تواصلت في ألمانيا أمس ردود الفعل الغاضبة إزاء حملة "إقرأ" السلفية التي تهدف لتوزيع ملايين من نسخ المصحف الشريف المترجم إلي الألمانية مجانا في مدن البلاد. في الوقت الذي تشهد فيه المواجهة بين منظمي الحملة من أنصار التيار السلفي في كولونيا والمسئولين والسياسيين الألمان تصعيدا جديدا, بعد أن أكد المنظمون استمرار حملتهم لتوزيع نسخ المصحف علي المارة خلال عطلة نهاية الأسبوع التي تبدأ اليوم- السبت- في كبري المدن الألمانية مثل برلين وهامبورج وفيسبادن. ومن جانبه, أكد رالف ييجر وزير داخلية شمال الراين وستفاليا أن المشكلة ليست في توزيع المصحف, مشيرا إلي أن هذا أمر يسمح به الدستور الألماني, وإنما في استخدام حملة توزيع المصحف من قبل التيار السلفي المتشدد في المانيا لنشر أيديولوجيات متطرفة تتناقض مع مباديء الدستور والحريات الديمقراطية في المجتمع الألماني, بحسب تعبيره. وصرح متحدث باسم جهاز حماية الدستور في ألمانيا بأن التيار السلفي في ألمانيا لا يعبر عن روح التسامح التي ينادي بها الإسلام المعتدل الذي تدين به الغالبية العظمي من المسلمين في المجتمع الألماني. من ناحية أخري, حذر مثقفون ألمان من اندلاع أزمة جديدة بين ألمانيا والعالم الإسلامي بسبب إثارة مشاعر ملايين المسلمين في العالم إذا تم التخلص من ملايين النسخ من المصحف المترجمة إلي الألمانية التي تمت طباعتها ولم توزع بعد, وذكروا السلطات الألمانية بما حدث بسبب حرق الجنود الأمريكيين للمصاحف في أفغانستان, خاصة في ظل عدم إمكانية تدوير المصاحف المقدسة بالنسبة للمسلمين, كما يحدث مع الكتب والصحف الأخري. يذكر أن الحملة التي أطلقها السلفيون في ألمانيا وتحمل اسم ااقرأب وتستمر لمدة يومين ستشمل توزيع الملايين من المصاحف علي المارة في 30 مدينة كبيرة في ألمانيا والنمسا وسويسرا بداية من اليوم السبت. ألمانيا تعرب عن قلقها من حملة (اقرأ) السلفية أعربت الحكومة الألمانية اليوم السبت عن قلقها إزاء حملة (اقرأ) التى يقودها سلفيون والرامية إلى توزيع 25 مليون مصحف مترجم على المارة فى ألمانيا. ووفقا لتقارير إعلامية ألمانية ، فإن جماعة سلفية تطلق على نفسها اسم (الدين الحقيقى) تهدف إلى توزيع 25 مليون نسخة مترجمة من القرآن فى ألمانيا وسويسرا والنمسا..وقد قامت بالفعل بتوزيع 250 ألف نسخة. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية فى برلين إننا نأخذ التطلعات السلفية الحالية على محمل الجد .. وأن السلفين تحت أعين سلطات حماية الدستور منذ فترة طويلة ، ويتم مراقبتهم منذ نهاية عام 2010 .. مشيرا إلى أن هناك منظمة سلفية حلت نفسها منذ عامين عقب بدء إجراءات تحقيقات ضدها. وفى سياق متصل ، أدان المتحدث الفيديو الذى نشره سلفيون على الإنترنت والذى يحمل تهديدات لصحفيين انتقدوا حملة (اقرأ) .. قائلا "هذا أمر لا يمكن قبوله على الإطلاق ، .. موضحا أنه تم إجراء تحقيقات جنائية فى هذا الأمر. ومن جهته ، طالب مدير شئون الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض فولكر بيك أئمة المساجد بالتحذير من التيار السلفى المتشدد. وكان رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحى الذى تترأسه المستشارة أنجيلا ميركل قد أدان بحزم هذه المبادرة ، فيما اعتبرت متحدثة باسم الحزب الليبرالى الشريك فى حكومة الأقلية أن توزيع هذه المصاحف المترجمة أمر غير مقبول على الإطلاق.