة الملك حمد بن عيسى وصاحب السمو الملكى الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكى الأمير سلمان بن حمد ولى العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء والشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية والشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة سفير المملكة لدى مصر ومندوب البحرين الدائم فى الجامعة العربية. الكتاب: عامان على ثورة 30 يونيو.. البحرين ومصر مواقف لا تنسي الناشر: سفارة البحرين فى القاهرة 2015.