فى الوقت الذى واصلت فيه القوات المسلحة العملية الشاملة «حق الشهيد» لليوم الخامس على التوالى لمحاصرة العناصر والبؤر الإرهابية بشمال سيناء، استشهد 4 جنود و وأصيب 3 ضباط و4 أفراد آخرين أمس نتيجة لانفجار عبوة ناسفة أثناء تبادل اطلاق النيران مع العناصر التكفيرية، كما لقيت سيدة وطفل مصرعهما، وأصيب عدد من المواطنين برفح نتيجة تفجير سيارة مفخخة بواسطة العناصر التكفيرية فى أثناء تحرك القوات، فى محاولة يائسة من تلك العناصر لإحداث وقيعة بين قوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية، وبين المواطنين من أهالى المنطقة. وقامت القوات بفرض طوق أمنى بمحيط مدينة رفح، وتمشيط المنطقة للتعامل مع العناصر الإرهابية والقبض على المشتبه بهم. ويأتى حادث رفح الإجرامى نتيجة للملاحقة المستمرة للعناصر التكفيرية، وتضييق الخناق عليهم ومحاصرتهم، حيث تواصل القوات المسلحة والشرطة تنفيذ مهامهما بكل قوة وإصرار بمناطق مكافحة النشاط الإرهابى بشمال سيناء، مؤكدين العزم على الثأر لكل الشهداء والأبرياء من أبناء سيناء الشرفاء، واستعادة الأمن والاستقرار، وتهيئة المناخ الملائم للتنمية بسيناء. وفى اليوم الخامس لعملية «حق الشهيد»، استمرت أمس عمليات التمشيط والمداهمة التى تنفذها المجموعات القتالية التابعة للقوات المسلحة مدعومة بوحدات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة المدنية وبمعاونة عناصر من القوات الجوية والبحرية وحرس الحدود، لإحكام السيطرة على مدن العريش ورفح والشيخ زويد، والقضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية. وقد أسفرت العملية أمس عن مقتل 98 إرهابيا، ليرتفع عدد القتلى فى صفوفهم إلى 232 قتيلا، والقبض على 23، ليرتفع عدد المشتبه فيهم إلى 218 من المشتبه فى تورطهم فى تنفيذ عمليات إجرامية ضد قوات الجيش والشرطة والمؤسسات العامة والخاصة، وتفجير 59 عبوة ناسفة تم زرعها لاستهداف عناصر القوات المسلحة على محاور التحرك، كما تم تدمير وإحراق عدد كبير من العشش والأوكار التى تتمركز بها وتنطلق منها العناصر الإرهابية، وتدمير 19 عربة متنوعة الأحجام، تستخدم فى نقل المتفجرات والعناصر الإرهابية من خلال الدروب الصحراوية، وتم ضبط 107 دراجات نارية بدون لوحات معدنية يتم استخدامها فى مراقبة واستهداف القوات، وكذلك اكتشاف وتدمير 6 فتحات أنفاق على الشريط الحدودى، وملجأين تتحصن بهما العناصر التكفيرية، وتدمير 5 مخازن للمؤن والمواد الغذائية والإدارية الخاصة بإعاشة الإرهابيين. وأكدت القوات المسلحة، أن الاستحقاق الأخير من خارطة الطريق، سيكتمل بإجراء الانتخابات البرلمانية فى شمال سيناء، بعد تطهيرها بالكامل من البؤر الإرهابية، وأن تأمين الناخبين أثناء عمليات الاقتراع بالمحافظة مسئولية القوات المسلحة التى لن تسمح لأى قوة مهما كانت بأن تفسد فرحة المصريين باستحقاقهم البرلمانى. وفى تعليقهم على «حق الشهيد»، أكد عدد من الخبراء العسكريين أن العملية هى الأضخم للقضاء على الإرهاب بسيناء، ووصفوها بأنها أكبر هجوم برى وجوى تشهده سيناء منذ حرب أكتوبر 1973، تمهيدا لبدء مراحل التنمية بسيناء، وربطها بالوادى. وأكد اللواء عبدالمنعم سعيد، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق ومحافظ جنوبسيناء سابقا، أن العملية ستشمل عدة مهام للقوات المسلحة، وستشارك بها أسلحة متنوعة، متوقعا استمرار العملية حتى يتم تطهير سيناء بالكامل من العناصر الإرهابية على خلاف العمليات السابقة، موضحا أن العملية تعتمد على أسلوب جديد فى مواجهة تمركزات الإرهابيين والسيارات الملغومة والعبوات الناسفة، وأن هناك تطورا كبيرا فى أداء القوات. وقال إنه من الصعب تحديد موعد انتهاء العملية العسكرية فى سيناء، لأن الحرب على الجماعات الإرهابية، وحرب العصابات تستغرق أوقاتا طويلة. ومن جانبه، أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق وأستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، أن العملية لن تؤثر على المدنيين، لأن القوات المسلحة كثفت إجراءات تأمين الأهداف الحيوية والمرافق والممتلكات العامة والخاصة بالمنطقة، مشيرا إلى أن هناك ضوابط عديدة وضعتها القوات المسلحة لحماية المدنيين الأبرياء.