التطورات الدولية الأخيرة التى شهدتها الساحة السورية تنذر بتطورات أكثر خطورة على صعيد الشرق الأوسط وربما العالم بكامله, فحديث القوى الغربية وحلف الأطلنطى عن تورط روسيا عسكريا بأكثر مما هو معلن فى الصراع السورى الملتهب صب مزيدا من الزيت على نار الحرب الأهلية وكشف عن مزيد من التورط الدولى فى هذا المشهد المأساوى, والأخطر أن موسكو لم تسارع ولم تبادر إلى نفى تلك التقارير كما يحدث عادة فى مواقف مشابهة, بل لقد سارعت وعلى لسان وزير خارجيتها سيرجى لافروف إلى تأكيد تلك الأنباء وتأكيد وجود قوات وعتاد وأسلحة روسية على الأراضى السورية ليس اليوم فقط ولكن منذ زمن بعيد. وذهب لافروف أبعد من ذلك بتأكيده أن بلاده سوف تقدم مزيدا من الدعم لدمشق وسوف تقاتل إلى جانب قوات الأسد إذا لزم الأمر، خاصة ضد داعش, ويبدو أن المبرر الأخير الذى ساقه ينسجم مع الذرائع والحجج الغربية التى تمارس من جانب التحالف الدولى بقيادة واشنطن لتدمير سوريا ومن الواضح أن تلك التصريحات المنطلقة من حقائق ميدانية على الأرض قد أثارت الكثير من الانزعاج فى المعسكر الأمريكى- الغربى لكونها تزيد من تعقيد المشهد وتزيد من احتمالات اندلاع مواجهات دولية شاملة حتى وإن ظلت سوريا وحدها الملعب الرئيسى لها, ولكن خطورة الموقف وتشابك خيوطه تهدد بتصعيد قد يصعب احتواؤه وقد يفلت من بين أيدى الجميع نظرا للمصالح الإستراتيجية الكبرى لكل طرف, وأيضا نتيجة عدم اتفاق أطراف المنطقة على موقف موحد من الأزمة, فبينما تورطت أطراف إقليمية حتى النخاع فى الصراع لإسقاط الأسد، فإن دولا أخرى ترفض هذا النهج ليس دفاعا عن الأسد تحديدا ولكن عن وحدة سوريا, ويجب عدم نسيان تطور عسكرى جديد قد يضيف مزيدا من الوضوح للمشهد يتمثل فى إعلان باريس انطلاق عملياتها العسكرية الداعمة للتحالف الأمريكى لتدمير سوريا. لاشك فى أن الإعلان الفرنسى هو تمهيد لمرحلة جديدة ومختلفة من هذه الحرب وكذلك الموقف الروسى, لتبقى الاحتمالات جميعها مفتوحة على تطورات خطيرة. لمزيد من مقالات عماد عريان